Douane marocaine au bab melilla
envoyé par amable2007. – L’info video en direct.
إعداد محمد الدرقاوي/ناظور الريف
مقدمة
طوابير طويلة من السيارات و سط الطريق و أخرى من الراجلين على الرصيف.. الكل ينتظر الدخول إلى مليلية المحتلة .. عناصر من الجمارك و الشرطة موزعون هنا و هناك منهم منهمك في مراقبة الداخلين إلى الناظور و منهم لاه في الحديث مع زميله غير أبه بالداخل و الخارج.. و منبهات الصوت من حين لآخر.. و تسابق للسيارات نحو الدخول.. هذه هي حالة معبر بني انصار ، بعد توسيعه و تهيئته بشكل يشبه إلى حد ما معبر الإسبان المقابل. فقد كانت حالة المعبر قبل الإصلاح أشبه بالسوق الأسبوعي ،حيث الضجيج المبالغ فيه و الصراخ المتواصل و فوضى تسود المكان. لكن هذه المظاهر كادت أن تختفي بعد فتح معبر خاص للعاملين في التهريب ، لكن هذه الإصلاحات لم ترق سكان مليلية المحتلة باعتبار معاناتهم في الحدود ما زالت قائمة.
عملية التوسيع و التهيئة جاءت في إطار إصلاح المعبر الذي كان قد أعطى انطباعا سيئا عن المغرب كدولة تبدوعاجزة عن إصلاح نقطة عبور لآلاف المواطنين و ربما لمستثمرين أجانب، خصوصا و أنه وجه المغرب و عتبته الأولى نحو أوربا.
كما جاءت حسب مصادر مسؤولة من عين المكان تلبية لرغبة عدد من الأصوات المدنية التي كانت تطالب بتحسين صورة المغرب و تحويل العاملين في مجال التهريب إلى وجهة أخرى تكون معبرا فرعيا تخفي المعاملات الاانسانية التي يتعامل بها العاملون بمليلية على يد المغاربة، و تخفي الصورة المقرفة لطوابير العمال الذين يعدون بالآلاف ، تظل قرابة 3 إلى 4 ساعات تنتظر الدخول إلى مليلية من أجل الحصول على لقمة العيش من خلال التهريب المعيشي.
تضييق غير مبرر
حينما علم سكان مليلية ببدء إصلاحات المعبر و توسيعها استبشروا خيرا و نزل الخبر بردا على قلوبهم المحترقة لمدة عقود من المعاناة و ذلك بخلق 6 ممرات ثلاثة للدخول و ثلاثة للخروج » غير أن ذلك لم يغير من الوضع شيئا و لم يخفف من معاناة سكان مليلية ..إذن فما جدوى توسيع المعبر أليس من أجل فك الحصار علينا؟ » يتساءل باستغراب أحد سكان مليلية و هو إطار قانوني، و أضاف « يبدو لي و كأن إخواننا المغاربة يتلذذون بتضييق الخناق علينا.. كيف تسمح لهم أنفسهم بتركنا في المعبر لساعات ونحن لدينا التزامات في مليلية و الناظور و العبور يكون يوميا بين مقرات العمل و منازلنا بمليلية »
مساعي كثيرة تمت من أجل إنهاء هذه المعاناة لكن لم تسفر عن شيء .. » كلما جاء عامل جديد يعدنا دون أن يفعل شيء لنظل نردد- في استغراب دائم-لماذا هذا التضييق » يجيب عنه مصدر أمني ليس هناك تضييق بل هي إجراءات ضرورية لا بد منها من اجل استتباب الأمن.
لكن الجميع يؤكد أن تلك الإجراءات مفتعلة من أجل ابتزاز سكان مليلية لا غير إذ –يقول فاعل « ي،ب »جمعوي بمليلية لو كانت الإجراءات لدواعي أمنية فلماذا تمر أطنان من السلع المهربة من المعبر نفسه.. » و زاد » حيث يتم إطفاء الأضواء بالحدود خلال ساعات معينة من الليل من أجل تمرير سلع ذات قيمة كبيرة جدا بعد التنسيق المسبق بين عناصر مختلفة … هذه مشاهد يومية و لا تحتاج إلى حجج » و يضيف مؤكدا » و هل يحتاج النهار إلى دليل؟ » في إشارة إلى أن الكل يعلم بأن السلع تخرج من الحدود بعلم المسؤولين عن المعبر.
ممر واحد و واحد للخروج و أخرى مغلقة
تظل الممرات الست مغلقة إلا واحدة يمر منها سكان مليلية و سكان الناظور الداخلين لأسباب مختلفة. إجراء يراها سكان مليلية غير معقولة و غير مقبولة إذ يحشرونهم مع باقي المواطنين دون أن يخصصوا لهم ممر خاص » نعم ممر خاص -و هو موجود- لكن تم إغلاقه .. سبق و أن طالبنا السلطات المحلية بفتح الممر الخاص بنا و استجابت ..لكن حراس الأمن لم يلتزموا بحيث يخلقون واقعا يمكنهم من قبض رشوة من أجل السماح لغير سكان مليلية من الدخول عبر الممر الخاص بنا تفاديا للانتظار الطويل ..ليبقى الحال على ما هو عليه ، و يعاد اغلاقه من جديد و الإبقاء على واحد فقط »
يقول « عبد العزيز، ب » عن لجنة سكان مليلية » اجتمعنا مع العامل السابق علوش و اقترحنا عليه الأمر لكنه جاء بعذر أقبح من ذنب حيث قال : لماذا لا تسكنون بالناظور بدل مليلية. و كأن فتح المعبر الخاص بالسكان -و هو موجود أصلا- ، أمرا مستحيلا ».
