جلس جدي على ربوة تطل على البيدر, وعلى جنته الدنيوية” الدونا” التي تحدها أشجار الزبوج وحنايا الصبار. جلس القرفصاء, متكئا بذقنه الذي تعتريه لحية بيضاء, على ظهر يديه المرتجفتين والمثبتتين على عصاه التي يهش بها و يتفقد بها ما استعصى عليه ملامسته, وما نأى عنه من شجر وتربة وحجر. بدأ يستعيد ذكرياته الأولى. تذكر كيف أفنى عمره يزرع أرضا كانت يبابا. كان قد بلغ من العمر عتيا, ونظره أوشك على الأفول. لكن ذاكرته لم تأفل وإحساسه بالأرض وبالبحر الممتد في الأفق البعيد يغمره. تذكر ما قاله له أبوه حين أخذته الحماسة في جموع من أهالي البوادي لصد الإسبان عن سواحل “ثايزيرث”. كان تخمين أبيه مصيبا. فقد فروا إلى الجبال ليحتموا بها بعد أول طلقة لبندقية العدو قبل المدفع. لم يندم, بل ارتسمت على شفتيه المرتجفتين إبتسامة. لم يعدوا للعدو ما أوصاه به والده. لم يعدوا ما استطاعوا من بنادق وزناد وزند وزاد. أحس ببعض التعب وبإحساس لمعانقة الأرض. نزع عن رأسه عمامته البيضاء, فافترشها على صخرة ملساء مسطحة, وتحت شجرة الرمان الباسقة التي ظللته وظللت شجرة تفاح صغيرة, كانت قد نمت لوحدها تحت تلك الظلال. إستلقى على ظهره جنب التفاحة وتحت ظل شجرة الرمان. وأحس وكأن الأفق البعيد يعانقه. تلمس بيديه المرتجفتين أديم الأرض باحثا عن عصاه. أخذها وبدأ يكز بها غصنا تتدلى منه عدة رمانات كادت تعانقه. سقطت واحدة بجانب رأسه. دوت في أذنه رغم أن طبلتها شاخت وهرمت, وأثارت بعض غبار شمه وأحسسه دون أن يراه. أخذ الرمانة تلمسها بيده. مسح عنها بعض ما علق بها من غبار وتبن. وجدها على حالها لم تنفجر. شمها وعانقها وبكى. وقال:” إيه كم أخاف أن يأتي يوم ولا يبقى لهذه الرمانة ولا لهذه الأشجار أثر. لكم أخاف ألا تبقى من بعدي صدقة جارية حين يعانقني جوف هذه الأرض”. عانق الرمانة المتساقطة من جديد واستلقى على جانبه الأيمن على التربة والغفا فغفا.
.
لما صحا “اعليوة” من نومه في زنزانته خمس نجوم. وذلك بعد أن غالبه النوم لبضعة أيام, صاح ملئ فمه: “سأفجر هذه الرمانة”
قالها زمن “الدلاح” و”الكرموس” ليرهب بها “العدالة” حين وجد نفسه متهما بخروقات جسيمة و باختلاس ما تبقى من المال العام حين تولى إدارة “القرض العقاري والسياحي”. ها هو ذا زمن الرمان قد ولى, وقد أُكِل منه ما أكِل, ونُهِب منه ما نٌهِب, وقد انفجر من انفجر ضحكا على الذقون, وانفجر من انفجر غصة على ما آل إليه الوطن. لكننا لم نسمع لرمانته إنفجارا. وقلنا: لو كان محتجزا في إحدى المعتقلات الأمريكية التي تزركش خارطة العالم, وترجموا إنفجار رمانته إلى الأنجليزية أو الفرنسية أو الإسبانية لقالوا عنه إنه إرهابي يريد تفجير قنبلة!! ولو كان عند الإسبان لقالوا عنه أنه يعد العدة لتفجير غرناطة,عقدة الموروس مذ بكاها آخر ملوكها” أبو عبد الله”على ربوة وهو في طريقه إلى منفاه البعيد والأخير, وزفر زفرته الخالدة في مخيالهم “بزفرة المورو
