خرج الدولي المغربي السابق وصاحب الكرة الذهبية الإفريقية سنة 1998 مصطفي حجي بحوار مطول لموقع «فوت 365» تحدث فيه عن مجموعة من الأمور تخص الديربي القادم بين الأسود والجزائر ومفتاح الفوز وكذا عن نقط الضعف والقوة لدى المنتخبين، إضافة للمرحلة الإنتقالية للفريق الوطني وقائدها إيريك غيرتس والبطولة الوطنية.
– في قراءة موجزة ورجوعا للوراء كيف قيمت لقاء الذهاب بعنابة بين المغرب والجزائر؟
«المباراة كانت متوسطة على العموم وطغت عليها النزالات الثنائية والإندفاعات البدنية وغابت عنها الفرجة، أعتقد أن الهدف المبكر للجزائر هو ما جعل اللقاء كذلك رغم إحتكار الأسود للكرة ومحاولتهم خلق الهجمات وتعديل النتيجة، إلا أن الخضر أقفلوا المنافذ وحصنوا منطقتهم ليخرجوا بفوز أعادهم من بعيد وأحيى أمالهم في التأهل..».
– وماذا عن لمسة يد هرماش حسب رأيك؟
«أعلم أنهم سيقولون أنني مغربي وسأتعاطف مع بلدي، لكن صراحة وبرأي محايد ليس هناك ضربة جزاء ، فالكرة هي من بحثت عن يد هرماش وليس العكس
– على بعد 10 أيام من موقعة مراكش إياب، ما هو السيناريو الذي تنتظره؟
«الجميع يعرف أن كل مباريات الديربي بين المغرب والجزائر وتونس ومصر متشابهة ولا يمكن أبدا وضع سناريو محدد أو التكهن بمن سيفوز.. لحسمها يجب أن تكون في قمة مستواك التقني والبسيكولوجي على الخصوص والإبتعاد عن كل ما من شأنه أن يشنج الأعصاب، وهنا أشير إلى الدخول في صراعات ثنائية والإحتكاكات القوية مع لاعبي الخصم وكذا التحكيم لأنها تبقى مباراة كرة قدم وليست معركة حربية
– وما هي الوصفة اللازمة ليحقق الأسود الإنتصار؟
«كما قلت الحفاظ على التركيز طيلة دقائق المباراة والهدوء وعدم سقوط في فخ الجزائريين والذين يحاولون غالبا نرفزة خصومهم ودفعهم إلى الخروج من أجواء المقابلة، يجب إمتلاك الكرة بنسبة عالية وخلق اللعب ومن تم الضغط على دفاع الخضر الصلب، أعتقد أننا إذا فعلنا ذلك سنجعلهم يركضون كثيرا خلف الكرة وسيرتكبون بعض الأخطاء وعلينا إستغلال الثلاث أو الأربع فرص التي ستتاح لنا لهز الشباك، وأؤكد مرة أخرى على وجوب تفادي الحوارات البدنية
– كيف ترى المنتخب الجزائري؟
«الجزائر كما هو معروف تتميز بالقتالية والحماس والتضامن بأرضية الملعب، قوتهم تكمن في إنسجامهم وتلاحمهم والواحد يكمل عمل الآخر، نقط ضعفهم تتجلى في غياب المواهب واللاعبين الفرديين والذين يملكون إمكانيات تقنية عالية ويغيرون مسار المقابلة في أي لحظة، إنهم فريق منظم يلعب بطريقة جماعية وأظهروا ذلك مرارا
– هل أسلوب لعب المغرب والجزائر متقارب؟
«لا أعتقد، الجزائريون يلعبون أكثر جماعية عكس المغاربة الذين يطغى عليهم اللعب الفردي ويعتمدون كثيرا على تقنيات لاعبين موهوبين يبدعون في كبرى البطولات الأوروبية، لا أحد يشك في القدرات العالية للأسود ، لكن وجب إستثمار ذلك من أجل المجموعة وحينما تجتمع التقنيات واللعب الجماعي، فإن ذلك حتما يفرز مستوى رفيعا ويحقق نتائج جيدة
– ألا تعتقد أن هناك خللا في تركيبة الأسود، فالخط الهجومي أقوى وأنجع من الدفاع؟
«نعم، الفريق الوطني يشبه ريال مدريد (ضاحكا)، في الفترة الأخيرة أصبحنا نرى مجموعة من العناصر الهجومية وقلة من المدافعين، نعتقد دائما أننا إذا إمتلكنا مهاجمين كبارا سنسجل الأهداف وسنفوز دائما وهذا خطأ، الكرة الحديثة تعتمد على دفاع جماعي وهجوم مثله، لذا يجب تغيير النهج ودفع المهاجمين للضغط على الخصم في منطقته والدفاع بشكل متقدم، والأسود لهم من الإمكانيات ما يؤهلهم لصنع الفارق..».
