أوصدت الدكاكين السياسية أبوابها التي انتشرت كالفطر بأحياء مدينة زايو خلال انتخابات 2011 الماضية إلى إشعار آخر!
المرشحات و المرشحون الذين كانوا يمارسون “الاستجداء السياسي” تواروا عن الأنظار تاركين لنا الوعود و الإغراءات!
انتهى موسم “لالة الانتخابات”، لينطلق السباق نحو اقتسام كعكة الديمقراطية المغربية بأشكال جديدة في إطار تحالف ولو مع الشيطان”عدو الأمس” صديق اليوم!
وهنا بالضبط يبرز سؤال المشهد الحزبي بزايو وتنطرح علامات استفهام تحاول فهم آليات اشتغاله، و كيف يؤسس لحضوره واستمراره بالرغم من كل الرجات التي تعصف به في كل حين ؟وما طبيعة سلوكه الانتخابي باعتباره محددا أساسيا للحقل السياسي محليا؟
نحاول في هذا الموضوع قراءة المشهد الحزبي بزايو، ودراسة آليات اشتغال كل حزب على حدة. لكن قبل الغوص في هذا البحر لابد من التأكيد على أن اختيارنا ركوب أمواجه نابع من غيرتنا على مدينة تأججت فيها الصراعات الشخصية، فصارت عنوانا لتدافع سياسي فوت على المدينة فرصا للرقي و الازدهار.
ونحن ننبش في هذا الموضوع، اكتشفنا أن هناك عوامل مشتركة بين كل المكونات الحزبية المحلية ساهمت بشتى الطرق في هذا المشهد الحزبي الهجين واللامفهوم. وبالرجوع قليلا إلى الوراء نفهم كيف تكونت الأحزاب محليا، من خلال مؤتمرات مشوهة تحضر فيها الزاوياتية كآلية اشتغال مركزية، كل ذلك في ظل أغلبية ساحقة لا تعترف بالعمل الحزبي إطلاقا، وأقلية متحزبة يحضر عندها الهاجس الانتخابي بنسبة مائة بالمائة.
للإشارة؛ لم نغير مقدمة المقال السابق، حتى يسري ما قلناه سابقا فيها على ما سنأتي عليه من أحزاب في هذا الجزء الثاني، لاسيما وأننا أتهمنا بمحاباة أحزاب دون أخرى، وقيل فينا ما لم يقله مالك في الخمر، وألبسنا ثوب الخيانة ما يكفي لشنقنا بساحة الرتبي أمام الملأ. لكننا نؤكد أننا ماضون في فلسفتنا الرامية إلى مراقبة الشأن العام، واقفون على نفس المسافة من جميع الأطراف.
اليسار الاشتراكي الموحد: دينامية الفعل النقابي و الحقوقي طغت على السياسي:
يعتبر اليسار الاشتراكي الموحد، الوريث الأساسي لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي، سليل عائلتي إلى الأمام و 23 مارس، عرف النور عام 2002 على المستوى الوطني وكذا المحلي، جاء ميلاده تتويجا لسلسلة من المحاولات لتوحيد مكونات اليسار بالمغرب. لكن الملاحظ على المستوى المحلي أن التوحيد لم يزده إلا تشرذما، ولم تنفع معه محاولاته الانفتاح على فعاليات شبابية لتحقيق النجاح.
فمن المسئول عن جعل اليسار الاشتراكي الموحد بلا امتداد جماهيري محليا؟
يعزي البعض الأمر إلى العقلية الستالينية التحكمية لزعيم الحزب الحالي محليا، فهو الكاتب المحلي والرئيس الأزلي للذراع الحقوقية والنقابية للحزب –نقابيا إلى غاية2014-، مما أفقد المناضلين الطموح اللازم للسير قدما في مشروع سياسي يرجى منه الكثير. فكيف يمكن النجاح و المهام تتعدد؟
لم يعرف اليسار الاشتراكي الموحد منذ التأسيس إلى اليوم، تغيير رأس الهرم، ولم يشهد التدافع السياسي اللازم لانبثاق جيل جديد من شأنه ضخ دماء جديدة في شرايين الحزب. مما جعل هذا الأخير مجرد قاعدة سياسية جامدة لثلة من النقابيين و الحقوقيين، الأكثر من ذلك؛ تكاد تنعدم أنشطة الحزب محليا، باستثناء بعض المشاركات في مؤتمرات وندوات ولقاءات على المستوى الوطني، وهو غير كاف لحزب رأسماله الامتداد الجماهيري، وقوته التعبئة والانفتاح على الناس.
