كما هو معروف تتمثل غاية صندوق المقاصة هو نوع من الصناديق الخاصة التي تضخ فيها الحكومة جزء من ميزانيتها المخصصة للدعم الاجتماعي بشكل عام وبشكل خاص الحفاظ على الطاقة الشرائية للمواطنين الفقراء وذالك عن طريق تدعيم بعض المواد الاستهلاكية الأساسية كالسكر والدقيق والغاز.
هذه المواد الاستهلاكية تحتل مكانة حيوية في قفة المواطنين كانت ولازالت منذ القديم موضوع الدعم من قبل صندوق المقاصة أو الموازنة ،لكون أثمنتها الحقيقية في السوق توجد خارج متناول المواطنين المعوزين او غيرهم وذالك بحكم تكاليف إنتاجها وخضوع أثمنتها لتغييرات الأسعار على المستوى العالمي كمثل البترول والقمح والسكر,
فالشيء غير المعقول في هذه العملية التضامنية وبإجماع كل الفاعلين السياسيين والاجتماعيين ،يكمن في كون جزء كبير من هذا الدعم يوجه بغير حق إلى غير المعوزين من المواطنين و تستفيد منه الشركات التي تستعمل في انتاجاتها او خدماتها بعض من هذه المواد المدعمة.
في السنين الأخيرة ،لم يكن هذا الدعم متداولا مثل اليوم ولم يكن ليشكل عبا ميزانياتيا على الحكومات المتتالية ، لكن بعد تسجيل ارتفاعات كبيرة ومتتالية في أسعار البترول في السوق العالمي واستقرارها لمدد طويلة في مستويات عالية بعيدة عن توقعات الحكومة المغربية السابقة والحالية اصبح يجبرةها على ضخ مبالغ مالية كبيرة في صندوق الموازنة سنة بعد سنة ، وصلت السنة الماضية إلى ما يزيد عن 50 مليار درهم وهو مبلغ يشكل نسبة هامة في مجموع مدا خيل المغرب وهو ما أضحى يشكل نوع من الإرهاق المالي لميزانية الدولة.
وبالرجوع رغبة وعزم الحكومة الحالية في إعادة النظر في سياسة الدولة في دعم الطاقة الشرائية للمواطنين الفقراء ،وبغض النظر عن الخلفيات السياسية المتحكمة في هذا الاختيار وبالصيغة الانفرادية التي يقارب بها، هذا الملف الضخم ذو التابعات الاجتماعية ، يتبين أن هذه الخطوة تندرج ضمن أولويات حكومة السيد عبد الالاه بن كيران الرامية إلى محاربة جميع أشكال اقتصاد الريع والذي اعتبر في تصريح أخير ،استفادة الأغنياء والشركات من المواد المدعمة، نوع من أنواع الريع.
منذ أن بدا الحديث عن نية الحكومة إيجاد صيغة جديدة لتوجيه الدعم إلى الفئات الفقيرة والحدث يثير كثرا من الجدل على مستوى الرأي العام ، وخاصة على مستوى النقاش السياسي الدائر بين الحكومة والمعارضة بل أن الأمر شمل أيضا بعض حلفاء الأغلبية الذين غير ما مرة ابدوا تخفضهم من طريقة معاجلة وزراء العدالة والتنمية لملف صندوق المقاصة ومن مخاوفهم من العواقب الاجتماعية لهدا الإصلاح.
ولعل تصريحات وزراء العدالة والتنمية حول الصيغة الجديدة لتدبير دعم صندوق المقاصة المتمثلة في تخصيص راتب شهري لفائدة الفقراء ابتداء من يونيو المقبل ، يجعلهم قادرين وباقي المواطنين من اقتناء المواد الاستهلاكية في السوق أثمنتها الحقيقية ,هو ما زاد تأجيج مخاوف كافة الفاعلين السياسيين وباقي المواطنين.
ورغم التصريحات التطمينية لرئيس الحكومة وبعض وزراء العدالة والتنمية ،التي تفيد أن التطبيق سيكون تدريجيا وسلسا لن يشعر المواطن معه بالتغيير في اثمنة المواد الاستهلاكية ،إلا أن هذه الخرجات الإعلامية حتى ألان لم تنجح في تبديد القلق والخوف الذي أصبح ينتاب كافة المواطنين جراء قتامه الرؤية التي تميز إصلاح صندوق المقاصة والمخاوف الممكن أن تترتب عنه .
