الناظور / عبد القادر خولاني
بات موضوع المخدرات يستأثر أكثر باهتمام الآباء والأمهات، بعد أن راجت أخبار مؤكدة عن بيع و ترويج مواد مخدرة أمام أبواب المؤسسات التعليمية بالناظور، هذا بعد أن كانت قد عملت مختلف الأجهزة الأمنية على ملاحقة نشطاء مافيا الاتجار الدولي في المخدرات و أدخلت معظمهم إلى السجون وحاصرت بجرأة عالية منافذ تصدير و استراد المخدرات ، لتتجه هذه المافيا من جديد إلى المؤسسات التعليمية محاولة استهداف المراهقين ، العملية التي تتصدر لها حاليا و بشجاعة مختلف المصالح الأمنية من خلال الملاحقات و المداهمات لأوكارهم ، كما أن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي و تكوين الأطر و البحث العلمي اتخذت العديد من الإجراءات التدبيرية لمحاصرة هذه الآفة ….التي انتقلت إلى فضاء المؤسسات التعليمية لجعله سوق بامتياز لترويج وبيع سمومها و إدخال جيل مدرسة النجاح في دوامتها ، من خلال تتبع خطوات التلاميذ والتلميذات و تجنيد تلاميذ كانوا ضحايا الإدمان ، أرغمتهم هذه العصابات الإجرامية على ترويج سمومها بأبواب المؤسسات التعليمية وأحيان داخل فضائها خاصة بالثانوي التأهيلي والثانوي الإعدادي بعد أن فشلت في إقحام تلاميذ الابتدائي في فلكها من خلال ترويج حلويات معجونة بمواد مخدرة …
الحالة أدت إلى تطور الفعل الإجرامي بمحيط المؤسسات التعليمية و وقعت العديد من الاعتداءات الإجرامية رح ضحيتها العديد من التلميذات و التلاميذ ، الشيء الذي يفرض تعاون بين مختلف مكونات المجتمع المدني و الأجهزة الأمنية قصد محاصرة الظاهرة من أجل خلق مناخ تربوي يشجع على التعلم ونقل المعرفة .
فبإحدى المؤسسات التعليمية بالناظور ، تمكنت الإدارة التربوية من رصد بعض التحركات المشينة وبعد التتبع و البحث تمكنت الإدارة من الحصول على عينات من المخدرات التي كانت مبعثرة في فضاء المؤسسة الشيء الذي دفعها إلى إخبار السيد النائب الإقليم بالنازلة و الذي تدخل لذا الجهات الأمنية للبحث والتقصي في الموضوع …
فالظاهرة أضحت مسؤولية الجميع ، و للتغلب عليها ومحاصرتها يجب أن يكون هناك تنسيق بين الإدارة التربوية ومختلف الأجهزة الأمنية خاصة أن جل المؤسسات التعليمية حاليا تتوفر على أعون الأمن ، لضمان الأمن بالمؤسسات التعليمية، وحماية التلاميذ من جميع أشكال المخاطر التي قد تتهددهم بمحيط المؤسسة….. ، قادرين على معرفة كل ما يروج داخل وبمحيط المؤسسات التعليمية، كما أن للآباء دور كبير في مراقبة الأبناء، والمساعدة في التصدي لهذا المشكل الخطير ، حيث أن المؤسسة الأسرية التي تتمثل في الآباء والأمهات لهم دور أساسي وحاسم في هذا الشأن، لذا وجب تكثيف وتنسيق الجهود وخلق أواصر التواصل بين المؤسسة التربوية والأسرية…. وفي هذا المجال عملت وزارة التربية والتعليم على توظيف مساعدات اجتماعيات يوكل لهن لعب دور همزة الوصل بين الأسر والمدرسة ، وتعمل حاليا مديرية المناهج والحياة المدرسية على محاربة تعاطي المخدرات في الوسط المدرسي التي تشكل إحدى أهم التدابير المبرمجة من طرف الوزارة في إطار البرنامج الإستعجالي ، قصد تقوية الصحة المدرسية والأمن الإنساني…من خلال تحديد الوضعية وحجم انتشار هذه الظاهرة عبر إجراء بحث ميداني وطني بالوسط المدرسي، والذي يضم حاليا حوالي 8000 متعلم ومتعلمة، كما جرى أيضا توقيع دورية مشتركة بين وزارة التربية الوطنية ووزارة الداخلية، في نوفمبر 2009، يجري بمقتضاها تعزيز الأمن بمحيط المؤسسات التعليمية، وتنظيم دوريات أمنية لترصد كل الممارسات المشينة و المشبوهة، وإحداث نوادٍ صحية، وتكوين المنشطين، والمثقفين النظراء بالمؤسسات التعليمية للارتقاء بالمهارات الحياتية للمتعلمين والمتعلمات…… فالوضع يتطلب تضافر جهود الجميع لمحاصرة الآفة ……
شكرا للسيد ع القادر خولاني على مواضيعه القيمة و بقيت دائما في الصدارة