ينتاب الزعيم الليبي معمر القدافي وأشباله غضب شديد من خطاب الملك محمد السادس الذي ألقاه يوم الأربعاء الماضي ودعا فيه إلى إجراء تغييرات دستورية عميقة بالمغرب. و يعتقد القدافي أن العاهل المغربي ما كان في هذا الوقت ليتحدث إلى شعبه عن الإصلاحات داخل المغرب، في الوقت الذي يتعرض فيه العقيد لثورة داخلية للإطاحة به، ويسلط عليه المجتمع الدولي المزيد من العقوبات للضغط عليه من أجل التنحي عن الحكم
وجاء الخطاب الملكي ليعلن أن كل مسؤول عربي مدعو إلى القيام بإصلاحات داخلية بدون انتظارللضغوظ الخارجية على بلده. غضب القدافي ليس على الخطاب الملكي فقط وعلى توقيته ومضمونه، بل تجاوز ذلك إلى ابنه سيف الإسلام الذي كان منتظرا أن يخلفه على حكم ليبيا، عندما قام هذا الأخير بالاستشهاد بمضمون خطاب الملك المغربي، الذي أداعته قناة فرانس 24 كاملا ومترجما مع التعليق عليه. ودعا سيف الإسلام إلى المقارنة بين طريقة عمل المسؤولين الليبيين وسرعة الملك محمد السادس في التحرك بعيدا عن الضغط .
وكانت العديد من الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية قد رحبت بمضمون الخطاب الملكي وبرنامج الاصلاحات.
ويذكر أن العلاقات بين المغرب وليبيا متوترة منذ أزيد من سنة على إثر استقبال القدافي لمحمد عبد العزيز الأمين العام لجبهة البوليزاريو، وهو ما رد عليه المغرب باستقبال المعارضة الليبية في الرباط، في حين رفض الملك محمد السادس الحديث مع القدافي هاتفيا طيلة هذه المدة.