زايو سيتي – وكالات
كشف تحقيق صحفي ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون واجه معارضة من داخل حكومته والاستخبارات الخارجية ضد قراره التدخل العسكري في ليبيا.
وقالت صحيفة الغارديان ان المقابلات التي اجرتها في اطار التحقيق مع مسؤولين كبار في الحكومة البريطانية اظهرت ان المجلس الوطني الانتقالي الليبي أكد لبريطانيا ان خلايا نائمة مستعدة للانتفاض في طرابلس ما ان يدخلها الثوار. وأقرت مصادر في وزارة الدفاع ان بريطانيا قدمت دعما لوجستيا للثوار في العاصمة وفي جبال نافوسة بما في ذلك تنفيذ عمليات قصف مهدت الطريق امام الثوار للنزول من الجبال صوب طرابلس.
كما تبوأت بريطانيا موقع الصدارة في المطالبة باستخدام العمليات العسكرية للضغط على معمر القذافي في الغرب. وكان الفرنسيون الذين قادوا الدعوة الى فرض منطقة حظر جوي يعتقدون ان بالامكان اسقاط القذافي انطلاقا من بنغازي في الشرق. وتحدث وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس عن تغير الموقف بوصفه “انعطافا نحو الغرب” ، وهذا ما أكده ايضا رئيس الأركان البريطاني السر ديفيد ريتشاردز.
كما اظهر التحقيق ان القذافي ابلغ بريطانيا في رسائل سرية وجهها الى وزارة الخارجية بأنه مستعد لاطلاق عملية سياسية يصبح في نهايتها رمزا للدولة على غرار ملكة بريطانيا.
وفي مؤشر الى تخبط استراتيجية القذافي التفاوضية اليائسة التي اقنعت وزراء بريطانيين بأن نهايته حتمية ، لفت الزعيم المخلوع الى ان عمره في السلطة بقدر عمر الملكة على رأس الدولة ولكنه مستعد للقيام بدور فخري مثلها. وقال احد الوزراء البريطانيين للغارديان ان القذافي وافق على “ان يكون رئيسا بلا سلطة ، ولا حتى في السلطة” مضيفا ان هذا لم يكن مقبولا للثوار.
وتوصل التحقيق الى ان رئيس الوزراء البريطاني تجاوز التحفظات التي ابداها اعضاء في حكومته وأقدم على واحدة من اكبر المقامرات منذ توليه رئاسة الحكومة لمطالبة مجلس الأمن الدولي باصدار قرار يجيز استخدام القوة العسكرية لحماية المدنيين. من جهة أخرى كان وزير العدل كينث كلارك يعتقد ان التقسيم هو “الشيء المنطقي”.
كما ان جهاز الاستخبارات الخارجية أم 6 نظر بارتياب الى جدوى العمل العسكري داعيا الى مواصلة التعامل “مع الشيطان الذي نعرفه”.
ونقلت صحيفة الغارديان عن وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس ان العالم كان “يبعد 48 ساعة عن مشاهدة كارثة انسانية تقع” في بنغازي قبل بدء العمليات الجوية الاميركية والفرنسية والبريطانية.
كما كشف التحقيق ان الولايات المتحدة التي كانت تشك في جدوى منطقة الحظر الجوي طالبت في نهاية المطاف بقرار أشد حزما من مجلس الأمن الدولي. وأدى هذا الموقف الى صدور القرار 1973 في آذار/مارس الذي أجاز استخدام “كل الوسائل اللازمة” لحماية المدنيين. وقال فوكس “ان عملية حلف شمالي الأطلسي كانت متعذرة من دون مساهمة الاميركيين”.
وكان عرض القذافي بأن يكون رئيسا شكليا زائد المعلومات الاستخباراتية من طرابلس من اسباب بقاء وزير الخارجية وليام هيغ على اقتناع بأن استراتيجية “المعصرة العسكرية” ستنجح في خلع القذافي. وحذر هيغ الذي وصف الربيع العربي بأنه أهم حدث في القرن الحادي والعشرين ، من ان عواقب وخيمة ستترتب على فشل بريطانيا وفرنسا في اقناع مجلس الأمن بالموافقة على العمل العسكري.
واكد مسؤولون بريطانيون كبار قابلتهم صحيفة الغارديان ان بريطانيا وفرنسا ربما كانتا ستقومان بعمل عكسري حتى من دون قرار يصدره مجلس الأمن على اساس درء وقوع كارثية انسانية.
وقام مسؤولون باطلاع وزير التنمية الدولية اندرو ميتشل على الدروس التي استخلصتها الحكومة البريطانية من تجربة العراق ما ان طلب منه كاميرون ان يعد خطة لإعادة الاستقرار بعد سقوط القذافي. وقدم ميتشل خطة ذات خمس نقاط لتفادي اخطاء العراق. وتشكل هذه الخطة الآن أساس مشاريع المجلس الانتقالي الليبي ، بحسب تحقيق الغارديان.
كالك ملك ملوك افريقيا العضيم