قد يكون الاستثناء مما سبق، أوائل القرن الحالي، إذ عرف الحزب تململا انتخابيا كسر الجمود المعهود، من خلال ترشح فعاليات سياسية محلية بشعار “الشمعة”، فأعطى الحزب مقعدين بالبلدية، وهو ما لم يكن يحلم به من قبل، لكن إشعاع هذه “الشمعة” سرعان ما سيخفت، جراء هجرة جماعية غير مسبوقة، قادها من التحقوا سنة 2002 بالاشتراكي الموحد، معللين “هروبهم” بالتحكم الستاليني للكاتب المحلي في دواليب الحزب.
مقاطعة اليسار الاشتراكي الموحد لدستور 2011، وكذا تشريعيات نفس السنة، نفض النقع عن جمود عرفه الحزب لما يقارب العقد، وسمح لمناضليه بإظهار مواقف تبرز معدنهم الحقيقي. ف”السي أحمد” يشهد له بالثبات على المواقف سياسيا، لكن قبضته الحديدية للحزب قد تساهم في تكسير شوكة هذا الكيان السياسي، وتدفعه إلى الإفلاس.
غير أن الأيام الأخيرة حملت لنا أخبارا برحيل الكاتب المحلي لليسار الاشتراكي الموحد عن المنطقة، ترى كيف سيكون الحال من بعده، و هو الذي راكم من التجربة ما يكفي للمحافظة على وحدة الحزب؟
التقدم و الاشتراكية: مروا من هنا !!
قد يبدو العنوان غريبا، لكنه تشبيه أقرب إلى الصواب، فقدر حزب علي يعتة محليا أن يؤسس بأشخاص عابرين لزايو، لا يستقر بهم المقام هنا، و النتيجة واضحة؛ زوال الحزب بزوال هؤلاء من زايو. فتزعم الأستاذ بومدين لقائمة مؤسسي الحزب الشيوعي المغربي سابقا أو التقدم والاشتراكية حاليا، في فترة اعتبرت خلالها التقدمية سبيلا لتخليص الشعوب من البطالة والتهميش، جعل الحزب ملجأ لنخبة من شباب المدينة المثقفين، فافتتح مقر للحزب وسط زايو وتناسلت معه طلبات الانخراط.
لكن مدينة كزايو، تحالفت فيها عوامل الفساد بشتى أنواعه، جعلت الأمر عسيرا على هؤلاء للمضي قدما في مشروع تقدمي يساري، فالآفاق مسدودة، والرؤيا غير واضحة، ليتوقف الإبحار عند محطة مغادرة الأستاذ بومدين لزايو، تلاها إغلاق المقر.
حاول رفاق نبيل بن عبد الله مؤخرا لم الشتات محليا، من خلال تأسيس شبيبة تقدمية، لكن الخطأ تكرر؛ كاتب محلي عابر للمدينة، وكأن قدر التقدم و الاشتراكية حكم عليه بأن يكون ظهرا يمتطيه أشخاص همهم التدرج مركزيا على حساب مدينة جعلها الساسة بقرة حلوبا ومصدرا لمراكمة الثروة والجاه.
تأسست الشبيبة التقدمية، ليتزعمها الأستاذ رشيد، وغادرها صوب بلدته قبل أن تفطم، فحصل المتوقع؛ الشتات الأكبر، فحتى شباب المدينة الذين كانوا يحملون لواء التقدم والاشتراكية، انصهر بعضهم داخل أحزاب أخرى، معلنين الفشل وموت الحزب محليا.
