س : تشهد الساحة العربية حراكا لم تشهده من قبل، لحد الآن كانت الحصيلة كالتالي : تغيير نظامين من أعرق الأنظمة في الوطن العربي وهي تونس ومصر، وأنظمة لا زالت تصارع الموت كليبيا واليمن وأخرى بدأت لعنة الحادي عشر تذيقها طعم إرادة شعوبها كسوريا و بقيتها تنتظر الساعة، لكن بلدكم المغرب أضحى استثناء، أهذا صحيح، و واقع حي أصبح يضرب به المثل؟
ج: المغرب بلد متميز بحضارته انطلاقا من ماضيه الحافل بالبطولات، المغرب الذهبي أو مغرب الزلاقة أم مغرب المخازن و طارق، كيف وأنا سائل الأتراك عن المغرب بل ولأحلك ما كابده الاستعمار، فاسألوا فرنسا وإسبانيا؟ بل ولم لا ألمانيا وحتى أمريكا بدورها التي لم تنس ولن تنسى ذاكرة المغرب العلوي عند نشأتها، فاسألوا السفير المغربي ابن عائشة، بل اسألوا مغرب الخامس عن بني عمومتنا أثناء محنتهم ، كان لهم دعم وحصن إلى يومنا هذا، فإيران لم تستثن عن هذا، فاسألوها عن مغرب الشرفاء، حتى لبنان بدورها، فليشهد عبد الله الهرري عن مغرب العلم والفقه عند الصديقيين، وسلوا مصر عن مغرب حفظة القرآن و فلسطين، سلوا حيها وميتها عن مغرب الأجداد، فهو مغرب متنوع بثقافاته و لغاته وأصالته وكرمه وحلمه. مهما يكن، فمغرب الثاني حافل بمنجزاته، كالمسيرة والمسجد والدروس والسدود واللقاءات الصحفية الأجنبية التي تمثل خير دليل على أنه مغرب المرجعيات عند استعصاء الأمور، تذكروا موكب جنازته، حيث بينت للعالم مكانة المغرب الذي كان يحظى بها من بين الأمم، كلها تقدير واحترام لهذا الشعب، أما مغرب السادس فهو الاستثناء قولا وفعلا وللتوضيح أكثر سأدع صاحبي يعقب
س: لم أع من قولك إلا المدح فبماذا سيفيدني كل هذا ؟
ج: يعني أن المغرب لم يكن مخططه هو استعباد البشر، واعتماد السياسة التوسعية أو الاستعمارية بقدر ما كان يؤمن باحترام سيادة الشعوب واحترام المواثيق الدولية ومساعدة البلدان من أجل التحرر، وإن أدى ذلك مقاسمة الويلات، ناهيك عن الإغراءات التي قدمت له على أن يتخلى ويتيح الفرصة للمستعمر كي يعتو في الأرض فسادا، فاسألوا جارتنا عما عاناه المغرب وكابده من محن عن مواقفه الجريئة والثابتة حيالها. كان مغرب الأزل دائما مشفوعا بالملكية ك “عليسة” فورثوها المغاربة الأمازيغ إلى أن حلت الفتوحات الإسلامية و رحبوا بها دون أية مقاومة، كما وقع العكس بالنسبة للحضارات المتعاقبة عليه من بيزنطيين ورومانيين و ونداليين التي قاوموها، ولكن رحبوا بالنسب الشريف وبايعوه وجعلوه أميرا لهم، من هنا أخذت صبغة الملكية إمارة للمؤمنين، موريتانيا بدورها كانت حاضرة على مرأى التاريخ، ينتظر أهلها تأدية البيعة لملك المغرب، دون أن أنسى حجاج السنغال للمغرب قبل ذهابهم لإتمام مناسك حجهم، لن أتحدث عن السمعة الطيبة والمكانة الخاصة للمغاربة التي يحظون بها في كل أقطار العالم، لن أتحدث عن الصوامع والبيع والصلوات التي ترفع في هذا البلد الأمين و…
أوقفني صاحبي فسألني عن مغرب السادس، مغرب الاستثناء وأنا لم أتمم كلامي عن رحلات ابن بطوطة؟