نحمد الله أن “اعليوة” أو “احليوة”- لحلاوة خرجاته- كما كنا نسميه في جمهورية الحي الجامعي, لم يقل بالإنفجار أيام “أثنار”. وإلا لكان قد سير لنا مجرم الحرب هذا, البوارج والفرقاطات الحربية كما سيرها ذات فجر من صيف الأعراس والمسرات المغربية, لتحرير صخرة “البريخيل” أي “المعدنوس” كما يسمونها هم. أو”تورة”كما تسميها كتبنا التاريخية . وأقصد جزيرة ليلى كما يسميها العامة وإعلامنا. وأصل التسمية إسباني وهي”لاإسلا” أي الجزيرة, وحرفت إلى إسمها الشاعري”ليلى” لنتغنى ونتشبب بها, ونقف على تربتها ونبتها وصخرها, وعلى ما تبقى من عنزات الأهالى التي ترعى فوقها, و نبكيها كما بكى جدي رمانته وغفا, وكما بكى “اعليوة” حين صحا, وكما نبكي يوميا على ما آل إليه الوطن المغتصَب بحره و بره. رمله و حجره. شجره و بشره
…
…و إلى لقاء قريب بحول الله…
ملحوظة: الغفا هو التبن في بيدره
قلم – رشيد محيي – اسبانيا
اعليوة وجدي والرمانة/ ج 1: أضغاث أحلام
حلوة تلكم الرمانة ولو علق بها الغبار. لطيف جدك وحكيم ومحب للحياة
تمنيت لو استمرت الحكاية في شبذان الخلود
لكنك اخي رشيد فجرت متعتي بتلك الرمانة والحديث عن الإرهابيين من درجة فارس ممتاز
مزيدا من الكفاح مزيدا من الابداع
أخي العزيز سعيد, سعدت بتعليقك كما أسعد دوما بإطلالاتك. ربما سأستخدم يوما شبذان خلفية لبعض ذكرياتي. ونسير سويا في طرقاتها المغبرة بغبار “الحمري” والتي تحدها نباتات الصبار و”الأشفيل” .
ننتظر جديدك.
اتعلم انني من اقاربك؟؟
أخي العزيز سعيد. لقد خمنت ذلك. وأنا أعرفك فقط من خلال كتاباتك, ومن خلال هذا السيت. وقد كان تخميني صحيحا. فقد عرفت من خلال مقالة لك حول “ثيمزوجين” ومن خلال بعض الردود أنك من أقارب الوالدة الكريمة. أي من أبناء عمومة جدي لأمي “ميمون قيشوح” رحمه الله. لا أعرف شيئا عن الأرض التي رأت فيه النور الوالدة الكريمة, إلا ما تخيلته وهي تحكي عن صباها وحياة الناس فيها. وجدي ميمون رحمه الله لا أحفظ له في ذاكرتي إلا لبعض صور هي أقرب إلى السراب. وبي غصة أنني لم أستطع لحد الآن أن أصل ما تبقى من بيتهم وآثارهم. وأقصى حد وصلته برفقة الوالدة الكريمة كان “فيرماأوليمان” حيث كان لجدي فيه دكان وساعده فيه أحد أخوالي الذين هجرونا إلى دار البقاء دون أن أحفظ شيئا في ذاكرتي عنهم. وقد رأيت كيف اغرورقت عيناي الوالدة الكريمة بالدموع وهي تتذكر الأهل والأحباب والديار التي لم يتبقى من ذكراها إلا الخراب.
سعدت وتشرفت بمعرفتك يا ابن الخال وأتمنى أن يجمعنا لقاء قريب ونصل بك الأرحام. وأتمنى أن أصل ديار الأجداد والأخوال لأصل بهم الرحم ولو بالوقوف على ما تبقى من أطلالهم.
شكرا أخي العزيز على التنبيه ودمت متألقا. ولك علي حق التنبيه إن قلمك زل يوما ولا أحسبه فاعلا. فمن شرب من ماء أرض الأجداد الكرام وأكل من تربتها لا يكون إلا كريما ابن كريم.
