تركنا مغربنا الأخضر في الشوط الثاني قد إبيض حياءً وهو كضيم لكثرة اللحوم البيضاء التي باتت تتزاحم على مآثرنا الدينية والتاريخية لتجعلها خلفية لصورها الفاضحة, وعلى مساجدنا كمسجد الحسن الثاني الذي يتذكر أغلبيتنا كيف كان الإكتتاب آيامها للمساهمة في رأسمال بنائه. وكيف كانت الإدارات اللاوطنية تبتز مواطنيها للمشاركة والمساهمة. فكانت شهادة السكنى مثلا تساوي الإكتتاب تحت أعين “لمخازنية” و”لخليفة” وأحيانا بحضور “القايد”. أضف إليه ثمن إحضار الشيخ والمقدم وما حولهما دون احتساب ثمن التنبر
.
وتركنا مغربنا الأخضر كذلك متوجسا من إعلان لائحة المستفيدين من المقالع التي يذكرنا إسمها ب”اطويحين” التي كان يهتز لدوي انفجاراتها كل زايو. كما يذكرنا إسمها ب”مقالع” الصبى التي استعملناها في معاركنا الطفولية ك”الجباد” لندمغ بها الجماجم , والتي بحمد من الله وبنعمة منه لم نفقئ بها عينا. إلا أن زوبعة المقالع, كسابقتها ” مأذونيات أو كريمات النقل” مرت كزوبعة رملية أدمت أفئدة ومقل أهل مغربنا الأخضر الذي ذبل و أصفر على إثرها إصفرارا. ثم مالبثت وأن إستكانت فنزلت السكينة على القلوب وصاح البعض ثم ماذا بعد?¡. أفلم يفتي البعض أن “الرباح” براح¿¡. أولم يقل قائل إنها زوبعة في فنجان?¡. أولم يفتي صاحب الرباح وقال عفى الله عما سلف?¡ فكيف يحاسب من هو معفى?, وكيف يحاسَبُ العفريت والتمساح?. التمساح ربما لأنه يُرى, وإن كان شرسا وذيله طويل يصل الفرائس. أما العفريت فلا نحفظ له صورة إلا التي صنعناها له ونحن صبية حين رأيناه في “التلاوة” أول مرة, بقرنين, وبوجه قبيح وذيل طويل. كما أنه لا يراه رؤية العين إلا الراسخون في الرؤى والأحلام, وقد انضم إلى زمرتهم مؤخرا “شباط” ,صانع الحدث بامتياز في مزرعة “السي علال”(تشبيه أورويلي/نسبة لرائعة أورويل) ,وهي مزرعة من مزارع وضيعات المغرب الأخضر التي تستحق أن نتوقف عندها في شوط إضافي آخر لأن ثائر هذه المزرعة “شباط” عاقد العزم على أن تمتد شظايا ثورته إلى الضيعة الأم المغرب الأخضر. وكيف لا وهو صاحب النظرية والظاهرة الشباطية ومنفذها
يحضرني وأنا أكتب عن المغرب الأخضر وصف قاله الحسن الثاني في إحدى خطبه المرتجلة واصفا مغرب النماء والرخاء, كما كان ولا يزال يصفه المقيم العام الدائم
بدار لبريهي”مصطفى العلوي”, كشجرة جذورها في افريقيا ، وأغصانها وأوراقها في أوربا. لكن لم يشرح أهي شجرة مثمرة أم لا?¡. فإذا كانت غير مثمرة, فمن يا ترى يتفيأ ظلها ?