محمد أمزيان
وجهان سياسيان بارزان في أراضي هولندا الواطئة، أحمد أبو طالب وخيرت فيلدرز. يتشابهان. يخضعان لحراسة مشددة منذ أكثر من عشر سنوات، “عدوهما” مشترك، مهددان بالقتل، مصدر تهديدهما مشترك، خطابهما متطابق في أمور عديدة تخص الهجرة والاندماج والتشدد الديني. ومع كل هذه القواسم المشتركة، فهما ليسا وجهين لعملة واحدة.
العمدة أحمد أبو طالب يختلف جذريا عن خيرت فيلدرز. هذا الأخير لن يكون موضوع هذا الحديث.
مع نهاية الأسبوع الماضي، وبينما كان أحمد أبو طالب يستعد للعشاء في أحد مطاعم روتردام، المدينة التي يرأس ابن آيت سيدال في الريف الشرقي حكومتها المصغرة، وقفت سيارة مرقمة ببلجيكا خلف سيارته مباشرة. وبما أن الأجواء غير الأجواء، والاحتياط واجب بعد أحداث باريس وكلمات أحمد أبو طالب الرافضة للإجرام باسم الدين، فإن الاحتياط أصبح أكثر من واجب. أُجلي أحمد أبو طالب بسرعة من المطعم من قِبل عناصر من الشرطة، بينما أحاطت فرقة أخرى بالسيارة المشبوهة لتفتيشها وتفكيك متفجراتها، إن كان فيها ما هو قابل للانفجار. لم تعثر الفرقة المدربة على شيء مشبوه، إلا أن الحادثة أبانت إلى أي حد أصبحت الأعصاب متوترة، والخوف أضحى سيدا بلا منازع. هل هذا هو بالضبط ما يهدف إليه الواقفون وراء الأعمال الإرهابية التي ضربت باريس وباماكو وبيروت ومدريد والدار البيضاء، وغيرها من العواصم؟
أحمد أبو طالب ليس غريبا عن قائمة التهديد، فقد أُهدر دمه منذ أن وجه أصابع الاتهام إلى من يعمل على “اختطاف” الإسلام ليقتلوا به الأبرياء. قال ذلك الكلام عقب اغتيال تيو فان غوغ في الثاني من نوفمبر 2004 على يد شاب هولندي من أصل مغربي يدعى محمد بوييري. منذ ذلك التاريخ والحراسة لصيقة به. مما قاله آنذاك في تجمع بأحد مساجد أمستردام مخاطبا المهاجرين، المسلمين منهم بالخصوص في ما معناه: من لم يعجبه العيش هنا فليحزم حقائبه ويرجع إلى بلده الأصلي. كلام اعتبره الكثير من أبناء المهاجرين مجاملة للهولنديين. بل حتى بعض الهولنديين المحسوبين على الأحزاب اليسارية المساندة لقضايا الهجرة والمهاجرين، عدوه كلاما قاسيا. غير أن أحمد أبو طالب لم يتراجع عن كلامه ذاك أبدا وجر عليه متاعب شخصية كثيرة لعل أخطرها فقدانه لحرية الحركة إلا مرفوقا بالحرسة الشخصية حتى حينما يقوم بزيارات خاطفة لبلده الأصلي المغرب.
أحمد أبو طالب الذي أصبح وزيرا قبل أن يتقدم لوظيفة العمودية في روتردام، المدينة التي أضحت عرين اليمين الشعبوي منذ أكثر من عقد من الزمن، لم يروض لسانه ليكون لينا عندما يتناول قضايا الهجرة والتطرف والإرهاب باسم الدين الإسلامي، وإنما زاد “تطرفا” ووضوحا أيضا. فهو لم يعد ذلك السياسي الذي يلوك الكلام ألف مرة قبل أن ينطق بجملة مطاطة عائمة وخشبية، بل يستخدم كلمات قاسية ومباشرة. “إذا لم يعجبك أن ترى رسامين ساخرين يصنعون جريدة، إذن اسمح لي أن أقول لك: فلتذهب إلى الجحيم”. كان يخاطب المسلمين عقب الهجوم على “شارلي إيبدو” في يناير من هذه السنة. كلام شديد وغير لبق في نظر الكثيرين، لكنه جاء على لسان مسلم لا شك أنه يتألم مما كان يحذر منه منذ أكثر من عشر سنوات حينما حذر من محاولات “اختطاف” الإسلام ودعا إلى ضرورة الحزم والصرامة ضد من يعتدي على “قيمنا الغربية”.
الآن يُحذر من جديد وبلغة لا تقبل التأويل: “آن الأوان لتصفية الحساب مع كل من التحق بتنظيم الدولة واجتثاثهم من الجذور”.
فهل تطرّفَ السيد العمدة أكثر؟ أم إنه ينطق باسم الأغلبية الصامتة من المسلمين؟
اسمحلي ان ازودك بنصيحة.
اذا اخترت في مشوارك الكتابة العمودية حاول ان تضهر لون كتابتك. الكتاب العموديون يحبون المجادلة والبوليميك وذلك بتقديم رايهم اولا وقبل كل شيئ. فمقالك يتصف بالخجولة نوعا ما. المتتبع لا يرى هنا اي داع للرد على مقالك في غياب اي تحدي ممكن.
ويتساءل بدوره ماهو رايك في ابو طالب? رغم ان هدفك هو مناقشة افكار ابو طالب وليس الشخص ابو طالب . في نفس الوقت اتساءل بدوري اذا لم تكن اعطيته اكثر من القيمة التي يستحقها. حيث انك اخترته كموضوع