تحياتي أخي العزيز
أريد هجرالسياسة لأخلد للراحة و السكينة ، فقد أخذت مني زهرة عمري و ميعة شبابي ، فظللت فيها كمن يطارد خيط دخان ، فترات الجزر فيها كثيرة ، و خيبات الأمل تواترت ، و ظلم ذوي القربى في عالم السياسة أشد مضاضة من وقع الحسام المهند ، أخي رشيد محيي ، هذا الذي تحدثت عنه في نصك جمعتني به في مراحل النضال من أجل مواجهة الظلم و الاستبداد جلسات لن تنساها ذاكرتي في ملتقى الشبيبة الاتحادية بالمعمورة ، كان في ذلك الزمن الجميل ينضح بالصدق و الوفاء لأرواح الشهداء الأبرار ، و لكن كم تدفقت وسالت ومرت من المياه تحت الجسر ، فالإنسان لا يستقر على حال إلا من استرخص نفسه فداء لقناعاته، و هم قليلون في هذا الزمن الرديئ، و مع ذلك ،فأنا أدعو إلى محاكمة عادلة للأستاذ خالد عليوة حتى تظهر الحقيقة و تنجلي كل الأسرار ، و إذا ثبتت ضده تلك التهم ، فيجب أن يعاقب طبقا لمقتضيات القانون .تقبل تحياتي الصادقة.
.
أستاذنا الفاضل أقليد. شيخ اللغة وأجليذها( من “أجليذ” الأمازيغية).
فرحت بتعليقك وإن أحسست فيه بأني نكأت جرحا لن يندمل أبدا لأنه كان جرحا من ذوي القربى في السياسة وممن آنسنا منهم مبادئ.
أحس بنفس مضاضتك, وأنا من بين ضحايا حلم “التناوب” الذي لن يجبر ضرره أبدا. وأذكر أنه ما حلمت بالهجرة أبدا حين ارتميت في حلم تلك الحكومة, مع كل احتراماتي لشخص اليوسفي ولتاريخه النضالي, وارتميت في حلم أقرب إلى السراب. ووجدتني رقما من أرقام الوظيفة التي كان يتغنى ويتبجح بها ناطق الحكومة الرسمي” اعليوة”. ووجدتني أستاذا في الأنجليزية في مدرسة خاصة. كان عليها أن تدفع لنا نصف الراتب والنصف الآخر تتكلف به الوزارة. أمضيت حولا دون راتب, إلا راتب الوالد الكريم, فلا أبالك تسأم. فكنت أستاذا وطالبا ومعطلا, أوبالأحرى لم أكن شيئا لا من هذا ولا من ذاك. بل كانت أضغاث أحلام. وهاهو الزمن يمضي ويخرج علينا من زنزانته( اللهم لا شماتة) ويقول” غادي انفرقع هاد الرمانة” أي أن وراءه ملفات فاسدين نافذين. لكن رمانته لم تنفجر. و لاندري أبسبب العفاريت أم التماسيح أم هما معا. أي أن التاريخ في وطننا العزيز يعيد نفسه. فكما علقنا آمالا على حكومة اليوسفي ها نحن نعلق آمالا على حكومة بن كيران, مع فارق هامش التحرك الذي هو أوسع اليوم من سابقيه. لكننا لا نزال نرى نفس التمظهرات وإن كانت بصياغة أخرى. بل أن التملص من الواجب والتخلص مما تبقى من المال العام( بسرقته) يتكرر حد الإستنساخ, ولا نجد فقط خالد اعليوة وبنكه بل نجد “خالد” آخر وهو “الودغيري” وبنكه” التجاري وافابنك”….
سأقف هنا حتى لا نتيه في المواجع, وأطلب منك إطلالة برنوسية. فقد تخيلناك في كل الصور لكننا لم نستقر على إحداها. فاعفنا أرجوك من كثرة التخمين فإن المواجع لم تترك لنا صبرا.
Très cher Rachid
Grand-père avait raison de se soucier pour la terre qui lui a donné naissance, laquelle il a sillonnée tantôt avec sa charrue, tantôt avec son baton, parcourue avec ses yeux et où il a laissé une progéniture pour prendre la relève… Il n’avait pas tort au fait. C’était légitime.