ج: قررت آنذاك أن أذكره بكلام متناسق ومتجانس ومستمر، وذلك من أول خطاب للعرش لمغرب السادس، منذ متم شهر يوليوز 1999، كي أعلل له ماهية الاستثناء وصولا إلى وقتنا الراهن مع مراجعة الدستور ثم الاستفتاء عليه. لذا سأقتصر على النقل دون الاجتهاد الفعلي قصد جعل صاحبي يتدبر في الاستثناء ليتأكد له بعين اليقين أنه ليس وليد اليوم، من هنا أبدأ بسرد بعض المقتطفات من خطاب العرش المؤرخ يوم 30 يوليوز 1999 الذي ألقاه ملك المغرب إلى الأمة:
“وأنا أضع قدمي على صعيد المسؤولية العظمى مما يقوي فينا العزم على مواصلة البناء يدا في يد وفي تلاحم بيني وبينك سيبلوره العمل المشترك الذي سنحقق به جليل الأهداف وما نتطلع إليه من كبير الآمال “
من هنا يتضح لك جليا التلاحم والعمل المشترك في بناء الحدث من لدن جيل الأهداف الذي توج بدستور جديد، تم إنجازه عبر الإصغاء والمتابعة والتشاور مع جميع الفاعلين السياسيين والنقابيين والفعاليات الجمعوية والشبابية دون إقصاء أي طرف كان، والاستثناء النوعي هي اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور ذات الهوية المغربية.
س : ولكن اللجنة عينها صاحب الجلالة؟
ج: ومن أردتم أن يعينها؟ فمن الناحية المنهجية ملك البلاد هو الذي ينبغي له تعيينها، لأنه هو من نادى بمراجعة الدستور على غرار طلبات تقدم بها عدد من الأحزاب وذلك منذ مدة طويلة، أم تريدون استفتاء يروم أعضاء اللجنة أو الترشيح لانتخاب لجنة من الشعب ومن ذوي الاختصاص، رغم أن هذه اللجنة ليس لها صبغة تقريرية، فمن عين الحكمة و الدراية والنظرة الثاقبة
والحنكة السياسية للظرفية المناسبة أن عاهل البلاد استبق الحدث، فكان خطاب 9 مارس 2011 ثورة سبقت الأحداث وكل التوقعات والتكهنات، وفي الآن عينه، نكسة على مجموعة من الأطياف التي اعتبرت نفسها وصية بكل المقاييس على أنها الممثلة الشرعية للشعب.
س: تعني حركة 20 فبراير؟
ج: أولا أريد أن أوضح لك أن الحركة ترتبط أساسا بتوجه سياسي، سواء كان علنيا أو سريا، يعبر عن مطالب منوطة بتصورات ذاتية ومقاربة إيديولوجية، فلا نقارنها بثورة ولا انتفاضة والتي ترتبط مباشرة بالشعب وهذا لم يقع، فمنذ أوائل الثمانينات، بدأ تراجع دور الحركات في حياة المغاربة وتراجع السياسة بمفهومها الكلي الذي ساوق حدوث الهوة التي ارتسمت الآن بوضوح بين الجماهير والشارع من جهة، وبين الأحزاب المدعوة أن تمثلها من جهة أخرى. من هنا يجب أن لا نبقى أسرى الخطأ ونقول إن المشكلة بدأت الآن، بينما هي أكثر شمولية وعمقاً. فالمشكلة إذن هي أن هناك أحزابا نشأت ونهضت وتراجعت، فكانت نتاج ذلك. فأصبح الفيسبوك مرتعا لكل من أراد تقوية حمولته السياسية والعرقية والإيديولوجية، كمكان مناسب له، آمن من كل تضييق و متابعة قانونية، خصوصا إن كانوا خارج الوطن الأم، ما يمكنهم من إخفاء شخصيتهم و التصرف كما تشاء طويتهم لبث سمومهم بوثيرة أسرع. لكن الأمر أبلغ مما تتصورون، بحيث أصبح أسلوب الغاب والانحلال الخلقي والاتهامات بالعمالة والسب والقذف من لدن كل من سولت له نفسه نقدهم أو اختلف مع توجهاتهم، فلن