ليلى اسليماني
كلمة “الحكرة” مصطلح مغربي بامتياز، يكفي شر القاموس من دلالات ذات معاني شبيهة بالظلم والشطط والاستبداد، مفهوم ابتكره المغاربة للتعبير عن شدة القهر وكثرة التسلط. والحق أن تسلط أي إنسان قد يبرر أو يفهم بمدى مسؤوليته ومدى نفوذه وبمدى ثروته، لكن الجديد أن يتم التسلط من رجل ينتمي لطبقة النخبة والمثقفين هو ما لا يفهمه الكثيرون ولا نجد له صيغة تقتضي تبرير هذا الفعل. نعم ، لقد مارس رئيس المركز أسلوب لا يليق بمسلم بالأحرى أن يكون من محاضر ومثقف يجول ويصول في قاعات وموائد الفكر.
إن ما فعله رئيس مركز الدراسات السيد سمير بودينار وهو يمارس الشطط والمزاجية التي بهما قد رفض إقامة نشاط حزب النهضة والفضيلة بوجدة، وذلك من خلال منعه استغلال قاعة المحاضرات التي توجد داخل المركز، إذ كان هذا المنع بدون مبرر فكري ولا معنى أخلاقي ولا حجة سياسية. لكن قد يتساءل سائل، أن السيد سمير من حقه رفض أي طلب كان ومن أي جهة كانت؟ أي نعم. من حقه، إذا كان هذا قانونا سائدا على جميع الهيئات السياسية بالمدينة.
و لكن حينما يقبل السيد سمير أن يفتح المركز أمام أحزاب أخرى، بل ويعمد إعطاءه لحزب آخر في نفس التوقيت الذي عزم فيه حزب النهضة والفضيلة أن يقيم نشاطه، ثم تأكد لنا في ما بعد أن الحزب المذكور كان سباقا في تقديمه طلب استغلال القاعة قبل أي حزب آخر. فهنا لا نفهم طبيعة هذا الرفض والسبب المقنع الذي دعاه لذلك.
والمغزى من هذا الحدث كله أن السيد سمير مارس “الحكرة” بما تحمل هذه الكلمة من معنى، حيث منع حزب النهضة والفضيلة لأسباب واهية ولا تليق أن يبرر بها مثل السيد سمير منعه، ثم رخص لغيره دون أن يؤنبه ضميره على ذلك. وهنا نقف على أن المنع كان مقصودا وفيه ما فيه من الشبهات.
إنه من الجلل أن يكون الشطط بهذا المستوى وخصوصا أننا كنا نتوسم الخير بهذا المركز ورئيسه، لقد أخطأ السيد سمير في منعه لحزب النهضة والفضيلة، لأن الحزب تأسس أساسا من أجل الدفاع عن المظلومين ومحاربة الاستبداد والقطع مع عقلية الماضي التي يعاني منها المغاربة كافة. لهذا من حق الحزب إصدار البيان وفضح الشطط.
لم يكن المركز ليبنى وهو الوقف على الأمة الذي بني بمال المحسنين أن يكون لفئة تستفيد منه ويمنع عن أخرى. لأن الوقف وقف على الأمة يستفيد منه الناس كافة دون قيد أو شرط ما لم يكن عقد الوقف منصوص فيه تخصيص.
وكان من الأولى وضع ميثاق أو قانون تنظيمي للمركز يضبط تسييره دون أن يترك لهوى النفس وثغرات التفكير في ممارسة أي تدبير مشين لسمعة المركز وجنباته.
إن منع المركز لحزب النهضة والفضيلة جعل العديدين يتساءلون أسئلة مشروعة، من قبيل هل لهذا القرار خلفية سياسية أم تصفية حسابات أم كان خطأ فحسب؟؟
كان على السيد سمير أن يكون منصفا وعادلا في تدبيره للمركز ولا يسقط في حكم الآية: ” ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى”.
ليس عيبا أن نقع في الخطأ، وليس من منا لم يخطئ، لكن الإصرار على الخطأ سيكون أفدح من الوقوع فيه
*عضوة مناضلة بحزب النهضة والفضيلة – تنسيقية وجدة