من الأشياء التي تبقى عالقة في أذهاننا إلى الأبد خلال أيام الطفولة هي الأدوات المدرسية، فهل يمكن الإعتقاد بأن (ليوناردو دافينتشي) كان رساما ماهرا لو كانت له مثل أدواتي المدرسية، كالمعجون و الخشيبات وأقلام ملونة عند نجرها تتفتت لوحدها؟! طبعا لا..!الشيء الوحيد الذي تعلمته من علم الألوان هو أن الخلط بين اللونين الأحمر و الأصفر يعطي لنا اللون البرتقالي، والأصفر (زائد) الأزرق يعطي لنا الأخضر، لكن ما خيب أملي أنذاك هو أن علبة الملونات كان مكتوب عليها أنه يوجد بها أربعة و عشرون ملونا، لكن هذا كذب، لأن بالعلبة يوجد بها سوى ثلاثة و عشرون، و ملون أبيض في الحقيقة (مَاكَيْلَوَّنْشْ)، و أكبر كذبة في الأدوات المدرسية هي الممسحة (لاَڭُومْ) ذات اللونين الأحمر و الأزرق، فتقول الأسطورة بأن الطرف الأحمر يمسح قلم الرصاص والطرف الأزرق يستطيع مسح ( اسْتِيلُو)، فقد حاولت جاهدا مرات عديدة أن أطبق الأسطورة، لكن ما فعلته سوى تمزيق الدفتر من كثرة (الحَكَّانْ). الغريب في أيام الدراسة الإبتدائية هو أن هناك فرق إجتماعي، حيث كان دائما يوجد بيننا تلميذ لديه الأحسن و الأغلى من الأدوات، ففي قسمي كان واحد منهم، إسمه أمين، في وقت الإستراحة لا يأكل سوى (الپيتي سْويسْ) و(المَاضْلِينْ) ولا (يُذَوِّقُ ) ٱحدا، وأنا بجانبه آكل (مُورْصُو) خبز فيه زيت الزيتون و شيء من السكر أعدت والدتي و وضعته داخل محفظتي التي لا تملك حتى (لَبْزِيمْ) أما(السَّنْسْلَة) معطلة من كثرة (فْتَحْ و بَلَّعْ)… فقد كان أمين يجلس في المقعد الأول، و يبدأ في إخراج الأدوات من المحفظة المرسوم عليها (مِيكِي مَاوْسْ) فورا بعد سماع المعلم يأمرنا بذلك قائلا: (جَبْدُو الأدوات)، و أنا بجانبه فاتَحْ فمي في (ميكي ماوس)، أُخرج الأقلام و المنجرة الحديدية ذات الثقبتين، أضعهم بجانبي على الطاولة، وألقي نظرة في نفس الوقت إلى أمين لأراه يُخرج منجرته أيضا على شكل (ميكي ماوس) و ينظر إلي بإبتسامة صغيرة كأنه يقول لي:(كي جاتك المنجرة!)، بعد غيرتي أقول في نفسي: إنتظر لأريك مذا عندي…فأخرج قلما ذو أربعة ألوان، الأزرق ،الأخضر،الأحمر و (الأكحل)، لكن المفاجأة هي عندما أَخرج قلما به:ثمانية عشر لونا، و قال لي:أُوووفْ..عندي قلم كبير حتى أني لا أعرف أين سأضعه! أذكر يوما أتى إلى القسم بآخر(موضة) في عالم هندسة الأدوات المدرسية، مقلمة ذات الطابقين، مرت الحصة كاملة و أنا أفكر في ما يوجد في الطابق السفلي،لأن هذه المقلمة يوجد بداخلها كل شيء، من اللصاق المائي، قلم الرصاص (آشْ بِّ دُو)،الصباغة المائية،(سْكُوتْشْ)،البركار،الأقلام الملونة (الفِيلْتَرْ)التي حين كانت تجف يهديهم لي، لكني آخذهم إلى المنزل و أَصُبُّ عليهم (الخَلْ) فيعودوا مرة أخرى للعمل، وأدوات أخرى لا أعرف ما الفائدة منها، وأخرى لا تصلح لشيء، فالمهندسون أرادوا أن يخترعوا أداة يستعملها الصغار دون إصابتهم أو جرحهم، فصنعوا المقص الحديدي له (پُونْتَا) دائرية لا يقطع حتى الورق و نسوا بأن المسطرة أو المثلث (قاطَعْ) أكثر من المقص نفسه، أما “المِنْقَلَة” لا أعرف لما تصلح، فكنت أعتقد بأن إستخدامها سوى في رسم نصف الشمس على زاوية الورقة، لأن أمين(الرسام) كان يفعل ذلك، أنا شخصيا أعتقد بأن القضاء على مشكلة الفوارق الإجتماعية داخل المؤسسات، هو أن يكون للتلاميذ نفس الأدوات المدرسية لأن (الميكي ماوس) و الغيرة منه جعلني أغير مكان جلوسي من المقعد الأمامي إلى الخلفي وإلى الأبد… دق الجرس، (جَمْعُو) أدواتكم وإلى الحصة القادمة.