تجد حوارا مبنيا على تحليلات موضوعية وأكاديمية وعلمية تستفيد منها وتصب في مصلحة الوطن، وإنما اتهامات مجانية ومواقف تدل على الحقد والهدم وبث الفتنة بين المغاربة والتخوين حتى اختلط الحابل بالنابل. كيف تجرؤوا بقذف وسب ملك البلاد، واتهموا المغاربة بالذل والهوان، وبأن كل من لم يتفق معهم فهو في حظيرة مغاربة المخزن، و يدعون أنهم مغاربة ولا يخافون ومستعدون لتضحيات جسام ولو على حساب أجسادهم؟ من يدعي كل هذا ويحس بالمسؤولية الجسام الأحرى أن لا يكون خارج الوطن، يتمتع ويرتع ويلهو وهو يحرض على الفتنة وهلم جرا؟ فكيف تم ذلك وبكيفية مطردة وفي بعض الأحيان ترى أعينهم لا تنام، وهم بجانب حواسيبهم يقتنصون طرائدهم التي تبين لهم فيما بعد أنه السراب وبأن الشعب المغربي أذكى وأجدر أثبت إلتزاما من مخططاتهم الجهنمية التي أضحت عليهم وبالا ومضيعة لوقتهم، تسمع قولهم كأنها خشبا مسندة، من هنا أذكر مقاله صاحب الجلالة في الخطاب نفسه
“وبفضل تمسك المغاربة بهذه القيم على امتداد أربعة عشر قرنا تسنى لبلدنا العزيز أن يكتسب مناعة أتاحت له أن يصمد لشتى الزوابع ويتجنب الوقوع في مزالق التاريخ ومهاوي أحداثه المتعاقبة”
أما عن الساحة، سواء كانت وقفات أو مسيرات، فهي مطالب جلها أزلية نادت بها الأحزاب من قبل وناضلت من أجلها منذ عقود، فشعارات تطالب بالإصلاح وأخرى تنادي بإقرار الهوية أو إسقاط رؤوس الفساد، ومحاسبة المسؤولين، وإطلاق سراح المعتقلين والمطالبة بالملكية البرلمانية، والشغل والسكن ولا للدستور الممنوح … كانت تضم هذه الفئات بين صفوفها اليساري واليميني والإسلامي والحقوقي واللامنتمي و معارضي قيادييهم في الأحزاب و النقابات ووو شبابا كانوا أو وكهولا، ولكن السؤال الجوهري الذي سيثير انتباهك ويجب التأمل فيه هو ما سأطرح عليك كالتالي: من يؤطر هؤلاء الشباب والمسيرات والوقفات؟ وما هي حمولاتهم الفكرية؟ ومن يدعمهم؟ ومن خرج في المسيرات والوقفات بأغلب مناطق المملكة؟
س: وماذا عن مشروع الدستور الجديد؟
ج: أرجع بك دائما للخطاب الملكي ل30 يوليوز 1999
“لذا فنحن متشبتون أعظم ما يكون التشبت بنظام الملكية الدستورية والتعددية الحزبية والليبرالية الاقتصادية وسياسة الجهوية واللامركزية وإقامة دولة الحق والقانون وصيانة حقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية وصون الأمن وترسيخ الاستقرار للجميع. وبالنسبة للمؤسسات الدستورية فإننا سنقوم بدور الموجه المرشد والناصح الأمين والحكم الذي يعلو فوق كل انتماء “
وهذا مدخل لميثاق حقيقي لحقوق وواجبات المواطنة والحريات الأساسية مع تعزيز النظام الدستوري للفاعلين في مجال الديمقراطية المواطنة والتشاركية والديمقراطية الترابية والجهوية المتقدمة مع إرساء مبادئ قوية في مجال الحكامة الجيدة وتخليق الحياة العامة ودولة القانون في المجال الاقتصادي قد أشار إليه صاحب الجلالة في أول خطاب له للعرش سنة 1999، من هنا يمكن استخلاص العبر: أنا أريد وأنت تريد ولا يكون إلا ما نريد، فوطننا واحد وأمتنا واحدة.