يعتبر التقدم والاشتراكية من أقدم الأحزاب الوطنية، إن لم نقل أقدمها على الإطلاق، فهو الذي تأسس قبل نيل الاستقلال، تحت مسمى “الحزب الشيوعي المغربي”، وعبر التاريخ تغير إسم الحزب ليصبح “حزب التحرر والاشتراكية”، ثم “التقدم والاشتراكية”، ومع تغيير الحزب تغير شكل واديولوجية الحزب، ليتم التخفيف من حدة الخطاب الاشتراكي التقدمي حتى يواكب التغيرات التي شهدتها الساحة السياسية بالمغرب، لكن سنة 1995 ستعرف التحول الاكبر، إذ سيتم التخلي مطلقا عن النهج الشيوعي، ليكلل كل ذلك بتحالف مع العدالة والتنمية الإسلامي سنة 2011، وهو ما كان محرما سابقا لدى رفاق إسماعيل العلوي. ليبقى السؤال مطروحا؛ بعد كل هذه التحولات داخل التقدم والاشتراكية، هل يهب شباب زايو لتأسيس نواة للحزب أم حكم عليه من سبقوهم بالإعدام؟
التجمع الوطني للأحرار: من بديل مفترض إلى نكرة في الساحة:
لطالما اعتبر التجمع الوطني للأحرار حصانا أسودا بزايو منذ تأسيسه سنة 2011 إلى غاية انتخابات 2009 المحلية، ولطالما رأى فيه ساكنة زايو من قبل بديلا حقيقيا لسنوات سياسية عجاف عرفتها المدينة، فاعتبر هذا الكيان الحزبي محليا جديرا بالانخراط، لما تميز به من خصال نضالية تقدمية تتنافى وتاريخ الحزب وطنيا ومواقفه.
فمن شبيبة استثنائية سنة 2002، مرورا بانتخابات 2003 المحلية المثمرة، وصولا إلى نجاح باهر سنة 2009 التي عرفت توافد أطر محلية، ساهمت في إعطاء قوة إضافية للحزب، كلها نجاحات لحزب حديث الولادة، غير أن هذا الأخير عرف في السنوات الأخيرة تقهقرا مخيفا، يكاد ينعدم اسمه من الساحة، حتى تحول مقر الحزب لمستودع سلع لدكان مجاور.
يبقى السؤال الملح؛ من المسئول عن هذه الوضعية/الكارثة؟
يذهب أغلب المهتمين بالشأن الحزبي محليا إلى أن الحزب زاغ عن المسار الذي رسمه التجمعيون محليا، فمن خلال جملة من المواقف والتحركات، أظهر “الأحرار” أنهم لم يعودوا كما بدؤوا، بل أصبحوا باحثين عن ود حزب الاستقلال وراجين شفاعته، متناسين تهديد هذا الأخير لزعيمهم بالسجن، وإلصاق تهمة اختلاس أموال سوكرافور به، ووصفه بالمهرب، كل ذلك لم يمنع أحد مستشاري “الأحرار” من وصف زعيم حزب الاستقلال بالرجل الذي خدم المدينة لأربعين سنة، كلها عطاء وتنمية.
ما الذي دفع التجمعيين لتقديم صكوك الطاعة والولاء ل”عدو الأمس”؟ وما الذي جعل “الاستقلاليين” يقبلون توبة “الأحرار”؟
للإجابة عن هذين السؤالين لابد من الرجوع إلى الاستحقاقات التشريعية لسنة 2011، فكارثية الحصيلة جعلت الغريقين يتشبثان ببعضهما البعض، إذ خسر “الاستقلال” مقعده النيابي لصالح مرشح شاب من الحركة الشعبية، ولو أن المنافسة كانت رباعية، أما التجمعيون فتجرعوا مرارة هزالة النتيجة التي لم تتعدى المائتي صوت بالمدينة، معلنين تحالف غريقين لعل النتيجة تتحسن.
