زايو سيتي – خاص
تستعد الأسر بمدينة زايو للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، تماشيا مع سنة إبراهيم عليه السلام، ووفق عادات وتقاليد لا تخرج عن ما سنه الشرع للمسلمين عبر العالم، تقاليد جرت العادة أن يكون الفقير والغني خاضعين لها بالتساوي، فالزينة وأبهى الحلل لا تبرح بيتا، ورائحة الشواء تخرج من المنازل دون استثناء.
وإلى الأمس القريب، لم تكن الفرحة تخلو من أي بيت بزايو، لكن ما نشهده اليوم، أمر جديد لم نتعود رؤيته بمدينة عاشت لسنوات على التكافل الاجتماعي، حيث أسر لا تعد ولا تحصى بقيت إلى آخر يوم يسبق العيد، بلا كبش تدخل به الفرحة على أطفالها.
ومن الأسر من قصدت معارفها تتوسل بين أيديهم لعلهم يجودون بأضحية تنسيهم هم الحاجة والعوز، ومنها من لن يرضى سؤال الناس ولو كلفه الأمر المكوث ببيته يوم العيد حتى لا يعرف الجيران ما حل بأسرته.
لم يسبق أن رأينا هذا الكم الهائل من الرجال والنساء يتوسلون في الأزقة ويطلبون العون من الآخرين طمعا في فرحة عابرة، ولم يسبق أن بقيت الأضاحي متوفرة بهذه الكثرة بسوق زايو إلى آخر يوم قبل العيد، والسبب إقبال ضعيف مقارنة بالسابق على الأضحية.
تجند العديد من أبناء زايو على مدى أسبوع ويزيد في محاولة منهم توفير أكبر قدر من الأضحية للأرامل والفقراء، ومد يد المساعدة لمن لم يستطع شراء كبش العيد لأطفاله.
خرجنا بعدسة زايوسيتي.نت لاكتشاف ما سمعناه يتردد بالمدينة حول الأزمة هذه، ليصدمنا واقع مرير غير معهود يدمي القلوب لأرامل عجزت عن توفير فرحة صغيرة لأطفالها، وعن آباء يعتصرون الألم لعدم قدرتهم على إدخال السعادة على أطفالهم يوم العيد.
لم نشأ إيراد شهادات صادمة لواقع مؤلم يعيش تحت وطأته أناس فقراء معوزون، قهرتهم ظروف اجتماعية جعلتهم عرضة لنوائب الزمن، لكن واجبنا الإعلامي يفرض علينا إيصال أنين الناس لأبعد مدى حتى يسمعهم من يمسك بأمورهم حتى يفكر فيما وصل إليه أمر الناس، كما نوصل رسائلنا إلى من يستطيع مد العون للفقراء المحتاجين.
إن هذه الأزمة لم تصب من لم يستطع شراء الأضحية فحسب، بل أصابت الكسابة ببوار لأكباشهم لم يشهدوه من قبل، فأرجع العديد منهم سلعه كما قدمت للسوق، وهم الذي صرف عليها من المال الشيء الكثير.
إن يوم العيد عابر إلى موعد آخر بعد عام من الآن، لكن الأزمة تبدو باقية بين جدران زايو، حتى صار التشكي لغة يومية يجيدها الكل، من أسر وتجار وأجراء وحرفيين، كما الموظفين والعاطلين، الكل لا يعرف ما يحصل.
كل ما نتمناه، أن يدخل الله الفرحة على قلوب المسلمين في هذه الأيام المباركة وأن يبدلنا ما نعيشه من أزمة خيرا، ونسأله سبحانه أن يدخل البهجة والسرور على المسلمين الذين يعيشون الويلات في فلسطين والعراق وسوريا، وفي أفغانستان والشيشان، وفي ميانمار، كما إفريقيا الوسطى ونيجيريا، وغيرها كثير.