زايو سيتي – مراسلة خاصة
نشبت أول أمس السبت مواجهات بين سكان من منطقة تدعى الحرشة بدوار العباد ,قبيلة أولاد ستوت إقليم الناظور ,وبين القوة العمومية التي كانت ممثلة في قائد القبيلة وأعوانه وقائد سرية الدرك الملكي مصحوبا بعناصره , خلفت عدد من المصابين في صفوف الطرفين,كادت أن تخلف عدد من الضحايا لولا ألطاف الله.
ولقد جاء تدخل القوة العمومية ككل مرة في هذه المنطقة ,لهدم بيوت الفلاحين المياومين, بنيت بطريقة عشوائية,وهو ما لم يستسغه السكان خاصة وأنهم لا زالوا ينتشون بفرحة بزوغ الأمل في العيش الكريم الذي خلقه الخطاب الملكي السامي في نفوسهم.وأمام إصرار القوة العمومية على تشريد عدد من العائلات أمام مرأى الجيران قابلهم السكان بالحجارة حماية لكرامتهم الإنسانية.
لقد كان حري بإفراد القوة العمومية في سياق تطبيق قانون التعمير على الجميع واحتراما لمبدأ المساواة بين جميع المغاربة ,القيام بإجراءات الهدم في حق المساكن والفيلات الفاخرة التي توجد في ملك لمبيضي الأموال الحرام,المنتشرة داخل الأراضي السقوية على مراء الجميع , ضدا على القوانين التي تمنع زحف الاسمنت المسلح على الأراضي الفلاحية.
إن مثل هذه الإجراءات وفي هذا التوقيت بالذات, من المؤكد أنها , ستزيد من رفع درجة الاحتقان الشعبي وتؤدي لامحالة إلى مزيد من انعدام ثقة المواطن في جميع مؤسسات الدولة.
وليست هذه المرة الأولى التي تتدخل فيها القوة العمومية لهدم ما يشبه بيوت الكادحين سواء بالمنطقة أو في باقي مناطق المغرب تحت مبررات القضاء على السكن العشوائي و احترام مقتضيات قانون التعمير الجائر وحماية المجال السكاني وجمالية المدن.
لقد أصبح هذا القانون, وبرأي العديد من رؤساء الجماعات المحلية والمنعشين العقاريين, وخاصة عندما عهد إلى الوكالات الإقليمية بالسهر على مراقبة احترام مقتضياته,بمثابة السيف الذي يقطع أرقاب جميع شرائح المغاربة الذين على ما يبدو لم يشملهم بعد المشرع إبان هندسة القوانين المفروض أن تنسجم مع مضامين الدستور في مجال الحق في السكن
وفي مقابل ذلك أصبح يتنامي الوعي الحقوقي لدى هؤلاء المهشمين في ما يخص الدفاع عن حقهم في السكن أو حقوق أساسية أخرى,مكن من تأسيس ملامح ثقافة احتجاجية تكاد تمارس بشكل يومي ومن طرف الرجال والنساء ,نظرا لكون هذه الفئة باتت الأكثر عرضة للاضطهاد والمطاردة من طرف مختلف أنواع القوة العمومية لحرمانهم من السكن ومن بيع الخضر والفواكه في الساحات العمومية .
إن سياسة الحصار التي صارت شبه ممنهجة من طرف إدارة الدولة لمضايقة المسحوقين من المغاربة في الحصول على ابسط متطلبات الحياة هي التي جعلت معظمهم يشعر باهتزاز في وطنيته بل وفي مغربيته وهي الشريحة للأسف التي سنطلب منها غدا ان تتظاهر بشكل سلمي.
إننا بقدر ما نحاول الدفاع عن هذا الحق أو حقوق أخرى لدى جميع المغاربة بدون استثناء ,لا ننخرط في أي محاولة للتحريض او التمرد على الدولة ,بقدر ما نريد إن نستحضر المبادئ الجميلة التي قرر تضمينها في الدستور الخطاب الملكي التاريخي ,ومدى انعكاسها مستقبلا على الإنصات على نبض الطبقات الكادحة والتي ضلت غير مشمولة في كثير من مصوغات الترسانة القانونية المعتمدة في بلادنا.
وباعتماد العقلية و الإجراءات والمساطر التي تدبر بها ملفات العمران والتعمير ,أتساءل عما أصبح يعرف في دواليب السلطات الإقليمية والجهوية ,بالاستثناءات المعمارية لفائدة أصحاب المال والنفوذ,هل هذه الاستثناءات لا تعرف طريقها إلى الأماكن السكنية الهامشية
المفتقرة لكل ما يحترم إنسانية المغربي.كما استغرب كيف أن المساطر المعتمدة في النزاعات العقارية بين المواطنين ووكالة الأملاك العقارية تطول وتتعقد لدرجة أن بعض العائلات صخرت أجيالا متعددة للحصول على الضوء الأخضر للتصرف في أملاك موثقة في عهد أجدادها بدون نتيجة ,في حين أن بعض المحضوضين يحصلون في رمش العين على رفع اليد والتفويت بثمن رمزي.كما انه ليس بهذه الازدواجية سنستطيع بناء بلد ديموقراطي موحد للتصدي لكافة تحديات المستقبل
.
أنتم تنادون بتطبق القانون وها هو القانون يطبق على مرادكم فمتى نطبق القانون بهذه الأرض السعيدة كيفما فعلت معكم السلطات ليس كذلك
أنتم وقع لكم مثل ما وقع للمرأة المسكينة التي طلب منها زوجها بأن تطبخ له بيضة فلما طبختها له في الزيت قال لها ماذا فعلت ؟
قالت: طبخت لك البيضة قال : لما طبختها في الزيت كان الأجدر منك أن تطبخينها في الماء (تسلقها) في الغد طلب منها أن تطبخ له بيضة كذلك
المسكينة تطبختها هذه المرة في الماء (سلقتها) قال لها ماذا فعلت ؟ قالت طبختها لك هذه المرة في الماء قال: كان الأجدر منك أن تطبخينها في الزيت وفي الغد كذلك طلب منها طبخ بيضة أخذت المسكينة بيضتان واحدة طبختها في الزيت والأخرى طبختها في الماء فلما قدمتهما له قال لها ما هذا الذي فعلت ؟ قالت له هناك بيضة مقلية وأخرى مسلوقة فماذا عساي أن أفعل قال لها : كان عليك أن تطبخين هذه البيضة في الزيت وأشار إلى البيضة التي طبختها في الماء وهذه كان عليك أن تطبخينها في الماء وأشار إلى التي طبختها في الزيت ….
هذا هو المشكل الذي وقع لكم عندما كانت الدولة تتساهل معكم وتأخذ القانون بمرونة كنتم تنادونها بأن تأخذه بالمروءة فلما أخذت تأخذ القانون بالمروءة أصبحتم تطالبنها بأن تأخذه بالمرونة والله لم أفهم حتى زفتة من هذه العقية .