بسم الله الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آلــه وصحبه أجمعيــن .
إن أقبح ما فعلته السلطات المحلية وتفعله ، اختيارها عيونا متسخة بالرمد والروث العفن . والحالة هذه ، أن بعض شيوخها ومقدميها أصيبوا بعلل جمة ،وأسقام مملة عفا عن الزمن، وجبها دستور 2011 . إنها أمراض النعرة القبلية، والإثنية المتصارعة .
تجربة عايشتها مع هؤلاء ، وأود أن أعرضهـــا على المتابع ، ليتبين المفسد من هذه الشريحة . فلكل قرية أو مدينة شيوخ ومقدمون ، وأعتقد أن الكثيرين قد لحقهم أذى من هؤلاء
أو أولئك ، لأن المغربي أينما حل وارتحل في أرضه الواسعة ، إلا وتضيق عليه كلما زار إدارة أو توقفت أسبابه عند مقدم أو شيخ . فمجرد التوقيع على تقرير تافه يوصلك إلى العراك لا محالة ، لأن هذا الشيخ أو ذاك المقدم ليسا على هدى من الله ،وبالتالي فإن الصدام سيطفو وسيحتد، لأن الشيخ والمقدم إما أنه يريد منك (دهن السير إسير)أو أنه قد صنفك من بين المغضوب عليهم . حينها تبتدئ المعركة ويستعر أوارها ، ولن تضع أوزارها حتى يؤدب الشيخ عن زلته المهنية التي غفل عنها بسبب عنجهيته المفرطة، المتمثلة في عدم إجراء بحث عن مقدم الطلب . وبالتالي محاسبته عن الفضاضة في الاستقبال .
كان اليوم عصيبا وأنا أنتظر “الشيخ عبد اللطيف ” خارجا من المسجد حيث يصلي قبالة مرآب خصص لشيوخ القبيلة ومقدميها . فقد كان من باب أولى أن يحترم المسجد، فيسلم المراد بكل احترام وروية دونما اللجوء إلى العنجهية الجوفاء ،والغطرسة العمياء ، وكأنه يوقع على ترسانة عسكرية . فضضنا اللقاء الوجيز بعراك في النهاية حيث مقر رئيس الدائرة الذي استدعانا على إثر شكاية من الطرفين .فكنت أول الداخلين ، وفقد فض اللقاء في أقل من دقيقة ، دافعه نفس الدافع الذي أصاب الشيخ من حيث خرقه لأدبيات الجدال .” ولا تكن فضا غليظ القلب فينفضوا من حولك ” صدق الله العظيم . ثم الغضاضة والغلظة في الاستقبال ، والعنطزة الخاوية .
نسي الإنسان ساعة أنه طين ** حقير فصال تيها وعربدا
فلم العنجهية والغطرسة إذن؟ إلا أن يكون هؤلاء قد نسوا أصلهم ، أم تناسوا في ظل هذه الغفلة الموجعة التي اغتروا بها : ” وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ” صدق الله العظيم .
قال أحدهم: إن الشيوخ شموخ.قلت : أهو شموخ العزة والعفة ؟ أم شموخ أبي الهول :
أبا الهول لا تشمخ بأنفك إنما ** أقامتك أيدي ناحتات مواهر
تالله ما بلغ شيخ إلى شموخ ، إلا إذا أقلع عن الرشوة كأساس للعديد من المشاكل التي تعطل مصالح المواطنين (ادهن السير إسير) .ثم السلاسة والمهنية والسرعة المطلوبة لتمرير الوثيقة . وكذا الإقتداء بالأخلاق الحميدة ، والابتعاد عن العنجهية والتكبر : ” لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
اللهم قنا شموخ هؤلاء الشيوخ ، وأبعدنا عن صياصيهم الواهية ، وتقاريرهم المجترة ، ولا تحرمنا من سلاسة الأمور ومرونة الإدارة ، وجنبنا جهالة الشيوخ والمقدمين ومن تبعهم في عجرفتهم وغطرستهم إلى يوم الدين . جهل مركب والعياذ بالله .
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة ، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم . والسلام .
بقلم : عبد الخالق مجدوبي.
تحية للأخ والصديق عبدالخالق
الشيخ والمقدم مكروهان لابد منهما
ما سمعت قط عن شيخ أو مقدم لطيف
قد يحسبك أحدهما أحيانا ذا كرم وخلق إن عاملتهما كما يحبان
أما وإن خالفتهما الإحساس فأنت دون المستوى وعديم التربية ولا تقيم لأهل السلطة أي إكبار وملعون في نظر المقدمين والشيوخ ومن فوقهما