¡ وإذا كانت مثمرة. فأين يا ترى تسقط ثمارها¡?. لكننا ما فتئنا نرى من يتفيأ ظلها ويمارس حتى القيلولة تحتها. ورأينا المقررات والتاريخ الرسمي يأتي بدم كذب لينسب لمن شاء شرف سقايتها. ورأينا ثمار ذاك المغرب تتساقط رطبا في أوربا وثمار أخرى تسقطها “الحراقة”. وهو بالمناسبة مصطلح قديم إستعمله ابن خلدون في “كتاب العبروديوان المبتدإ والخبر…” ويعني المراكب المحملة بالمدافع أو قاذفات النار. وليست كحراقات مغربنا الأخضر المحملة بمدفع أي بمحرك بنزيني وبأحلام مستقليها إلى الضفة الأخرى. كما أن ثمارا من ثمار مغربنا الأخضر بقيت دالية في أغصانها وأخرى سقطت أرضا بعدما رأت أجيالا أخرى تزاحمها الأغصان, فذبلت وتجعدت وبدت على محياها آثار السنين العجاف. فمنها من قضى ومنها من ينتظر. ومن بعض الثمار التي سقطت في الضفة الأخرى والتي أنبتت زهرا وأينعت زمن الربيع الأوربي من وجدت نفسها, زمن الخريف, خاوية على عروشها تذروها الرياح وتقذف ما تبقى منها إلى ضفتها الأم “المغرب الأخضر”. ومن المفارقات أن بعض الثمار ما أن حطت رحالها بالضفة الأخرى ووقفت على واقع الحال وتبينت أن حلمها ضرب من المحال حتى شدت من جديد إلى مغربها الأخضر الرحال وأنشدت ما أنشده أبو تمام بن رباح الأندلسي وليس المغربي(نسبة إلى قلعة رباح أو كالاترافا اليوم
سلاما لم يكن إلا وداعا***وجمعا لم يكن إلا افتراقا
فاصل ونعود إلى الشوط الإضافي الثاني
…يتبع بحول الله..
رشيد محيي – اسبانيا
ذاكرتي مازالت تحتفظ بتلكم المقولة الشهيرة للملك حول جذور الشجرة واراقها المطلة على الشمال وثمارها المليئة والعديدة. استثمرها وفاز بها النواب والوزراء والبلاط وحاشيته وما يدور في فلكهما والمقربون اولى واصحاب…. لكن العهد الجديد أتى بالدستور وتي. جي في والترامواي ومغرب ما وراء الأطلس ما زال يعيش في بداية القرون الوسطى .. ما أجملك يياااااحسن بلدان العااااالم .
المغرب الأخضر يبقى في تصور أذهاننا فقط،وبعيدا كل البعد عن ذلك الإخضرار،نرى فقط الأراضي الشاسعة والوسعة الأرجاء،تاركة مساحات خالية،من تلال وهضاب عالية جرداء وقاحلة،والمنبسطة القليلة الإخضرار، من قبل أولائك الفلاحين البسطاء المغلوب على أمرهم،الذين توزع عليهم تلك القلة من قطرة ماء…!على جميع أرجاء ما يسمى….بالأخضر؟!!!!
نعيش عصر العبثية وعصر التناقضات بمواصفات اللامعقول،من بيدهم زمام الأمر،لا يضاهيهم أي كائن منا،لأنهم فئة من الصفوة المميزين بدرجة امتياز عليا،لا فرق عندهم إن كانت كل الأشواط التي قطعها كل امرئ منا متساوية أو متشابهة غير مكترثين بذلك بتاتا،بصفة عامة في كل الأشواط سواء بدائيتها أوإضافياتها.
أخي رشيد لا زلت تحلق بجناح أمهات أفكارك في فضاء متلوث،لتمتص رحيق كل زهرة من الإخضرارالذي صنعته لنفسك لتنتج لنا منه عسلا لكنه مر بسبب من عكروا تلك الأرجاء والأجواء،ولم يتركوه لنتغنى به ومن جمالية ما في مخيلاتنا عن ذلك الإخضرار، الذي لم ننعم به بعد في وطننا،لنتنفس به الصعداء،لقد أصبت في أوصافك بكل صدق عن معاش مر،بدأ من الطبقات الأدنى إلى قمتها الأعلى،وشكرا لك على هذا ومزيدا من التألق.مع أجمل تحياتي.
