ليس أمام المنتخب المغربي خيار آخر سوى الفوز، حين يلتقي نظيره الجزائري مساء اليوم السبت (الساعة 22 بتوقيت باريس) في ملعب مراكش الجديد، في الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم أفريقيا 2012 لكرة القدم، في قمة مغاربية هي الـ 34 من نوعها بين المنتخبين
موعد الذي كانت الجماهير المغربية تنتظره بفارغ الصبر قد وصل، ومدينة مراكش التي حظيت بشرف احتضان قمة المغاربة جهزت نفسها منذ أشهر وهي الآن مستعدة للاحتفال بما سمته الصحافة المغربية والجزائرية بـ “المباراة الحدث”، مساء اليوم السبت (الساعة 21 بالتوقيت المحلي، 22 بتوقيت باريس) في الملعب الجديد. ملعب عصري يتسع لـ 46 ألف متفرج، دشن في 5 يناير/كانون الثاني الماضي بتنظيم دورة شارك فيها الكوكب المراكشي والوداد البيضاوي وباريس سان جرمان وليون الفرنسيين
! لكن هل “أسود الأطلس” جاهزون لخوض المباراة بكامل المقومات اللازمة؟ هذا السؤال طرح نفسه في الأيام الأخيرة بسبب محنة الغيابات التي ضربت المنتخب المغربي حيث أنه خسر خدمات أبرز مدافعيه أحمد القنطاري ورشيد السليماني، اللذان شاركا في مباراة الذهاب في عنابة في 27 مارس/آذار الماضي ، والتي فاز فيها الجزائريون بهدف دون رد. ثم تأكد غياب مدافع ثالث هو كريتيان بصير، لاعب نانسي الفرنسي، قبل أن يضاف إلى قافلة الغائبين كلا من مهاجم نانسي المتألق يوسف حجي ومهدي كارسيلا لاعب وسط ميدان نادي ستاندار دو لياج البلجيكي
عادل تاعرابت، الضربة القاسية
ولكن الضربة القاسية جاءت أمس الجمعة وكان بطلها عادل تاعرابت مهاجم نادي كوينس بارك رينجرز وأفضل لاعب في قسم الدرجة الثانية من الدوري الانكليزي للموسم المنصرم 2010/2011 وأحد أبرز مهاجمي المنتخب المغربي. عادل تاعرابت غادر زملائه من دون أن يخبر أحدا قبل أن يصل مرسيليا ويفصح عن قراره التخلي نهائيا عن حمل ألوان بلده، لسبب بسيط وتافه وغير معقول وغير مقبول هو قرار المدرب البلجيكي لـ “اللأسود” إيريك غريتس عدم ادخاله في التشكيلة الأساسية التي ستواجه الجزائر مساء اليوم السبت
مغادرة تاعرابت المنتخب قد تكون لها أثارا سلبية على معنويات زملاء مروان الشماخ، نظرا لوقت وطريقة حدوثها، حيث تكلم كثيرون على أنها استهانة من قبل اللاعب بكرة القدم المغربية وبسمعتها القارية والدولية. وكاد الخبر أن يصبح “الحادث” حدثا، إلا أن مراكش وجماهير المملكة المتوافدة إليها ركزوا على المباراة وعلى أهميتها. وقال يوسف، وهو شاب من “لؤلؤة الجنوب”، إن قرار تاعرابت “مفاجئ ولكن المغرب يملك من اللاعبين ما يكفيه لخوض المباراة أمام محاربي الصحراء باطمئنان”. وإن أبدى يوسف ثقة وتفاؤلا بشأن قدرة المغرب على كسب المباراة، فإنه في الوقت ذاته عبر عن تخوفه من قوة ومتانة “الخضر”، قائلا إن دفاع المنتخب الجزائري وخط وسطه قد يحولان دون وصول الشماخ ويوسف العربي، مهاجم كاين الفرنسي، وحسن خرجة صانع ألعاب “الأسود” ولاعب إنتر ميلان إلى شباك الحارس البارع وهاب رايس مبولحي. وتوقع مدافع أودينيزي الإيطالي المهدي بنعطية، أن تكون المباراة “قوية بين منتخبين يضمان لاعبين بمستوى متقارب ومن الصعب التنبؤ بسيناريو اللقاء
الضغط على المغرب، لا على الجزائر”
وأراد المنتخب الجزائري أن يكون الضغط، كل الضغط على منافسه، إذ ذكر لاعبيه كما مدربهم عبد الحق بن شيخة مرارا أن “أسود الأطلس” هم بحاجة أكثر إلى الفوز كونهم أصحاب الأرض. وأكد بن شيخة في تصريحاته أن هذه “المباراة عبارة عن نهائي لأن الفائز سيكون قد خطى خطوة كبيرة نحو التأهل”، مضيفا أنه درس “أدق تفاصيل لعب المنتخب المغربي مستعينا في ذلك – على حد قوله – بمكتب فرنسي مختص
وصرح صانع ألعاب “الخضر” كريم زياني: “لا نخشى شيئا ولا يهمنا المنافس وما يخطط له وضغوط جماهيره بقدر ما يهمنا كيفية الحصول على نقاط الفوز… المباراة ستلعب على جزئيات”. جزئيات يتقن الجزائريون ضبطها كونهم أكثر خبرة من لاعبي غريتس وأكثر انسجاما وحماسة من خصومه، الذين قد يربكهم رهان المباراة، التي سيغطيها ما لا يقل عن 213 صحافيا وتشاهد مجرياتها الملايين عبر شاشات التلفزيون. الجزائريون يدخلون ملعب مراكش الجديد بمعنويات مرتفعة للغاية، لاسترجاعهم أغلب لاعبيهم الأساسيين، بينهم أبرز غائبين في عنابة زياني ومجيد بوقرة. وقد وصل “الخضر” مراكش قادمين من مورسيا الأسبانية حيث كانوا في معسكر تدريبي مغلق
ولكن حقيقة الميدان هي وحدها التي ستفصل بين المنتخبين المغربي والجزائري، ولا شك أن مراكش، مدينة الجنوب الخلابة قد كسبت رهانها مسبقا وكانت طوال أيام قبلة المغرب ومركز اهتمامه، وأملها الوحيد أن تكتمل الفرحة بفوز “أسود الأطلس” بمباراة القمة المغاربية
فرانس 24
سننتصر