« لماذا صرفت الملايين على المعبر ثم يغلق بدون مبرر » سؤال يتردد على كل لسان بالمدينة المحتلة دون أن يجدوا له جوابا.
معاناة حقيقية
كل الذين استجوبناهم أكدوا لـ »التجديد » بأنهم يعيشون مشاكل حقيقية اسمها المعبر إلى حد اعتباره هاجسا يوميا ، بل و البعض منهم يصفه بمعبر « إيريز » الإسرائيلي.
و أصبح سكان مليلية –حسب تصريحاتهم- يجدون معاناة حقيقية في التواصل مع أسرهم بالناظور كما يجدون صعوبة أكبر في الالتحاق بأعمالهم بالناظور في الوقت المحدد بحيث يتعين على الواحد منهم من اجل الوصول إلى الساعة الثامنة صباحا أن يكون واقفا بالحدود على الساعة الخامسة أو السادسة. خصوصا و أن منهم موظفين و محامين و صيادلة و رجال أعمال و رجال تعليم. و يؤكدون على أن هذا التضييق مصطنع لأسباب مجهولة رغم المساعي لحلها ، و قال موظف يسكن بمليلية » و الله سمعت شرطيا يقول : نخليو امهم 4 ساعات تحت الشمس » واستطرد » مشاهد الحدود أشبه بفيلم يحتاج إلى التوثيق .. إضافة إلى التضييق.. نشاهد أثناء الدخول مظاهر غريبة ضد الإنسانية .. أربع جمارك يرفسون امرأة تحمل سلع قليلة يسمح بها القانون في إطار التهريب المعيشي ، في حين نشاهد مشاهد أخرى .. سيارات محملة بسلع ذات قيمة كبيرة تمر بالمعبر نفسه و بوجود هؤلاء لكن في أوقات معينة و مدروسة بعناية « و أضاف نريد لجنة تفتيش سرية تحل بالمنطقة و لو ليوم واحد .. حينها تكشف العجائب و الغرائب التي تحدث هنا .
حصار غزة
يصر الكثير ممن التقت بهم التجديد على أن حالهم أشبه بغزة المحاصرة » و إذا كانت غزة محاصرة بقوة معادية، فهو أمر بديهي .. لكن في أية خانة يمكن تصنيف حصار إخواننا المغاربة لسكانتنا »
و أجمعوا بأن هذه التصرفات غير القانونية و » العنصرية » ولد إحساسا لدى سكان مليلية بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية و هو يؤثر بشكل كبير على المواطنة و يضعف الانتماء للوطن.
و ما زاد من حدة الحصار فرض السلطات المغربية نظام الاستراد المؤقت على سيارات سكان مليلية الشيء الذي اعتبروه اعترافا بأسبنة مليلية. و إمعانا في التضييق عليهم و محاصرتهم حيث فرضوا الورقة الخضراء على سكان مليلية و وضعوهم في خانة الأجانب.
كما زاد من حدة الحصار الإقبال الكبير للجالية المغربية المقيمة بالخارج حين غيرت وجهتها من بني انصار التي رفعت شركاتها تذكرة السفر إلى 800 درهم للفرد الواحد ، إلى مليلية التي بقيت ثمن التذكرة على حالتها و هي 350 درهم.
مسيرة إلى جلالة الملك
بعدما لم تسفر اللقاءات المراطونية لممثلي ساكنة مليلية و وجهاؤها مع العمال المتعاقبين عن شيء يروم التخفيف من معاناة المواطنين، قرر سكان مليلية إبان زيارة جلالة الملك في يوليوز المنصرم للناظور ، الخروج في مسيرة غاضبة و فضح السلوكيات التي تسود بالحدود و تفرض الحصار على سكان مليلية. غير أن تدخل السلطات المحلية على رأسها عامل الناظور في وقت قياسي أوقفت زحف الغاضبين بعد حوار ، انتهى إلى إيجاد حلول ، لم يتم بلورتها لحد كتابة هذه السطور حسب تعبير السكان . و يقول « عبد العزيز، ب » عضو باللجنة كنا سنخرج بقوة بعدما بلغ السيل الزبى و بعد قعود من المعاناة، لكن هذه المرة لن نسكت إذا استمر الوضع على حاله… مصالحنا تضيع و مشاكل تتراكم كل ذلك بسبب المعبر، فهذا المعبر يبدو أنه أحدث لأجل تضييق الخناق علينا لأن المسائل الأخرى تحدث… »
حالة المعبر تسببت في تفكيك أسر و هجر المنازل
« كان من المنتظر من السلطات المغربية تشجيع المواطنين لإعمار المدينة و تشكيل قوة ديمغرافية تؤثر على المسار السياسي بما يخدم مصلحة المغرب من خلال الانخراط في الحياة السياسية للمغاربة المقيمين بمليلية، غير أن أعلى سلطة في الإقليم يدعونا إلى مغادرة المدينة و تركها للإسبان … أمر غريب » هكذا يحدثنا أحد الفاعلين السياسيين بمليلية. غير أن سياسة صم الآذان أثرت سلبا على الأسر المغربية التي تشعر و كأنها تعيش يتيمة منعزلة .
يحكي لنا المصدر السابق بأن عددا من الشباب تركوا أعمالهم بمليلية ، مصدر رزقهم الوحيد بسبب مشاكل المعبر من جهة المغاربة و ليس الاسبان الذي لا يجدون معهم أية مشكلة في الدخول .. و قال » أعرف أنا أصدقائي طلقوا زوجاتهم بعدما رفضن الالتحاق بهم إلى الناظور بحيث يضطر إلى البقاء فيها هربا من جحيم الحدود التي تأخذ منه ساعتين .