Seulement, la grenade, quand elle n’explose pas pour montrer ses couleurs ensanglantées et parfumer l’envirovironnement par son goût exquis, elle pourrit. Et c’est bien ce qui est arrivé.
Mes amitiés , ma reconnaissance.
.
أستاذنا العزيز بلوندو.
سعدت بتعليقك كما أسعد بإبداعاتك التي تكسر الرتابة التي تطغى على بلدتنا حد الضجر.
لا رمانة اعليوة ولا رمانة جدي انفجرت. وإذا كنا نقدر أن نخمن لون وطعم رمانة الجد لو انفجرت, فإننا لانقدر أن نخمن ونعرف كل أسرار رمانة اعليوة التي لم يفجرها لحد الآن.
ننتظر جديدك. وحز ما شئت من الوديان والقلاع والواحات.., وسل سيفك من غمده وأشهره في وجه النمطية والرتابة. ولك علي أن أقطعها لك كلما حزتها بكلمات مني طبعا. لأتخيلني ملكا من ملوك الطوائف وأتخيلك فارسا من فرسانها.
لك مني كل الإحترام والتقدير يا فارس الإبداع.
bravo akhi rachid…..
تحية كبيرة مني إلى الأخ أيمن الذي ذكرني بصديقنا أبو أيمن والأخ عبد القادر لخنيفري الذي أتمنى أن يكون غيابها خيرا. وشكرا على ثنائك
هذا الغسان الكنفاني الجديد الذي يطل علينا من بيننا لا نكاد نتبينه بشكل جلي,فهو يتوزع بين الانماط الحكائية كانما يقول لقارئه انك لن تستطيع معي صبرا,ويستبطئه الى اخر نصوصه حتى يعود محملا بما لذ من اصناف الادب التي قد تتاح لوارد,مارا على الاحداث مرا غير ذي اثركما تهب النسيم على السرو الباسق تريد الاس والحبق والنعمان,متارجحا بين الواقعية والواقعية المتخيلة,موظفا للسرد المباشر وللتقرير,بكلاسيكية بالغة لا يكاد القارئ يانس بها وتانس به حتى يكسرها غساننا بتدخل مؤثر لهذه الذات الساردة من دونما تاشير او فرملة يجعل الامر اشبه ما يكون بسقوط من حالق او استقلال -لسيارة مقاتلة-,لكن الامر يختلف قليلا هذه المرة,انه سقوط في نعيم لا يملك مفاتيحه غير هذا الخضر الادبي,ومقاتلة لا تقتل في مستقليها سوى البرود والسماجة,وتنقلنا في رحلة مكوكية الى هذه العجائبية السردية التي نشرف ايما شرف بنسبتها الينا ….
نعم ان هذا البناء القصصي قد شهد شيئا من التخلخل وانفراط الحبكة اخر النص,-لكن الذروة قد تحققت كما لا تتحقق سوى لقصاص درب على امتهان تقنيات السرد وتشوف عوالمه,قد جمحت به خيول الاحتقان,كلما فار تناثرت من بركانه حمم متوهجة غير محرقة,فاذا وردها احد صاح باهله امكثوا…
اني انست نارا,واراني وكل رواد هذا السيت صابرين معك الى ما شاء الله امين,واحب ما احبه ان تقول لنا يوما انك لن تستطيع معنا صبرا,فحرام جدا على هذا القلم ان يظل حبيسنا على كل هذه المقومات
رب تعليق أبلغ من مقالة. هذا ما وقر في قلبي وصدقته عيناي وأنا أقرأ ما جاد به علي أخي وصديقي خالد البدوي. تعليق حملني إلى أيام خلت وإلى يوميات الصبا تحت ظلال تفاحة جدي التي غرسها أبي في “حوش” البيت. حيث كنت أترصد من فوقها متى تفتح باب خزانة صغيرة لكتب أخي الأكبر”اعزيزي” لأغرق بين كتبه وأشم عبقها. أذكر كتبا لطه حسين وإيليا أبي ماضي وجبران خليل جبران, وشعر خليل مطران وكتابان لغسان كنفاني” عائد إلى حيفا” ورجال في الشمس”…وشريطان لأغنيات الثورة والثار وشد الهم لمارسيل, والشيخ إمام… فأن تجود علي بلقب غسان كنفاني فإنك والله تجعلني أمام ريح الذكريات العاصفة التي ترميني على عتبات زمن ولى ولن يعود أبدا. وأنزلتني مقاما عاليا وما أنا إلا رقم على شِمال الصفر.قد خلت من قبله الأرقام. وسأكون يوما نسيا منسيا. لا وبل زدت من كرمك ولقبتني بالخضر الأدبي الذي لم تستطع عليه صبرا, وتتمنى حبا فيه أن يقول لكم هذا فراق بيني وبينكم.