وكيف ما كانت الصيغة المتبعة والوثيرة التي سيتم تطبيق هذه الصيغة ،وكيفا كان المجهود الذي سيبدل للتخفيف من وطأة إصلاح صندوق المقاصة على باقي المواطنين ،هنا ك سؤال كبير أصبح يطرح نفسه بإلحاح عله يثير اهتمام السيد رئيس الحكومة للإجابة عليه:كيف يمكن نزع الدعم على المواد الاستهلاكية الأساسية الدقيق ،السكر والغاز من دون أن ترتفع أسعار هذه المواد وترتفع أسعار المواد المرتبطة بها؟
لقد بدلت مجهودا كبيرا في تلمس ملامح هذه المعادلة العلمية وأشركت جزا من زملائي في التفكير علني استطيع فهم ولو بصيصا من هذا الحل العجيب و لم افلح،ولم يتبقى إمامي إلا الفرضيات أو السيناريوهات ربما بحلول شهر يونيو تصبح نتائج المعادلة التجريبية واضحة لتأكيد او ضحض هذه الفرضيات او السناريوهات.
فإما حل هذه المعادلة العلمية خارق للعادة ويصعب على أناس مثلنا رصده وهنا ندخل في مجال السريالية او البركة،وإما أن المبلغ الذي سيخصص للفقراء(مانضة الفقر) وهو حثما المبلغ الذي كان يخصص لدعم المواد الاستهلاكية السالفة الذكر سيتم البحث عنه من جيوب اخرى قد تكون داخلية او خارجية.
وفي انتظار أن يجود علينا السيد الوزير السيد محمد بوليف بالحل السحري المنتظر ،هناك أمر سيصبح حقيقة عند كل المغاربة ،مرتبط بتقليد عريق يتمثل في اقتران التعبير عن حسن الضيافة والكرم لديهم بالدعوة إلى شرب الشاي كمشروب شعبي عريق ،فالمغربي بعد إصلاح الصندوق ،سيفكر جيدا قبل أن يتلفظ بدعوة شرب الشاي للأصدقاء والضيوف في المنزل أما إذا كان في المقهى فتلك الطامة الكبرى.
فالشاي مشروب شعبي شاسع الاستعمال ومعه الخبز الحافي رحم الله محمد شكري بالمناسبة ، كما يعرف الجميع ،ساهم هذا المشروب العجيب ، في تغذية أجيال عديدة بل وقوى سواعدها وعضلاتها ولو انه لاحتوي على البروتينات ,كيف ذلك لا ادري ربما بركة من البركات ،هذا المشروب يتطلب تحضيره الغاز والسكر والشاي والنعناع او الشيبة إذا اقترن بخبز محمد شكري سيختزل لوحده اكبر خطر جراء إصلاح صندوق المقاصة يهدد كل المغاربة في متعة شرب الشاي بل في التمسك بأحد السيمات الحضارية لدى المغاربة :الكرم فلا موائد عند المغاربة بدون اتاي
التدلاوي محمد
BRAVO
w mazal magha nchoufou mr ben kirane bhal ila ja yanta9mman lamgharba gha ya3ti lalfo9arae 600drs w yzid f al mawad alghida2ya 1000dh hakda 3atahoum wakhda ktar bach yahmi li labass 3lihoum walli khashoum houma li ysahmou f da3m sando9 li houma li khawwawh
متألق كالعادة
viva mi amigo hamid tadlaoui
Il y a des choses qui dépassent l’entendement. Et vous y avez fait allusion par la manière la plus pertinente possible. Votre analyse encore une fois est un succès. Bravo l’ami.
اذا حدث هذا فان القدرة الشرائية للمواطنين ستتدهور بشكل كبير كان مستفيدا او غير مستفيدا من هذه – الميندا – . فالفقيربمجرد ان يتوصل بمبلغ التعويض و لجهله حسن تدبير مصارفه و امام حاجياته الكثيرة غالبا ما سيصرفه دفعة واحدة لاقتناء جهاز ما او مصاريف مناسبة ما كان عيدا او دخولا مدرسيا او مرضا ما او او او ….. ويبقى يؤدي ثمن السلع موضوع الدعم باثمان السوق . ويقعد ملوما محسورا وهناك يبقى يغني : كيف ايدير اسدي .