الرباح أو البراح كما وصفته يا أخي لم يأتي بجديد .جلنا أو كلنا كان يعلم بالمستفيدين من رخص المقالع في المنطقة التي ينتمي إليها ؛كنا نود أن تفتح تحقيقات في الطريقة التي حصلوا بها على الرخص ؛ومدى قانونيتها وهل تؤثر على البيئة و- السكان المحيطين بها …..أما أن تعلن عن لائحة المستفيدين تحت شعار عفا الله عما سلف الدي رفعه بنكيران فهادا لا يجدي نفعاً ؛بل إستمرارا للفساد وأكثر من دلك خدلاناً للجماهير التي إسبشرت خيراً بالدستور الجديد وهده الحكومة التي زادت من تيئيس أكثر المتفائلين…
شكراً أخي الكريم على هده المقالات التي تصف واقعنا الغريب ….
لا أمل يلوح في الأفق ؛مرت سنة كاملة من عمر الحكومة الجديدة التي يقودها (شكلاً) الاخوان لايت كما يسميهم أحد الظرفاء ،سيحتفظ التاريخ وسيشهد بمكركم وخذلانكم و إنبطاحكم ؛هذا التاريخ الذي أوقفتم عجلته ..عذراً أخي الكاتب إن عكرت صفوك لكنه واقعنا ؛اشرك على مقالاتك القيمة .
يتفيأ ضلها المحظوظون والانتهازيون وكل من ولد وفي فمه ملعقة من ذهب ؛ولكم في إبن الفاسي الفهري وزير الخارجية السابق ومستشار الملك حاليا أبرز مثال لتوريث و تهييء و إستغلال خيرات البلاد .معهد فاشل تصرف عليه الملايير يقوده طفل مدلل فاشل دراسياً سليل الأسرة الفاسية؛مستقبلاً سترونه وزيراً للخارجية أو رئيساً للحكومه …..
بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
أخي رشيد
غبار المدينة يلاحقنا حاضرا وربما مستقبلا ، نخلق من ذكرياتنا البسيطة هذه الخضرة التي نتوههما حتى نغوص مع التيار ، في حين انت تعلم جيدا أن اللعبة محكمة وأننا لا نزال في أسفل قاع .
غيرنا الهندام والابتسامة ، مرادفات المسميات أيضا أصبحت مواكبة للمتغيرات ” الثورية ” . وجمر الطيبين من هذا البلد ينسجه شيوخ السياسة جلدا ينسلون به إلى أوكار السادة.
أخوكم حسن بولحفة
Bonjour Rachid
( M’excuse d’avoir été un peu lent à riposter ; problème du P.C)
Les bienfaits d’une carrière sont innombrables non seulement pour le carrier mais aussi pour les populations dans les projets de construction ou dans le recrutement du personnel etc.
Néanmoins, deux questions s’imposent. Qui a droit à cette installation industrielle de grande envergure ? Et quel endroit choisir pour son emplacement ?
En France, la réglementation en ce sens est très stricte. La première condition, c’est qu’on tient compte des contraintes de l’urbanisme et celles visant la protection de la nature et la flore. Et donc, les surfaces conçues à ces chantiers sont de plus en plus réduites et dans des zones ne présentant aucun danger ou impact sur l’environnement. Quand toutes les conditions sont réunies et que le nombre de demandes d’exploitants dépasse la norme, une commission se charge de procéder en toute équité au tirage au sort. Cependant, le droit aux carrières rejoint celui des biens fonciers immobiliers ou non. Qu’on jette un coup d’œil sur l’exploitation des terres agricoles du territoire national ! Qu’est-ce que la déclaration des droits de l’homme et du citoyen a fait dans tout ça ? Qui, parmi le commun des mortels, n’a pas rêvé au moins une seule fois dans sa vie d’avoir une terre en sa possession qu’il pourra exploiter à sa guise ? N’est-il pas humain de procéder à une redistribution des terres qu’elles soient domaniales ou celles dites « privées » ?
Qu’en est-il aussi du sort de l’indigent qui souhaiterait profiter de l’urbanisation et à qui on refuse le simple permis de construire sous prétexte que l’emplacement de son maigre terrain ne répond pas aux exigences de la salubrité. En contre partie ? Allez ; Ouste !
Cher Rachid ; déjà la couleur verte est un symbole écologique. Personne à ma connaissance ne se refuserait l’amour de voir vert. Pourtant…
Tahiya adabiya.