سأقول لك أخي العزيز ما قاله موسى للخضر عليهما السلام:” ستجدني إن شاء الله صابرا”. وستجدني كذلك, بحول الله, عند ينبوع أدبك لنرد ماءه العذب الزلال. فلا تقتر وجد بأدبك يا عراب اللغة وفنانها.
اهداء اليك رشيد وكل زوار زايوسيتي “”””
يمشي على الجمر شبل طفل ولكن يقاتل وحين يتعب يعلو حب الفدا سيواصل ولدت في أي منفى يا أيها الطفل قل لي تربة جدي بحيفا والقدس تسكن أصلي اللازمة جاء العدو يحارب من كل صوب وحدب ما ضاع حق المطالب ما دامت النار دربي اللازمة بوارج في البحار والقصف عبر الفضاء والموت عبر البراري فما يقول الفدائي اللازمة لكنني لست وحدي فالشعب ناري وداري تجمع الكون عندي وقوتي في قراري اللازمة
تحية مسك أكمل بها جولة الردود. وأشكر من خلالها أخانا محمد على هديته الشعرية الغنائية التي تعود بنا إلى زمن جميل ولى, وإلى زمن جمهورية الحي الجامعي التي حلمنا فيها بوطن يأخذ كل الصفات إلا الصفات التي رأيناها فيه بعد إكمالنا لآخر حلم رسمناه شعرا على آخر صفحة من كراسة الجامعة.
تصبحون على خير
بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
أخي رشيد ثورتك الهادئة على ماض صادره أصحاب الأحذية الملمعة بانكسارات الصمت المتتالية تجعل منك صوت أجيال وأجيال تنعي أملها في ماض جحد العودة بكرامة” ابن البلد .
إن هذا السخط على السياسة والساسة لعنة تلاحق من صادر حق الطيبين والطيبات في ضمة صدر حنون وخبز كريم وقصيد نرضاه من غير قافية ولا بحر.
حلمنا كثيرا بكل شيء في تلك المرحلة على الرغم من الموقف الشبابي آنذاك من التجربة التي اختارها عبد الرحمان اليوسفي
و بعد سنوات اكتشفنا أن ما يسمى سنوات الرصاص و المد الإشتراكي كان وهما ضيعت فيه البلاد فرصا للتنمية و التغيير الحقيقي
و أجدني مندهشا من بعض الشباب الذين عرفتهم لا يزالون يهللون لنفس المشروع و ربما أسوء من قبله
و لما لا يهللون للنظام الاشتراكي ؟ ألا ترى أنت من اضطلعت على الفكر الاشتراكي أنه قمين باصلاح ما أفسدته الامبريالية التي أصبحت تخبط خبط عشواء و أضحت غارقة في وحلها الذي صنعته بيدها ؟ أم ان الزمن زمن الخوانجية زمن الاسلمة زمن العودة الى السلف غير أني ارجح كفة العمر والزمن الذي يأخذ بأصاحبه
لا يا صديقي فالمشروع الذي استفزك له شبابه ورجاله ، ليس بالنظرة الموغلة في الراديكالية؛ فالاشتراكية منهاج عملي و ليس بتلك العقيدة الجامدة فليس بالغريب ان تجد شابا حريصا كل الحرص على اداه واجباته الدينية و تجده أيظا في طليعة المدافعين عن الاشتراكية منهاجا عمليا لا فكرا جامدا
سلام الله عليكم جميعا , وتحية من إلى أخينا الشاعر المتمرد الهادئ حسن بولحفة. وإلى الأخ الكريم ل.ح/ه من برشلونة. وإلى الأخ “التقدمي دينه الإسلام”