– يعاب أيضا غياب قائد حقيقي ومدرب موجه داخل أرضية الميدان عكس ما كان سابقا، حيث شكّلتَ إلى جانب نيبت اللاعب والمدرب في آن واحد.
«في جميع الفرق والمنتخبات نجد لاعبين أو ثلاثة في المجموعة بكاريزما قوية تجعلهم يتخذون القرارات الصحيحة ويوجهون اللعب ويصلحون الخلل، اليوم يتوفر الفريق الوطني على لاعبين ناضجين ومسؤولين لكن خجولين شيئا ما، أرى الحسين خرجة القائد المثالي وقد بدأ فعلا لعب دوره القيادي ووجب مساندته، الشماخ أيضا عليه أن يقوي شخصيته ويصير أكثر قدرة على إعطاء الأوامر داخل الملعب لأنه لاعب كبير يمارس ضمن نادي عملاق واختمر ما يكفي من التجارب، إضافة ليوسف حجي الذي يعتبر إلى جانب خرجة والشماخ من القدماء، وعليه فهذا الثلاثي هو المؤهل لقيادة الأسود بيد من حديد والصراخ في وجه الآخرين إن تطلب الأمر لإعادة الهيبة السابقة التي عشناها مع نيبت وبصير و لخلج
– منذ سنة 2004 لم نعد نرى ذلك التلاحم و الإنسجام بين اللاعبين ما هو تعقيبك ؟
«صحيح، ذلك راجع لمجموعة من الأسباب بدءا بالمسؤولين في الجامعة وصولا إلى اللاعبين، الفريق الوطني عاش طيلة 4 سنوات اللاإستقرار في جوانب تقنية وإدارية، الآن هذه الامور أصبحت من الماضي وظهر جليا إصرار الجهات الوصية على التقدم إلى الأمام والعمل الذي بدأ من أجل تحسين المنتوج الكروي بالبلاد، القافلة إنطلقت وعلينا مسايرتها وكذا التحلي بقليل من الصبر لأنه في غضون سنتين أو ثلاث سنجني الثمار وسننظر إلى الأشياء من موقع مغاير
– هناك أيضا قدوم غييتس، هل تظنه رجل المرحلة؟
«لقد جاء في ظروف تسمح له بإعادة البناء والإشراف على مرحلة إنتقالية، المفاتيح كلها بين يديه لتحقيق ما يطمح إليه الجمهور المغربي والجامعة، لقد راكم تجارب عديدة كلاعب ومدرب وسيرته تتحدث عنه، وبالتالي لا شك أنه قادر على تقديم الإضافة للأسود ومنحها ما إفتقدت إليه في السنوات الأخيرة وما عجز بعض المدربين على القيام به وعلى رأسهم روجي لومير..».
– وماذا عن منتوج البطولة المحلية؟
«إنه السؤال المركزي والمهم، فاللاعبون هواة وليست لديهم القدرة وكذا الظروف المساعدة للتألق والإبداع مثل المحترفين بأوربا، يجب طرح هذا السؤال على المسؤولين لأنه حقا مؤسف أن نتخبط في مجموعة من المشاكل ونعاني من غياب الإحترافية والإحتراف لغاية اللحظة، أظن حينما سنقوم بعمل عميق ونجعل من بطولتنا المحلية عنوانا للإحتراف سنرى كيف سينعكس ذلك على المنتخبات الوطنية وكيف سيحمل اللاعبون المحليون قميص الفريق الوطني بكل سهولة، حاليا نجد لاعبين فقط من الوداد والرجاء من تتوفر فيهم صفات اللاعب الدولي وبإمكانهم المنافسة على مقعد ضمن التشكيلة الرسمية، وبخلاف هذا الإستثناء فالمستوى متباعد ولا مجال للمقارنة بين اللاعب المحلي والمحترف سواء في أسلوب اللعب أو نمط الحياة
في سؤال أخير ما جديد مصطفي حجي و كيف يعيش حياته بعد إعتزال اللعب؟
« أعيش أيضا فترة إنتقالية في حياتي بعدما إعتزلت الكرة و أطمح للبقاء في عالمها الساحر و لما لا الحصول على شواهد و نقل خبرة 18 سنة بالملاعب الأوربية للشباب الصاعد، أولويتي الآن هي الدخول إلى المغرب لأن هناك مشروع كبير و فرصة للإلتحاق بوزارة الشباب و الرياضة للعمل في قطاع البنيات التحتية