سنة 2011 لم تكن كارثية على مستوى النتائج فقط بالنسبة للأحرار، بل انشقاق كبير عرفه الحزب ذات العام، بخروج مجموعة من التجمعيين بحثا عن ملاذ آخر أكثر ديمقراطية، معلنين رفضهم استئثار شخص واحد بكل شيء، إذ لا يعقل حسبهم أن يكون الكاتب المحلي ممثلا للحزب في كل ما أمكن الترشح إليه، فهو المرشح للبرلمان والبلدية والغرفة والمجلسين الإقليمي والجهوي …
يبقى الطموح أمرا مشروعا في حدود المعقول، لكن إن زاد على حده انقلب إلى ضده، فلم يتبقى من الحزب غير بضعة مستشارين، فلا شبيبة بقيت، ولا فريق قادر على المنافسة.
كل ما سبق ذكره، حكم على الحزب بالموت كلينيكيا، وأنذر بأفق مظلم، يعد بانصهار التجمعيين مع كل من أصبح فائزا.
المؤتمر الوطني الاتحادي: نقابيون، حقوقيون أم ساسة!!
يمثل واقع هذا الحزب أمرين جديرين بالاهتمام، أولهما مكانته في الحركة النقابية العمالية، حيث أن كافة كوادره تقريبا و الأغلبية الساحقة من منخرطيه، أعضاء بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل. وثانيهما كونه مكون أساسي من مكونات “تحالف اليسار الديمقراطي” الذي يشكل قطبا لليسار غير الحكومي، في ظرفنا المطبوع بشلل شبه تام لهذا اليسار.
واقع الحزب على المستوى الوطني ينطبق على ما هو محلي، مع إضافة تداخل الحقوقي مع السياسي والنقابي، مما حكم على الحزب بشلل شبه تام، إذ لا يمكن التحرك إلا مراعاة لإستراتيجية النقابة أو الهيئة الحقوقية، فتم تكريس ظاهرة التلازم ما بين النقابي والسياسي، التي تشكل إحدى الخصوصيات التي ارتبطت بالعالم المتخلف خلال سنوات السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي.
هذا التلاحم ما بين السياسي والنقابي والحقوقي، الذي يميز الإخوة داخل المؤتمر الوطني الاتحادي في مدينة زايو، يظهر بجلاء مع تصفح لائحة أعضاء مكتب هذه الإطارات الثلاث، حيث تبادل المهام فقط، بنفس الأشخاص.
لابد لنا أن نطرح سؤالا محوريا في هذا الباب؛ ما مدى تأثير هذا التداخل على حزب المؤتمر الوطني الاتحادي محليا؟
مع غياب شبه كلي لأنشطة الحزب، ومع اقتصار مجال نشاط “مناضلي” المؤتمر على النقابي والحقوقي، أصبح هذين المجالين الأخيرين الوحيدين الكفيلين بتقييم أداء رفاق المؤتمر الوطني سياسيا، فمع كل تحرك نقابي أو حقوقي يتم التنقيط للسياسي. هنا نعيد صياغة السؤال الذي طرحناه آنفا؛ ما مدى تأثير هذا الإسقاط على الحزب محليا؟
يتسم العمل النقابي بالمغرب بالنفاق و اللامصداقية، لما ميزه من حربائية وصولية، واقع يفضل نقابيون كثيرون السكوت عنه، كل لغايته، منهم من يسعى لنيل قسط من المنافع، فتراه لأجل ذلك يجاري الفساد والمفسدين داخل المنظمات النقابية، ومنهم من يعتقد أن في صمته احتماء من بطش البيروقراطية وحفاظ على منافع خاصة. فما من مناضل داخل النقابات المغربية، بلا استثناء، إلا وبعلمه حالة من الفساد والمتاجرة بالنضالات والتواطؤ مع أرباب العمل، فأصبحت بذلك أدوات النضال التي ضحى من أجل بنائها الرواد، وسائل لتحقيق مآرب شخصية لحفنة من الوصوليين.