“وإذا كان المغرب ينتمي إلى العالم العربي والإسلامي فإن موقعه الجغرافي على رأس القارة الإفريقية مطلا في شماله على أوروبا وفي غربه على أمريكا يحتم علينا متابعة سياسة والدنا المقدس المتسمة بالتفتح والحوار بتقوية روابط التعاون مع أشقائنا الأفارقة وتمتين أواصر التبادل مع أصدقائنا الأوروبيين و الأمريكيين بما يعود على منطقتنا والعالم كله بالنفع والخير في إطار أخذ وعطاء مستمرين وفي نطاق التقدير والاحترام والسعي إلى أن يعم الأمن والسلام.”
من هنا نستشف كذاك أن تكريس ثوابت الهوية المغربية الغنية بتعدد روافدها و انفتاحها والتعاقد اللغوي القائم على التعددية والانفتاح بحيث أضحى تفعيل وترسيم اللغة الأمازيغية فعلا واقعيا كنظيرتها اللغة العربية، وهي نقطة أفاضت كأس النقاش والحوار لدى الأكاديميين والسياسيين والنقابيين والجمعويين، فسيتم تفعيلها ضمن مسار متدرج، لكن لنحذر سيناريو أتاتورك فما هو ببعيد عنا
س : ماذا تعني بقولك هذا؟
ج: لا للعصبية ولا للنزعة الجاهلية أعني فهي لا محالة ستعصف بقاصري العقول، وتفتح الباب لمن يعتقد بأنه الجنس الآري ولا غير، وهذا في نظري أكبر امتحان سيواجهه المغاربة وهو من أخطر ما يمكن أن يتسبب في إحدث الشرخ الوبيء بين المغاربة إذا ما انزووا إلى نزواتهم القبلية والعرقية، فاحذروا الظهير البربري، وانظروا كيف واجهه المغاربة الأحرار، ولي اليقين أن ذوي الألباب لا ينساقون إلى هاته الترهات، لأن الإجماع حاصل وهو أننا كلنا مغاربة، ومن الأحقية القومية و الحضارية و الإنسانية المحافظة على تراثنا وتقاليدنا ولهجاتنا فهي حضارتنا، مغرب اليوم خليط بدم الأمازيغي والعربي والأندلسي والصحراوي والإفريقي ووو لأن بلدنا تعاقبت عليه عدة حضارات، فكلنا مغاربة وأفتخر بذلك، ومن هنا أذكرك أيضا ما قاله ملك المغرب في الخطاب نفسه لعام 1999
“إننا نطمح إلى أن يسير المغرب في عهدنا قدما على طريق التطور والحداثة وينغمر في خضم الألفية الثالثة مسلحا بنظرة تتطلع لأفاق المستقبل في تعايش مع الغير وتفاهم مع الآخر محافظا على خصوصيته وهويته دون انكماش على الذات في كنف أصالة متجددة وفي ظل معاصرة ملتزمة بقيمنا المقدسة”
إضافة إلى بعض المحاور التي أريد أن أتطرق إليها في الدستور الجديد والمتعلقة بجاليتنا القاطنة بالخارج و قضية التعليم والتغلب على البطالة، الواردة في نص الخطاب الملكي، خطابه الأول لعيد العرش، تعليلا لحالة الاستثناء الذي ذكرته لك، فإنه من باب الاستئناس سأجملها فيما يلي:
“ومن الأمور التي سنوجه لها اهتمامنا الخاص قضايا جاليتنا القاطنة بالخارج والتفكير الجدي في تذليل الصعاب التي تعترض طريقها والعمل على حل مشاكلها وتمتين عرى انتمائها للوطن الأم.”