لقد كثرت البلاوي وتلاحقت واحدة تلوى الاخرى على مغربنا الاستثناء كما يحلو لساستنا الاجلاء أن ينادونه .
لقد صدقت حين سميته الاخضر انه كذلك فبلادنا تعلوها خضرة اينما حللت و ارتحلت ب سهولها الشاسعة و تنوعها الجغرفي و خيراتها الباطنية و الفوقية لا أطيل حتى لا اكون موضوع سخرية كالتي لحقت صحفي قناة الرياضية حين ترك التعليق على المبارة الباهتة جانبا و بدأ في تعداد خيرات منطقة الغرب بفومها و بصلها و عدسها و قثائها ، ما أود قوله أن بلادنا بقرة حلوب يتناوب عليها من نصبو انفسهم اولياء على امورنا في حلبها و التمتع بخيراتها تاركين لعامة الشعب و رعاعه الفتاة و النزر القليل ،
ما يحز في الامر انا (اخواننا) في العدالة والتنمية تركوا خبط الطبالي ايام المعارضة و شرعوا في التطبيل للنظام القائم و التهليل باصلاحات عرجاء يكاد يصيبها الشلل
غير انهم ليسوا ملومين مادام المخزن قد اوصلهم الى ردهات الحكم بطرقه الكلاسيكية المعروفة اذ لا فرق بين كل التلاوين الحزبية الا ان اخواننا لايت كما سابق ان قال احد المعلقين على مقالك اقتضتهم الضرورة كما اقتضتها ايام حكومة التناواب لرفاقنا لايت في الاتحاد الاشتراكي
المهم و الله لا تقنا فيكم
عذرا اخي رشيد فأنت تستفز فين ما نملك من بنات افكار نصوغها ببساطة لنعبر عن سخطنا و غضبنا العارم من واقعنا المعاش
استسمحك مجددا
سلام الله عليكم جميعا.
تحية كبيرة وعطرة عطر وأريج ذاك المغرب الأخضر الذي نحمله في قلوبنا لا مغرب التلاوة والمقررات الجوفاء والخطابات والشعارات والندوات الباذخة والتاريخ المبتور الذي أحبوا أن نستظهره عن ظهر قلب وكأنه الكتاب الأخضر
.
تحية كبيرة لكل من تفضل وقرأ لنا, وتحية كبيرة لكل من ساهم في إغناء هذا المقال وفاض بما يختلجه صدره من حب وحرقة على ما آل إليه الوطن.
تحية للصديق عبد القادر لخنيفري, وللأخ أبو أيمن الذي كانت كلماته ندى توقظ الغافل من غفلته إن لامست جبينه الذي يندى على كثرة الذقون التي ضٌحكَ عليها. تحية لناصر ومراد وابن سيدي عثمان ولابن زايو,ولشاعرنا الثائر الهادئ حسن بولحفة, وتحية لأستاذنا بلوندو الذي لا يكف عن الإدلاء برأيه وإغناء الحوار. واليوم أتانا بمقارنة بيننا وبين ما يجرى به العمل بفرنسا لنكتشف فداحة وعبثية التسيير في بلدنا.
اليوم سأكون مختصرا لأنكم كفيتم ووفيتم بكلامكم وأوصافكم لواقع الحال في مغرب الإستثناءات والمغرب المتلون بألوان أطيافه وأحزابه التي إن جمعنا رموزها الإنتخابية لوجدنا ما نحكيه قصصا عن مغرب المهازل والتي سميت جورا استثناءً
.
تحية مجددا مني والسلام عليكم ورحمة الله.
أخي رشيد لقد غاب عنا أدبك الذي مشربنا و جملك التي نريد ، مازلنا نتظر الشوط الاضافي الثاني لقد ذكرتني بالكابتن ماجد الذي يقذف الكرة يوم السبت لننتظرها الى يوم الاثنين لتصل, ههه
كلما فتحت الموقع اجدد النظر الى صفحتك لاجدها على حالها
لا تبخل علينا يا رشيدنا
اتمنى ان يكونسبب غيابك خيرا