زايو سيتي.نت سعيد قدوري
“بشكيك” هي عاصمة قيرغيزستان. يفوق عدد سكانها مليون نسمة. تأسست عام 1878 كقلعة روسية باسم “بشكيك” بين العامين 1926 و 1991 عرفت باسم “فرونزة” على اسم القائد العسكري البلشفي، ميخائيل فرونزة. بالقرغيزية بشكيك هي الممخضة التي تستعمل لتخمير لبن الخيل ليصبح الشراب الوطني المسمى كوميس.
تقع مدينة “بشكيك” شمال قرغيزستان في الناحية الشمالية من سلسلة جبال ألاتو في منطقة تشوي على ارتفاع ألف متر عن سطح البحر، وتحيطها من جميع الجهات جبال شاهقة. وتبلغ مساحتها 127 كيلومترا مربعا، وأجواؤها مشمسة في أغلب الأوقات.
ورغم أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ قديم الزمان ومقرا لحضارات كثيرة، فإنها لا تزال فتية، فتاريخها يعود إلى نهاية القرن التاسع عشر، وتحتفظ بالملامح والسمات السوفياتية السابقة، كما تشتمل على العديد من المساحات الخضراء والمتنزهات العامة والحدائق المتنوعة.
يبلغ عدد السكان أكثر من مليون نسمة بحسب إحصاءات 2014، ويشكل المسلمون حوالي 70%، وتتوزع البقية على العرقيات الأخرى، فالروس 9%، والأوزبك 14.5%، بالإضافة إلى أقليات ضئيلة من التتر والإيغور والكزخ والأوكران.
خلال الحقبة السوفياتية كانت المدينة مقرا لعدد من المصانع، إلا أن معظمها تم إغلاقه أو يعمل بشكل جزئي. وكانت بشكيك مركزا سوفياتيا رئيسيا لتدريب الطيارين المقاتلين، ومن بين طلابها حسني مبارك الرئيس المصري المخلوع.
تعتبر بشكيك من أشهر المراكز الاقتصادية والثقافية والسياحية في البلاد، كما تعد واحدة من المدن الأكثر ملاءمة للعيش في آسيا الوسطى، وذلك لقدرتها على تحقيق التوازن بين الموروث التقليدي القديم والتطلعات العصرية الحديثة.
تتميز مدينة بيشكيك باحتوائها على العديد من الأبنية التاريخية والتراثية والحضارية التي يعود تاريخها إلى الحقبة السوفياتية، كما تحتفظ ببعض الأبنية الأثرية التي ترجع إلى عصر ما قبل الحكم السوفياتي.
وقد تم بناء عدد كبير من المنشآت الثقافية والميادين والساحات المنسوبة إلى الأبطال الذين قاموا بدور كبير في استقلال البلاد مثل ساحة علاء تو أو ميدان الحرية في وسط بيشكيك، بالإضافة إلى العديد من الميادين والساحات والنوافير المنتشرة في مدينة بشكيك.
ومن بين هذه المعالم السياحية والتاريخية التي توجد في مدينة بيشكيك متحف التاريخ الوطني، والجامع الكبير بوسط المدينة، وبجواره مبني الوقف الإسلامي.
وتضم بشكيك متاحف متعددة من بينها متحف الفن ويقع في شارع سوفيتسكيا 196، وتضم مسارح من بينها مسرح الدراما القرغيزي ومسرح الدراما الروسي.
وفي المدينة أكثر من 20 حديقة، من بينها حديقة كبيرة هي حديقة النباتات وفيها أكثر من 2500 نوع من الأشجار. وعلى إحدى التلال المشرفة على المدينة يوجد رفات الكاتب العظيم جنكيز أيتماتوف أحد كلاسيكيي الأدب العالمي.
يبدو التمازج الأوروبي الآسيوي واضحا في بشكيك، فالمعمار الأوروبي والجامعات الحديثة والشوارع العريضة المظللة بأشجار الزيزفون تعطي انطباعا عن مدينة مزدهرة يفوق عدد سكانها المليون.
وفي المدينة العديد من الميادين والساحات والنوافير، والتماثيل البرونزية التي تجسد أبطال الثورة في جمهورية قرغيزستان، مثل “ساحة أوك” التي يعود تاريخها إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، والتي صممت على نمط العمارة الروسية في القرن التاسع عشر، كما تضم هذه الساحة العديد من التماثيل المنحوتة التي صنعت على أيدي فنانين محليين.