لم يكن مسار اليسار المغربي كله زلات بل كانت فيه بؤر نيرات. ولا عيب أن ننهل من بعض فكره. بل العيب كل العيب أن نطلق أحكاما جزافا وأن نكون راديكاليين لايقبلون بالآخر ولا بفكره. ولا يشفع لنا أن نقول أننا كنا يوما يساريين ونكصنا على أعقابنا وأصبحنا يمينين, أو إسلاميين. صحيح أن تجربة التناوب كانت قاصمة لظهر حزب اليوسفي الذي لم تكن عودته وقبوله بترأس الحكومة إلا إيمانا منه بتغيير المشهد السياسي إلى ما هو أحسن والقطيعة مع الماضي التعيس. وصحيح أن قبول الإتحاد الإشتراكي الدخول إلى حكومة ما بعد حكومة التناوب كان القشة التي قصمت ظهر البعير. فتشرذم الحزب فأصبح شيعا. وتيارات وأحزابا تفرخت منه. حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من قيادات شعبوية وعلى رأسها نكرة يسمى “لشكر”. وصحيح كذلك أن حكومة اليوسفي جاءت في ظروف صعبة وخاصة, وكان المغرب حينها على شفى سكتة قلبية كما شخصها الحسن الثاني. كما أن هامش المبادرة والفعل كان محدودا جدا ومضبوطا من طرف عراب الإنتخابات “إدريس البصري” وصاحب أم الوزارات. و”المخزن” ولوبي الفساد كان يبسط سيطرته على كل مفاتيح الدولة. وهو ما يسميه الآن بن كيران بالعفاريت والتماسيح, رغم أن هامش المبادرة والمناورة الآن بدستور موسع للصلاحيات لا يمكن مقارنته بدستور ممنوح مقزِم ٍلها عمل في أجوائها اليوسفي وحكومته.
إن تشخيص الواقع السياسي المغربي لا يتم بلباس نظارتين بالأبيض والأسود ونقول عن الأبيض صالحا وعن الأسود طالحا. فإن سلطنا ضوءً منيرا على عتمة البيت والمشهد المغربي لرأينا من الألوان ما يسر الناظرين. وإني أقرب من طرح الأخ “التقدمي دينه الإسلام” وأزيد عنه “تقدمي دينه الإسلام ونزعته أمازيغية وهواه عربي.
تحية مني إليكم جميعا.
مقاربة جميلة بين جدي المنتمي إلى مغرب المتناقضات واعليوة الناطق الرسمي لحكومة سابقة من مغرب الإستثناءات. رمانة جدي كرمانات الشعب يمكن تخمين مكنوناتها. أما رمانة اعليوة التي ترمز إلى رمانات النافذين فحل لغزها بين أيديهم هم, ولا نصيب للشعب فيها ولا حتى في قشورها الذي قد تستعمله بعض الأمهات وبعض العجائز ضد “بوصفير”. وهن لا يدرين أن سبب شحوب الوجوه واصفرارها هو تلك الرمانات التي لم تنفجر
.
كان تخوف جدي وجدك في محله. فلم يمر وقت طويل حتى أصبح بيته خرابا و”الدونا” يبابا. ولم تسلم إلا بعض شجيرات كانت أغلبها خروبا
.
نحمد الله أنه ترك أبناءً وحفدة يتذكرونه ويدعون له
.
رحمك الله ياجدي, ولك الله يا وطني
أخبرني قريبك الأستاذ كنوخ انك قيم على مكتبة تصطبح منها و تغتبق فغبطتك فعلا عليها أيها الكاتب الجميل يعجبني في كتاباتك هذا النفس النوسطالجي و هذه الكلاسيكية التي تفرح بما فات و لا تأسى على ما هو آت
لك أسلوب جميل في السرد و الوصف و إن كنت لا تكتب القصة فستكون قد ظلمت قلمك كثيرا
محبتي
تصحيح
و تأسى على ما فات بدون لا
سلام الله عليكم جميعا.
