وجاء تدخل دكاترة الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) التي ستمول المشروع ، حول دور الوكالة في معالجة المشاكل التي تعاني منها الساكنة ، فيما يخص التطهير السائل ، ومسألة معالجة المياه العادمة و كذا توسيع الشبكة والصيانة و تطوير نظم الصرف الصحي ودعم المناطق المتضررة من عمليات التطهير ، إضافة إلى أنه كان من أهداف هذا للقاء هو تقاسم الأفكار و الاستماع للمشاكل ، مع الإسراع من أجل التنفيذ الفوري للاقتراحات الموضوعية و للمشاريع المبرمجة مع الاهتمام بالاعتبارات البيئية و الاجتماعية في مرحلة مبكرة و المسائلة والشفافية أثناء تنفيذ المشاريع ….
و بهذه المناسبة ، قدمت شروحات من طرف دكاترة لـ(جايكا) ، حول أهداف الدراسة الأولية لمشروع تطوير نظم الصرف الصحي بالمناطق المستهدفة ، والذي تتمثل في مراجعة النظم القائمة و الخطط المقترحة ، و إعداد تقارير دراسة الجدوى لتوسيع و إعادة تأهيل نظام الصرف الصحي بستة مدن ، الناظور ، بركان ، العروي ، تاوريرت ، بوعرفة و تارغيست ، وكذا صياغة مشاريع المساعدة التنموية الرسمية، مع دراسة سبل المساعدات التي يمكن تطبيقها للحد من أثار تغير المناخ ، و العمل على توسيع شبكة الصرف الصحي لإعادة تأهيله ، و تطوير أسلوب معالجة المياه العادمة ، مع اتخاذ كل الاعتبارات البيئية و الاجتماعية المناسبة لتقليل و تخفيف الآثار السلبية الناتجة عن هذه المشاريع الضخمة من خلال إنشاء مزيل للروائح و تغطية الأحواض اللاهوائية في العروي و بوعرفة للسيطرة على الروائح..
وفي هذا الإطار ، تسائل المتدخلون عن إمكانية تغيير أماكن بعض المحطات التي أصبحت محاطة حاليا بالدور السكنية الشيء الذي يؤدي إلى تواجد روائح كريهة رغم أن التقنية المستعملة في المحطات تشمل على أجهزة لمعالجة الروائح ، مؤكدين أنه أصبح من الضروري العمل على تغطية الأحواض اللاهوائية و توسيع شبكة الصرف الصحي ، خاصة في كل من مدينتي بركان ، تاوريرت العروي و بوعرفة ، إضافة إلى أن العديد من محطات التطهير وضعت دون تخطيط مسبق وأن طاقتها الاستيعابية أصبحت عاجزة عن القيام بمهامها ، بفعل التزايد السكاني ، حيث أن الوضع الحالي للعديد من محطات التصفية أصبحت تشكل خطرا على المحيط و البيئة ، وأن استعمال الماء العادم و انعدام المراقبة ستكون له أثار سلبية على صحة المواطنين….، وبمدينة الناظور على سبيل المثال كان مشكل معالجة وادي سلوان و بوسردون ، هذا الأخير الذي يمر على 5 جماعات ويصب ببحيرة مارشيكا ، محور نقاش مستفيض حول الروائح الكريهة التي تنبعث منه والأضرار الصحية والنفسية التي يسببها للساكنة خلال فصل الصيف ، إضافة إلى الكميات الهائلة من النفايات والمياه العادمة التي يحملها أثناء موسم الفيضانات ، حيث أكد المدير الإقليمي للماء الصالح للشرب و السيدة حجيبة بورزيزة رئيسة قسم التخطيط بمديرية التطهير والبيئة ، بأن الوكالة ستقوم بدارسة ميدانية لهذا الوادي قصد التدخل لاحقا ، مشيران إلى أن الساكنة في ظل انعدام التوعية و غياب ثقافة بيئية و مراقبة فعلية للمتدخلين في عملية التطهير السائل لما يقع بمحيط هذه الأودية …
فقد انبثق عن هذا اللقاء مجموعة من التوصيات من قبيل / الحصول على الأراضي بتشاور مع أصحابها ، و إعداد خطة لبناء سليم لمحطات المعالجة و مجاري المياه، و اتخاذ بعين الاعتبار مراقبة حركة المرور قبل البناء والتنفيذ إضافة إلى تثبيت نظام العزل في موقع دفن النفايات لمنع تلوث المياه الجوفية ، وكذا إرساء نظام لمعالجة عصارة الحمأة، أو إذا اقتضى الأمر إضافة الجير إليها مع إجراء دراسة ميدانية لإعداد استخدام الحمأة الناتجة عن محطات المعالجة وكذا زرع حزام أشجار حولها للتخفيف من الروائح الكريهة في أفق القضاء عليها نهائيا ، إضافة إلى إنشاء نظام رصد للتحقق من مستوى الروائح حول الموقع للتدخل للحد منها …
فمستوى النقاش الذي طبع أشغال هذا اللقاء الإستشاري و القيمة العلمية للمداخلات ، ترقى إلى مستوى تطلعات الساكنة من حيث الحفاظ على البيئة ، تجسد بوضوح الانفتاح الحقيقي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب على شركائه ، كما أعرب دكاترة الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) ، عن رغبتهم الأكيدة في تعزيز الشراكة مع المملكة المغربية في مجال التطهير السائل….