حقوقيون يتحدثون عن فقء عين طفل وإحراق محاصيل زراعية واستخدام غازات منتهية الصلاحية والسلطة تقدم رواية أخرى
اضطر العشرات من سكان دواري الشليحات والسحيسحات بإقليم العرائش إلى الفرار الجماعي نحو الغابات المجاورة خوفا من التدخل الأمني والاعتقالات، التي تشنها قوات الأمن
بعد أربعة أيام من المواجهات الدامية بين القوات العمومية والسكان المتضررين من شركة إسبانية اتهموها بالاستيلاء على أراضيهم، فيما لازال المعتقلون من المحتجين يخضعون للتحقيق ومن المحتمل أن يحال عدد منهم، من بينهم فتيات، على المحكمة الابتدائية بالعرائش.
واتهمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في بيان صادر عنها، الدولة بارتكاب خروقات وصفتها بـ«الخطيرة». وأشارت الجمعية في هذا السياق إلى أن قوات الأمن تسببت في فقء عين طفل صغير واقتحام المنازل ودهس السيمي للمواطنين بسياراتهم وضرب شيخ ثمانيني يسمى «الحسين العرباوي». ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الجمعية اتهمت قوات الأمن باستخدام قنابل مسيلة للدموع منتهية الصلاحية ضد السكان وإحراق محاصيلهم الزراعية وقتل أبقارهم ومداهمة منازلهم وتدمير أفرنتها التقليدية. أكثر من هذا، اتهمت الجمعية قوات الأمن بـ«تعذيب» تلميذين هما البشير العلام والبشير القيوري داخل مخفر الدرك الملكي للضغط عليهما لتقديم شهادة ضد الناشط العياشي الرياحي بكونه هو الذي حرضهما وغرر بهما.
في السياق ذاته، نفت السلطات في العرائش هذه الاتهامات، واعتبر مسؤول من عمالة العرائش هذه الاتهامات واهية «وفاقدة للحجج والدلائل»، مضيفا في تصريح لـ«المساء» أن «ما جاء به البيان يفتقد إلى الموضوعية وقوات الأمن لا يمكنها أن تعذب المواطنين وتفقأ عين طفل، في حين أنها هي الضامنة لسلامة المواطنين». وقال نفس المسؤول إن «التقرير فيه نغمة سياسية واضحة تبتعد عن الجرد الموضوعي لما حدث، وقوات الأمن لم تتدخل سوى لفتح الطريق التي أغلقها المحتجون».
المساء