في رسالة مطولة مبعوثة إلى أسبوعية ” ماروك – ابدو ” الصادرة من الدار البيضاء ، والمنشورة في العدد 368 للأسبوع مابين 16 و 22 أبريل 1999 ، أعاد مواطن مغربي من زايو إقليم الناظور يدعى مقران سالم إلى الذاكرة تفاصيل أحداث طرد 45000 مغربي من الجزائر في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين .
كاتب الرسالة لم يخف لهؤلاء الأبرياء المطرودين غضبه الشديد على ما أقبلت عليه السلطات الجزائرية من تنكيل وتشريد ونهب ماكان بحوزتهم محللة الدوافع الواهية التي اتسمت بها المواقف السلبية للجزائر وطنيا وجهويا وقاريا ودوليا بحيث ارجع مقران سالم ذلك إلى نوع من الكبرياء والتكبر المفرطين المفعمين بحب قوي للسيطرة والتسلط على كل ما لم يكن جزائريا .
ويستطرد كاتب الرسالة ليسرد بتفصيل الحملة المسعورة التي خاضها نظام بومدين ليوهم الشعب الجزائري بأحقية طرد عشرات الآلاف من المواطنين المغاربة لاذنب لهم إلا أنهم ازدادوا وعاشوا على ارض الجزائر .
بينما تدعي السلطات الجزائرية بالأخوة والاستقامة والإسلام ، تتجدها تتصرف عكس ذلك ولاتفوتها فرصة واحدة لزرع البلبلة والفتنة حيثما كان لها الحضور ، إن داخل بلدها أو خارجها .
فبالداخل تقول الرسالة المطولة ، لم يتردد النظام الجزائري للسيطرة على الثروات دون أن يوصل منها الشيء القليل للشعب ، وبالخارج ، نفذ نفس النظام طرد 45000 مواطنا مغربيا ، وحجز مغاربة آخرين بتندوف ، وطرد مواطنين تونسيين ، والهجوم على موريطانيا بواسطة البوليزاريو ، ودفع بمعدات الجيش الوطني الشعبي على إمكالا ، وإرادة عنيدة لتبني دولة فيدرالية مزعومة ، وصمود أعمى لأستكمال مغرب عربي ذي ست دول والهجوم على نزل بمراكش ، وإفقاد المصداقية لمنظمة الوحدة الإفريقية ن معارضة انتخابات ببوركينافاسو ، كل هذا يظهر كيف أن الجزائر بطريقتها تتآزر ، والوحدة المغاربية تتآخى وتوحد المغاربيين ، وفق تصورها للمغرب العربي الذي تريده ولايات متحدة جزائرية .
وهكذا يضيف كاتب الرسالة / المقال ، قدم الشهداء الأبرار أرواحهم لتخلفهم شرذمة من المتسلطيين تلطخ ذاكرة التاريخ وتشتم أرواح الشهداء وتضحياتهم النبيلة ، وتستعبد شعب الجزائر الهمام الأبي ، الذي سلب منه رشده المشروع وأمسى رهينة لعسكريين التحقوا بالثورة في تواريخ دقيقة والتي لم تنسها الذاكرة الشعبية .
وفي نفس السياق ، يكشف المراسل بدقة متناهية على سبيل المغالطة المشينة التي لجا إليها نظام الجزائر آنذاك ليجمع إرادة الشعب الجزائري ويقنعه أن حملة طرد عشرات الآلاف من المغاربة الأبرياء هي مشروعة وغير قابلة للنقاش .
ويشير كاتب الرسالة إلى الدور السلبي الذي لعبته صحافة النظام في قلب الحقائق ودعم مااقدمت عليه السلطات الجائرة فذكر أن صحيفة ” الجمهورية ” ساهمت بشكل مخجل في ترطيب الأجواء الداخلية والخارجية بادعائها أن ” الجزائر لاشيء بينها وبين الشعب المغربي الشقيق وأنها ، أي الجزائر قامت بطرد بعض العرب دخلوا إلى الجزائر سريا سنة 1962 ” .
وختم المراسل رسالته إلى أسبوعية ” ماروك – إبدو الولية ” بأمله في أن الجزائر مابعد 15 أبريل 1999 ستبين عن مقاطعة أساليب الماضي في تعاملها مع نفسها أولا ومع المغرب بعد ذلك ، حتى تتمكن من القيام بالدور المنوط بها في بناء صرح المغرب العربي الكبير .
الشرق
………………………..
المتابعون للاحداث من مثقفي مدينة زايو يعلمون ان كاتب هذه الرسالة هو نفسه مؤلف كتاب دم الميت Le sang du mort ، وهو الاستاذ مقران سالم والذي يعد هو ايضا من المرحلين تعسفيا من الجزائر. فهو يحكي في كتابه عن الاحداث التي عاشها هو وعائلته و آلاف من المغاربة
آنذاك.
ما استفزني في المقال هو عبارة : مواطن مغربي من زايو يدعى مقران سالم… اعتقد في رايي الشخصي انه كان من الاجدر كتابة : الكاتب مقران سالم.
على كل حال نشكركم على المجهود.