وصف دقيق رجعت 20 سنة للوراء ذكريات لا تنسى ايام الابتدائي
ااااااااااه على ايااااام لا تنسى
لكن حنا كان عندنا واحد امين بااااااسل ههههه
شكرا على الموضوع انه جميل
ولكن لدية الانتقادات فس جميع مواضعك التي بحكم قرائتي لها
وحتى مع عدم علمي باشياء كتيرة
ولا انكر انني احب قيامك في الكتابة
ولكن هدا لا يعني انني احببتوا جميع مواضعك
لاسباب كتيرة
واتمنى ان لا تنزعج من رائي
انه مجرد راي قارئ وممتتبع لمواضعك
واتمنى لك التوفيق
أنت إنسان مبدع ..وشخص ليس عاشق لوطنه فحسب، بل أنت إبن متيم بمدينتك زايو، وأيضا مرتبط بماضيك وطفولتك فخور أن أشاركك نفس المدينة والذكريات وكأنك تحكى بإسمك يا أستاذ عصام عنا نحن …شكرا لك واصل ولا تيأس مهما إنتقدوك فأنت ثمرة في شجرة جذورها عميقة وأغصانها عالية ..كتاباتك أكسوجين لا تحرمنا منها شكرا يا مبدع
أخي عصام في المرة المقبلة سأكتب بعض الذكريات التي لا زالت عالقة في ذهني حين كان أخوك الأكبر يدرس معي…
مسيرة موفقة أخي..ز
اسلوب بسيط ولكنه جذاب…تفادى التعبير بالدارجة اللهم اذا اقتضى الامر
السلام عليكم
لا يسعني إلا أشكر كل قرائي الأعزاء على المتابعة و الإعجاب، أما معلقي هذا العدد من حكايات من زايو ، لكم الشكر (مْضُوبَلْ)، وسام،محمد،خديجة،سناء، فؤاد ( شرف لي أن أقاسمك نفس المدينة)…
السي عطيل، أعرفك بهذا الإسم من خلال تعليقاتك المستمرة على حكاياتي، شكرا على الإستمرار،أتمنى أن أراك مجددا في الأعداد اللاحقة، قلت في تعليقك :تفادى التعبير بالدارجة اللهم اذا اقتضى الامر.
سأجيبك بحكاية ،
في المحطة بالناظور، كان هناك مجموعة من بائعي (الحريرة)، كل واحد بعربته، واحد نهار جا واحد السيد جديد كايبيع حتا هو لحريرة، حط حداهم ، الناس ذاقو حريرتو عجباتهم،حتا أنا كليت عندو و عجباتني،صافي ولاو عندو الكليان، واحد نهار سولتو شنو هو السر ديال لحريرة، الصراحة بنينة، قال؛ صحاب لحريرة لخرين قدام عليا، و كايديرو فيها لحم و العدس و الحمص بزاف، أنا حريرتي بسيطة مافيها لا لحم لا والو، غي العظام و شويا ديال الحمص و لكرافص، البنة في البساطة،هذا ما كان…
هذا ما أقول لك عطيل، القراء تعجبهم حريرتي لبساطتها ،هذا ما كان، أنا لست كاتبا و لا شاعرا و مفكرا ،غي كاندرير حازحاز مع الكتاب، و مع ذلك حكاياتي بنينة..
أما الدارجة، فكيف لي أن أقول باللغة العربية : (لَبْزِيمْ)؟ إن كنت تعرف ذلك.
أنا لا أكتب باللغة العربية الفصحى ليس جهلا مني، و إنما إخترت أسلوبي الشخصي. سهلا ، بسيطا، مضحكا، ساخرا، و واقعيا…
فكرتكم بالحريرة،هههههه رمضان مبارك سعيد للجميع
لا تبالي لما يقال اخي,واصل مسيرتك, لي كامل اليقين ان خطواتك تتسلق النجاح والتفوق,انار الله مسيرتك.
لقد صدقت عزيزي عصام فالبساطة, كما يقول المثل الانجليزي, ام الجمال…لذلك فحريرتك انت ايضا بنينة
raditna 20 3am lour ayam zina wasil 3amalak akhoya issam mawdou3 zwin fmotanawal ljami3 kolchi mafhoum.ma3andich 3arbiya f pc
سنبقى دائما نستمتع بمقالتك الشيقة البسيطة وهذا المقال هو جزء من سيرتك الطفولية أرجو أن تستمر في الحكاية فهي رائعة جدا و نحن في انتظار الجزء القادم بفارغ الصبر
تحياتي سي عصام