ليست الظاهرة النقابية ولا الحقوقية موضع نقاشنا اليوم، لكنها سبيل لتقييم أداء رفاق عبد السلام العزيز، لاقتصار حركيتهم على النقابي والحقوقي، ومع ما ذكرناه من أخطاء سابقة، أصبح تنقيط “المؤتمر” ضعيفا جدا.
ففي مدينة صغيرة كزايو، يعرف أفرادها بعضهم البعض، يصعب كثيرا تلميع صورتك إن دنست بأخطاء سابقة، سيما إن كانت الأخطاء سياسية، نقابية أو حقوقية.
لا نريد الدخول في تفاصيل أكثر عمقا في هذا الباب، ليس افتقادا لجرأة لازمة، ولا مجاملة لأصدقاء أعزهم، بل لاقتصار تحليلنا على السياسي فقط دون النقابي والحقوقي، رغم تسليمنا بتأثير هذا على ذاك.
لم يجسد المؤتمر الوطني الاتحادي في سلوكه السياسي ما يدل على تميز خطه النضالي محليا، بل الأكثر من ذلك، قد نجد أحزاب وصفت بالإدارية، كالحركة الشعبية، أكثر معارضة وحضورا في الساحة من “المؤتمر” الذي يصفه مناضلوه بالحزب التقدمي الديموقراطي. فأصبح الكثير من أبناء مدينة زايو لا يعرفون هذا الحزب و لا يسمعون عنه.
لم يحمل المؤتمر التجديدي الأخير أي جديد على مستوى التركيبة، فالكونفدراليون وأعضاء الهيئة المغربية لحقوق الإنسان هم من أثثوا المشهد الجديد، في إعادة لأخطاء سابقة حكمت على الحزب بالجمود.
إن صار الوضع هكذا، يمكننا القول ان المؤتمر الوطني الاتحادي يمكن أن يكون أي شيء، إلا أن يكون حزبا.
النهضة والفضيلة: هل مات الحزب بوفاة القرمودي
من المجحف الحكم على حزب لم يبدأ بعد خطواته الأولى في عالم السياسة محليا، لكن من الممكن تقييم بداياته الأولى، فكما قلنا في مقدمة هذا المقال: “مع النشأة يفتضح أمر المسار”.
وضعت اللبنات الأولى لهذا الحزب محليا، من قبل شباب، انشق أغلبهم عن شبيبة حزب الاستقلال، وتزعمهم مصطفى القرمودي رحمه الله، فكانت أولى خطوات “التسويق السياسي” فتح معركة مع زعيم حزب الاستقلال محليا، أسفرت عن دخول ردهات المحاكم، متهمين ومشتكين في الآن ذاته، لتنتهي بالنطق ببراءتهم، وهو ما استثمروه لصالحهم، معلنين انتصارهم على رجل متنفذ في المدينة حسبهم، تلا ذلك خرجات إعلامية، عبر مواقع إلكترونية محلية، معلنين من خلالها رفع التحدي في مدينة اعتبرت فيها سلطة المال والقرار رأسمال حقيقي للنجاح السياسي.
دينامية مصطفى القرمودي وحيويته، ساهمت إلى حد بعيد في إعطاء الإشعاع اللازم لحزب صغير، كيف لا والرجل أفنى زهرة شبابه تواقا للتغيير والنجاح، ليس ذلك فحسب، فالشاب مصطفى اجتمعت فيه خصال النبل والتكوين المعرفي، مما جعله يتوفر على الكاريزما اللازمة للسير قدما في مشروع حزبي طموح.
