يقولون إن العملة الفاسدة تنجح دائما في طرد العملة الجيدة من السوق ، هذه القاعدة الإقتصادية تنطبق على العديد من المؤسسات والإدارات العمومية والشبه العمومية التي ينجح فيها المسؤولون الفاسدون والمرتشون في طرد العناصر الجيدة من صفوفها حتى يحلو لهم الجو لكي يعيثوا فيها فسادا ، وعندما تحاصر جيوب الفساد والجريمة فإنك تقطع لامحالة الإمدادات الحيوية عن جيوب الذين يحمون هذا النشاط ، وبالتالي تعرض نفسك لحملة منظمة من طرف عصابات منظمة لها جذور ممتدة في الإفساد والفساد داخل الإدارة التي هي دجاجة تبيض ذهبا بالنسبة إلى المرتشين والمفسدين والفاسدين ، فهل بمثل هذا التسيير العشوائي للمؤسسات ستنجح الأطر المغربية العودة إلى بلادها للدفع به إلى الأمام ؟ وهل سنقنعهم على القدوم ، بالإبقاء على مثل هؤلاء المسؤولين الجبناء عوض أن يجابهوا بالتهم التي توجه إليهم بالحجة والدليل يفضلون الانتقام من موظفيهم الصغار وابتزازهم في خبزهم وخبز أبنائهم لإشاعة أجواء الرعب ، حتى يستمروا في جلب ثدي الدولة بعيدا عن الأعين ؟
إن واقع الجماعات المحلية اليوم يهدد الديمقراطية المحلية الناشئة في المغرب في صميمها بفعل ممارسات بعض المنتخبين الذين يعتبرونها مجرد بقرة حلوب ، يسعون من خلالها إلى الإغتناء غير المشروع عبر أساليب تنهل من ممارسات عهد حاول المغرب أن يقطع معه منذ عقد وسنة ، لكن بعض العقليات المتخلفة والتي لاتنظر إلا إلى مصالحها الشخصية فقط ، لاترغب في مسايرة الركب والتغيير عبر مواكبة التغيرات الجذرية التي يشهدها مغرب محمد السادس في العديد من المجالات والجوانب ، باستثناء المجال السياسي والتدبير المحلي الذي لايساير مغرب التنمية البشرية والحكامة الرشيدة والذكاء الترابي ، بل يقف في محله دون حراك ويجر معه العديد من المجالات إلى الخلف بحكم الترابط ، وهل بمثل هذا النوع من البشر سيتقدم المغرب إلى الأمام ياترى ؟ .
في بلدي يصل مسؤولون سياسيون فاسدون إلى سن التقاعد ثم يبحثون عمن يتوسط لهم لكي يستمروا في مناصبهم سنوات طويلة أخرى ، وعوض أن يستمتعوا ببعض الذي نهبوه فيما تبقى لهم من حياة فإنهم يواصلون ممارسة هواية النهب والتمويه حتى يجدوا أنفسهم بين أسئلة منكر ونكير وياله من مصير ؟ .
والإستقالة هي أيضا من صميم الديمقراطية ، والبلد الذي لاتوجد فيه إستقالات كثيرة لايعتبر بلدا ديموقراطيا من وجهة نظر فقهاء القانون الدستوري ، فكل زعيم حزب ملك في حزبه إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ، فالدول التي تحترم نفسها وتسري فيها الديموقراطية يعتزل السياسيون في زمن مبكر حتى يتركوا مناصبهم لشباب أكثر موهبة ونشاطا ففي بلدي .
إن المسؤول المحنك هو الذي ترهلت أوداجه وصار منحى اظهر ، المغرب مغرب الشباب كما نعلم ومع ذلك يتشبت المسؤولون بكراسيهم الوثيرة كما يتشبت البرغوت بعرق دم ، ففي الوقت الذي يعاني فيه مئات الآلاف من الإحباط واليأس والحكرة يقابلهم مسؤولون كثيرون يجلسون على كراسي المسؤولية ولايجدون من يزحزهم منها حتى وان فشلوا في مهامهم .
وأمام هذا الواقع المخجل والمحزن والمخزي والمهين كيف نريد أن نزرع الأمل في كل هؤلاء الصغار الذين يستيقظون كل صباح يحلمون بمستقبله ينقدهم من الحاجة ، وكيف تقنع جيلا كاملا يتعرض للإقصاء والتهميش بان هناك تكافؤ للفرص .
أي تكافؤ وأي فرص حينما تجد شبابا رصيدهم الوحيد أسماء أجدادهم ” الخونة ” يتوارثون المناصب لمجرد قرابتهم الأسرية من فلان وعلان ، فيما دكاترة يستحقون التقدير والاحترام يفترشون الأرض ويلتحفون السماء أمام قبة البرلمان ويتعرضون لشتى أنواع القمع المخزني .. ؟
حينما ألاقي أطفالا صغارا يركضون نحو المدارس أتأملهم بأمل.. ففي داخلي إحساس قوي يحدثني دائما بان الوضع سيتغير وبأن المستقبل سيكون أفضل وبأن لكل وضع نهاية وهذا الوضع الشاذ قد طال ، ويوما ما ستشرق شمس هؤلاء العصافير لامحالة ..
إن المأساة الحقيقية هي أن هذه الحروب القذرة تشن ضدنا وضد أبنائنا بأموال ضرائبنا ، أمام صمت أحزابنا وجمعيات المجتمع المدني وقبائل المنتخبين .
واعلموا أن التاريخ الآن تاريخ المنتصرين ، لأن الذين يتحكمون في التاريخ هم المنتصرون . وتصبحون على وطن
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم. موافقاقرأ أكثر
Privacy & Cookies Policy
Privacy Overview
This website uses cookies to improve your experience while you navigate through the website. Out of these, the cookies that are categorized as necessary are stored on your browser as they are essential for the working of basic functionalities of the website. We also use third-party cookies that help us analyze and understand how you use this website. These cookies will be stored in your browser only with your consent. You also have the option to opt-out of these cookies. But opting out of some of these cookies may affect your browsing experience.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.
mabrouk
مبروك الموقع اتمنى لكم كل النجاح —شوراق—
makhaliti mangolo,dima anta kajibha fi 9o