أخي العزيز مصطفى. لقد إختصرت بجمالية ما كتبته أنا أعلاه في جزأين, وكأنك تقول لمن لم يكن له الوقت أن يتحمل سردي: “هاكم عصارة ما حكاه أخي في سطرين وسأكفيكم شر تقليب المواجع, وتغيير المواضيع والترحال معه في الزمان والمكان والتيه بين المواضع.
شاعرنا الرقيق( من الرقة) و المخضرم لأنه عاش حقبتين. حقبة ما قبل دعد وحقبة ما بعدها. بل ويذهب مختصون في الظاهرة الدعدية كعبد ربه, إلى أن لشاعرنا مرحلة مابينية( ما بين السهد واللحد). ولها تمظهرات عديدة حسب أسماء العشيقات أوالمعشوقات. وأعدك أنه حين نسمع منك جديدا سأفصل في هذه الظاهرة وفي بعض تجلياتها إن شاء الله.
أشكرك أخي لأنك سألت الأستاذ العزيز كنوخ عن حالي. وهو كما قال. أتواجد حاليا بالمكتبة العامة وأنشط نادي القراءة( بالأنجليزية). أحمد الله وأشكره أنه هكذا عمل يتيح لك مجال الإحتكاك بالمثقفين والفنانين الذين يقصدون المكتبة ويحاضرون فيها. كما أن المكتبة محادية ل”لأرشيف المحلي” الذي يقصده المثقفون من كل البقاع, وتقصده البعثات العلمية من كل الأقطار ومنها العربية( لبنان مصر وسوريا قبل الثورة…)هكذا موقع حيث الوصول إلى المعلومة أسهل مما عندنا بآلاف المرات تمكنك من إعادة صياغة فكرك( ريسيكلاج فكري)..وتجعلك في موقع محصن من أي ضربة من أي تيار فكري قد يقصد الإساءة إلى مبادئك وعقيدتك وتاريخك ووطنك. وربما سأذكر بعضها يوما في بعض المقالات أو إذا التقينا يوما ما بحول الله
.
ننتظر منك إيقاعا آخر شبيها بإيقاع قصيدة دعد يا أخي أحمد.
تحياتي والسلام عليكم ورحمة الله
Pas de commentair cette fois ci,Cher ami Rachid,mais vous etes toujours dans mes memoires,je vous salut ,et je vous remercie tres challeureusement,de tes tendresse sincere,.
et salut a tous nos sur tous la famille Badaoui,Les Blondos,et kahalid, et le rest des amis dans toute l’europe,et a Zaio aussi
Correcton.je viens de dire — tous nos AMIS sur tous…..,mes excuses
في البداية سلام الله عليك اخى رشيد وعلى جميع افراد العائلة. وبعد نحيك عليا ابن عمي على مواضيعك القيمة والجدة التي لها ارتباط بوضعنا الراهن و نقول لك مزيدا من العطاء في المجال الادبي .في انتظارنا مقال له علاقة بالاوضاع الكارثية التي يعيشها القطاع الصحي بالمغرب بصفة عامة واقليم الناظور بصفة خاصة وفي انتظاركم مني عرض مسرحي تحت عنوان الراميد
سلام الله عليكم جميعا
.
تحية كبيرة لأخي أبو أيمن الحاضر في وجداننا دوما, وإن غابت تعاليقه
.
وتحية كبيرة لابن العم عبد الرحمان مزاري. أعدك أخي أنني يوما ما سأتطرق إن شاء الله, لهكذا موضوع وأقارنه بالوضع الصحي هنا, خصوصا وأني اشتغلت, كما تعلم, لأكثر من خمس سنوات بالمستشفى العام الجامعي بمورسيا. كما أننا بانتظار جديدكم المسرحي, ونتمنى أن نراه على هذا السيت لنقيمه. وندلوا بدلونا فيه. تحياتي لأخينا عمر وكل العائلة, والدشر.
والسلام عليكم ورحمة الله.