عبد المجيد أمياي
حتى وقت قريب، كان الناس يعتقدون بأن حياة الخيام مقتصرة على البدو الرحل، لكن في تندرارة، التابعة لإقليم فكيك بوعرفة، والواقعة على بعد 200 كلم جنوب وجدة، حي على إمتداد البصر كله خيام.
سكان “حي الخيام”، في تندرارة، التي يبلغ تعداد سكانها أكثر من 15 ألف نسمة وفق أخر تعداد سكاني، منهم من هاجر قريته قبل سنين، ومنهم من هاجر قبل عقود، تاركين خلفهم حياة البادية ونشاط الكسب، لكن حياة البداوة لم تطلقهم، وظلت ملتصقة بهم، حتى أصبح بعضهم يتمنى الموت على الإستمرار في هذه الحياة القاسية، والتي تزيدها الظروف المناخية الصعبة قسوة.
كل ما يملك الناس هنا، خيمة مرقعة من كل الجنبات والجهات، لمنع تسرب مياه الأمطار والثلوج التي تهاطلت عليهم خلال الأسبوع الماضي بشكل منع حركتهم، وحرم أبناؤهم من مقاعد الدراسة.
تحت الخيمة، ينام الأولاد مع أبنائهم وفيها يأكلون ما يجود به القدر عليهم من أكل بسيط، وتحتها دائما يقضون أغلب أوقاتهم التي تطول مع برد النجود العليا القارس.
“هذا ما لدينا هذا الابريق نسخن فيه الماء، وهنا ينام الأبناء وننام نحن رغم أن فينا من لهم ابناء كبار يدرسون في الجامعة” تقول سيدة في عقدها الخامس من سكان الخيام ، مشيرة بيدها إلى ممتلكاتها البسيطة من أواني منزلية وأفرشة بسيطة في خيمتها المتهالكة.
ورغم أن هناك تجزئة مخصصة لإعادة إيواء هؤلاء المواطنين الذين قضوا سنوات من الضياع هنا، إلا ان مصادر مطلعة كشفت بأن صراعات سياسية حالت دون تمكنهم من ذلك، لتستمر حياة الخيمة إلى أن يشاء من يمسكون بهذا الملف.
الحياة القاسية في هذه الرقعة من البلاد، دفعت بالأطفال الذين دوت صرخاتهم الأولى في هذه الخيام، إلى التفكير والرغبة أكثر من أي وقت مضى على الانقطاع عن المدرسة والدراسة، بل إن كثيرا منهم انقطعوا وهاجروا حتى يضمنوا لعائلاتهم حياة أفضل من هذه الحياة.
التفكير في ترك مقاعد الدراسة، لم تمليه وفق تصريحات العديد من أوليائهم، بعد المدارس عنهم، أو لأنهم لا يرغبون في الدراسة، لكن ظروف العيش التي لا تمنحهم حتى فرصة مراجعة دروسهم تحت مصباح كهربائي دفعتهم إلى التفكير في الإنقطاع والجهر بذلك.
يطالب سكان الخيام، بضمان سكن يليق بهم ويحفظ كرامتهم، وينهي هذه الحياة التي طالت بهم، سكن يرتبط بالماء والكهرباء، وعمل يضمنون من خلاله قوت يومهم الذي تضرر بفعل الجفاف الذي تعاقب سنوات عدة على هذه الأرض، وأن ينظر المسؤولين في هذه البلاد بعين “أكثر عدلا” حتى يظفروا بنصيبهم من التنمية والعيش الكريم.
اعرف هذه المنطة جيدا وبالضبط مدينة تندرارة
لا يوجد في تندرارة اي شيء يوحي اليك بانك
في بلد يحترم كرامة الانسان