فعجيب أمرك تتبجح بالديمقراطية ولكنك تحصرها في نفسك , فالديمقراطية بالنسبة لك حصرا على العلمانيين .
لكن السؤال الذي يجب أن يطرح , هل قوة الديمقراطية لديك تتمثل في إقصاء و إضعاف الإسلاميين ؟
إن كانت هذه هي ديمقراطيتك فلا شيء غريب , أما نحن فنؤمن باختيار الشعب.
فكيف لك أن تربط نضج المغاربة بعدم اختيارهم للإسلاميين, هل هذا هو معياركم لقياس مدى نضج الشعب المغربي ؟ إن كان كذلك فأظنك لا تفهم شيئا في السياسة و لا تفقه معنى الديمقراطية لأن هذه الأخيرة لا تنبنى على إقصاء حزب معين لحزب أخر و إنما تنبني على إقصاء الشعب لذلك الحزب عن طريق الانتخابات النزيهة الغير الملوثة بالمال العام أو بالتزوير.لأن الشعب هو من يقرر وهو الأدرى بالأصلح و الأحق لتمثيله.
هل الإسلاميين أباليس و أنتم ملائكة , إن كان صحيحا فالواقع يقول غير ذلك , لأننا لم نرى من الحكومات التي شاركتم فيها إلا التهميش و الفساد و الرشوة و أكل المال العام و انتشار البطالة و الزرواطة وغير ذلك من مظاهر ديمقراطيتكم .
وهل خسارتكم في الانتخابات وفوز الإسلاميين يعني أن الشعب المغربي لا يفقه شيئا وليس بناضج ؟
فمن أنت حتى تضع و تحدد معيار النضج لدى الشعب المغربي , هل اطلعت على مابقلوبهم أم قمت بدراسة ميدانية في الأحياء الشعبية وتوصلت إلى نتيجة تفيد أن المغاربة لن يختاروا حزب إسلامي إن كان كذلك فنتائج الانتخابات الأخيرة تقول العكس لأن الشعب المغربي وضع ثقته في حزب إسلامي وبنتائج فاقت التوقعات.
فاعلم علم اليقين سيد مزوار أنه لو كانت مشاركة المغاربة في الإستحقاق الإنتخابي الأخير بكثافة ورفعت يد اللوبيات عن تسيير بعض مراكز الإقتراع بالإضافة إلى عدم شراء بعض أصوات الناخبين فإنه يستحيل أن يحصل حزبك حتى على مقعد يخول لك الولوج إلى قبة البرلمان و بالتالي لأصبحنا في حاجة إلى ميكروسكوب للبحث عن النواب الليبراليين و الاشتراكيين داخل البرلمان لأنهم لن يكونوا سوى القلة القليلة.
فالإسلاميين هم الأجدر بين كل الأحزاب لأنهم الأقرب إلى الشارع المغربي و الشريحة العريضة للمجتمع , أما أنتم فلا نراكم سوى مرة كل خمس سنوات أو على شاشة التلفاز.
.فالشعب المغربي سيد مزوار ليس في حاجة إلى برلمانيين يراهم مرة كل خمس سنوات وإنما هو في حاجة إلى برلمانيين يراهم في المساجد خمس مرات في اليوم رغما عن أنوفهم قبل أن يراهم في البرلمان .
فالشعب المغربي في حاجة إلى برلمانيين يراهم في الأزقة و الشوارع وفي الأحياء الشعبية الفقيرة يسمعون همومهم و مشاكلهم ويدافعون عن قضاياهم وليس في حاجة إلى برلمانيين لا يجيدون إلا الأناقة على شاشة التلفاز في برامج لا تسمن و لا تغني من جوع
فالشعب المغربي ليس في حاجة إلى برلمانيين يدفعون لهم مائة درهم مقابل صوتهم كما يفعل بعض مرشحيكم مستغلين بذلك فقر الشعب , و إنما هو في حاجة إلى أناس مصداقيين ليس همهم الوصول إلى كرسي البرلمان بأي طريقة كانت وإنما يلجون قبة البرلمان عن طريق الشعب والانتخابات النزيهة الخالية من الرشوة و التسلط
ومجمل القول سيد مزوار إذا كنت تعتقد أو تظن أن المغاربة لن يصوتوا على الإسلاميين لأنهم أكثر نضجا , فاعلم أن الله عز وجل قال من فوق سبع سنوات {.. إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ }.
فالشعب المغربي فعلا أصبح ناضجا إلا بعض الفئات منه التي تبيع أصواتها وربما هي التي صوتت لصالحكم أما البقية الناضجة فقد منحت صوتها لحزب العدالة و التنمية لأنها فعلا أرادت التغيير و ملت الوجوه القديمة و شعاراتها , فزمن الكلمة الجميلة و الشعارات الواهية قد ولى ولم يبقى إلا زمن العمل الجاد وتحقيق مطالب الشعب وتطلعاته.
فالشعب المغربي منح تقثه للعدالة و التنمية لأنه يرى في هذا الحزب رجال صالحون شرفاء يحبون هذا الوطن ويسعون لخدمته لا لمصالحهم, أما أنت سيد مزوار فما كان عليك أن تضع لنفسك حق الوصاية على الشعب لذا أنصحك بالإبتعاد عن الحقل السياسي لأنك لست أهلا له ولا تتوفر على الحد الأدنى من اللباقة السياسية , عفا الله عنك وعن أمثالك الذين يسعون إلى إقصاء الشرفاء من تدبير الشأن العام , وأذكرك بأن الفوز بالسلطة هي قضية تصويت وليست قضية تسليم فالشعب من يحدد مصيرها وليس أنت أو غيرك, فقد مضى زمن التضليل و المسوغات الباطلة
طارق البياري
chokran bezzaf sahaib hada lma9al wallahi ina lmaghariba lahom adka cho3ob lakin amtal mazwar w lhima wal3omari hom ladin sawa9o soratana 3ala 3aksiha chokran sahaib lma9al