“وسنولي هذا المشروع ما هو جدير به من عناية تتناسب وما نعلق عليه من آمال في هذا المجال الحيوي وفي التغلب على البطالة ومحو آثارها وفتح أبواب الشغل مشرعة أمام شبابنا الناهض وحتهم على الاجتهاد و الابتكار وأخذ المبادرة في غير توان ولا تواكل. وسنولي عنايتنا كذلك مشكلة الفقر الذي يعانيه بعض أفراد شعبنا وسنعمل بمعونة الله وتوفيقه على التخفيف من حدته وثقله”
“تشغل قضية التعليم حيزا كبيرا من اهتماماتنا الآنية والمستقبلية لما تكتسيه من أهمية قصوى ولما لها من أثر في تكوين الأجيال و إعدادها لخوض غمار الحياة والمساهمة في بناء الوطن بكفاءة واقتدار وبروح التفاني والإخلاص والتطلع إلى القرن الحادي و العشرين بممكنات العصر العلمية ومستجداته التقنية وما تفتحه من آفاق عريضة للاندماج في العالمية .”
س: فما موقفك إذن من الدستور الجديد وبم ستصوت؟
ج: قبل الإدلاء بدلوي في هذا الموضوع بالذات، وإيمانا بالواجب الوطني، حبذا لو أضفت بعض النقط للتوضيح أكثر وليطمئن قولي بما أنا فاعله يوم الجمعة فاتح يوليوز 2011
أولا: أعتز بملكي المواطن والحكم (بفتح الحاء والكاف) والملكية المواطنة، وهذا ما يزكي في نفسي أنني مغربي وأفتخر بذلك
ثانيا: الفصل بين السلط في إطار نظام ملكية دستورية، ديمقراطية، برلمانية
ثالثا: الارتقاء بالقضاء إلى سلطة مستقلة
رابعا: تعزيز المساواة بين الرجل والمرأة بإقرار مبدأ المناصفة
خامسا: فتح المجال للشباب قصد المساهمة الفعلية في بناء مغرب الغد
وأخيرا، وبعد كل ما ذكرته لا يسعني إلا أن أهنئ ملك المغرب والشعب المغربي وأهنئ نفسي بهذا الاستثناء الذي حرك رحى الاعترافات العالمية من أصدقاء وأعداء، بسمو الانتقال الديمقراطي السلمي لمغربنا الحبيب، كما لا يفوتني أن أنوه بكل من شارك وساهم في بلورة هذا الدستور الجديد، ليس الممنوح كما يعتقد البعض، من أحزاب سياسية و منظمات نقابية وجمعوية وشخصيات فاعلة ومواطنين جماعات وأفرادا، وتحية خاصة للجنة الاستشارية على الجهد التي بذلته من خلال تجميع كافة المقترحات الدستورية وصياغتها في حلتها المغربية الصرفة، وتحية خاصة للمعتصم من خلال تعاطيه وتعامله مع هذا الملف بكل يقظة وحنكة مما فوت الفرصة على من أرادوا بث الفتنة، وذلك لجعل حد لترويج الدستور المزور، وتحية نضالية إلى كل من انتقد هذا المشروع من باب إغناء الحوار، لأن الشعب المغربي يؤمن باختلاف الرأي والرأي الآخر الذي يعتمد الديمقراطية كوسيلة للحفاظ على التوازنات الفكرية. ولكن لنتأكد أن المصلحة العامة فوق كل اعتبار لهذا كان الأجدر أن لا نقاطع بل نعبر عن آرائنا ولو كانت سلبية لأنها ستكون لنا لا علينا، وفي الختام فما على الأحزاب إلا أن تجدد نفسها لمواكبة هذا الدستور الجديد وتكريس الفعل الديمقراطي بهياكلها وبرامجها حتى يتأتى لها أن تكون في المستوى المتوخى. موعدنا إن شاء الله معكم عند انطلاق الحملة للانتخابات التشريعية، وإلى ذلك الحين قررت أن أدلي بدوري نعم للدستور الجديد
د. عبد الرحيم الهروس