البداية..
هذا أنا طفل أمشي في مناكب حبل الصرّة المبعوجة من الظهر.. أتوسّد المهد و في معصمي قطعة”حنتيت” و على صدري “لبانة”..أرضع “بزولة” الحليب من صدر “نيني يا مومو حتى يطيب عشانا” و أتجرع الزعتر مصهود بالحمى و دخان “فليو” يعميني و يدمع عيني و يخنقني و أبدأ أعطس..
و تركبني الذكرى..
غمّة تحبس نفسي لحم قديد منشور على السطح..معلق يابس بلا إيدام
أنا قبل أن أدخل المدرسة، قرأت عند “الطالب” و دبغت اللوح بالصلصال و حفظت بعض السور و كنت لا أخاف “الفلقة”..
حلاج صغير..
و كنت أتسلق عروش الكرم و أقطف العنب و التين و بالليل أحجية من حجر “حنّة يامنة” أرنو إليها و أصغي
“لونجة يا لونجة اطلقي سالف نطلع”
تلك أيام تداولتها..
تلك أيام خسرتها
تلك أيام فاتت من تحت الأقدام تجري
المكان..”حمام بوحجر”، مدينة في غرب الجزائر، تبعد عن “عين تموشنت” ب21 كلم، و عن “سيدي بلعباس” ب 45 كلم، و عن مدينة “وهران” ب 61 كلم
التاريخ..يوم سبت 27 ديسمبر 1975
الإسم..”السانبي جمال بن ميلود”
المهنة..تلميذ في الثانية المتوسطة
الجنحة..”مرّوكي”
الحكم..أوئدوه نحو شريط السلك؟؟..هكذا مجانا قرر “بومدين” دفني
“حمام بوحجر”..هنا كانت ولادتي.. و فيها كانت عقيقتي و ختاني و فيها تم زواج أبي بأمي
“حمام بوحجر” منها كانت بدايتي، و منها جاءت نهايتي و هذه كفي تحمل الخبر..ترفعه أمانة.. أمام التاريخ ..منذ أن ركبت الحافلة و في يدي محفظتي لم أبارحها قط
المبتدأ حرف جر
يتبع
Style simple, clair et captivant. Un goût prononcé du détail et des images émouvantes d’une enfance volée et écrasée par le plus grand fossoyeur: Houari Boumediene.