لكن الأقدار في كثير من الأحيان تأتي بغير المتوقع، إذ رحل مصطفى القرمودي إلى دار البقاء، مخلفا حزنا عميقا لدى زملائه وخصومه السياسيين على حد سواء، فاعتبرت وفاته خسارة لمدينة بكاملها، فهو الوحيد بزايو الذي شارك في وضع الأرضية المذهبية لحزبه، وشارك في عدة مناظرات عالمية مع عدة فرقاء “سياسيين ودينيين”. وهنا ينطرح سؤال أساسي؛ ما تأثير رحيل القرمودي عن مسار الحزب محليا؟
لم ييأس رفاق درب الفقيد من بعده، رغم ما كان يمثله بالنسبة إليهم، فاستمروا على ما عاهدوا بعضهم البعض عليه، متمين إشعاع “الشمس”، لكن افتقادهم للقرمودي بدا واضحا، فمن يعوض ديناميته؟ ومن غيره يستطيع التنظير لحزب بأدبيات إسلامية؟ وهذا ما يجد تفسيره في الجمود الذي عرفته اللجنة التحضيرية للحزب بعد وفاة مصطفى رحمه الله.
غير أن الأيام الأخيرة حملت لنا الجديد، بإعلان اللجنة التحضيرية عن انطلاق أشغال المؤتمر الأول التأسيسي، مؤتمر أبان من خلاله “النهضويون” عن أخذهم من ميزات الفقيد الكثير، فأعدوا العدة لاستقبال ضيوف خاصين، تقدمهم المعتقل السياسي السابق “أبو حفص”، وسط حضور هام لأبناء المدينة، فكان التأسيس حدثا بامتياز.
لكن ما بعد التأسيس؟ هل لمناضلي النهضة والفضيلة، الإمكانيات اللازمة للمضي قدما بحزب ذو أدبيات إسلامية؟ وهل يملكون طاقة الشحن الضرورية لدخول معترك سياسي مليء بالألغام؟ وهل أجادوا اختيار توليفة بشرية برصيد شعبي هام؟ أسئلة كثيرة نطرحها الآن، لكننا ننتظر الجواب بعد حين.
ها نحن قد استوفينا وعدنا بالخوض في كافة الأحزاب المشكلة للمشهد الحزبي بزايو، وها نحن قد أبحرنا فيما اتهمنا فيه البعض بأننا لن نستطيع عليه حولا.
بعد كتابتنا للمقال الأول، وصفنا بأبشع الأوصاف، واتهمنا بما يصل حد الجرم، ونتوقع المزيد في هذا المقال الثاني، لكننا عازمون على السير إلى الأمام، حاملين رسائلنا إلى العموم، والتي فحواها: “مراقبة الأشخاص العامة، التي تسير الشأن العام، أو تنشط فيه”.
نهايات أو بدايات كارثية تجسدها دكاكين سياسية موحدة إلى حين انطلاق حروب انتخابية جديدة، وقيادات سياسية بدون جماهيرية، ومسافات ضوئية بين الخطاب والممارسة، وموت كارثي للاختيارات الاديولوجية، وارتماء باذخ في النعيم المخزني!! إنها مؤشرات الإفلاس السياسي الذي داهم المشهد الحزبي المحلي. والتي يصير معها الأفق مظلما.
إن ثقافة القطيع والمباركة من أبرز سمات الحقل الحزبي محليا، لكن بالرغم من ذلك، يظل سؤال الأفق في شقه الإيجابي مفتوحا على الزمن المختلف الذي يستعيد فيه المشهد الحزبي عافيته وفعاليته السياسية.
الأحزاب السياسية بمدينة زايو: غياب للأنشطة وسيادة عقلية الشيخ المقدس – الجزء الأول-
سعيد قدوري اكبرحقود على الطيبي وهدا معروف من زمان ولكن القافلة تمشي وهو يبقى……… سبحان الله
لم تتكلم عن العدل والاحسان لماذا
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الفاضل قرأة الموضوع الأول والثاني ولاحظت مجموعة من الاخطاء انا لن اتهمك بشيء لاكن أريد أن اصحح معلوماتكم فيما يخص الشبيبة الاستقلالية فالمرحوم الأخ والصديق مصطفى قرمودي لم يكن يوما عضوا في الشبيبة الاستقلالية بل كان عضوا في لجنتها التحضيرية وانسحب منها علی أثر خلافات كانت في ذاك الوقت وعلى اثرها لم يحضر يوم المؤتمر علی كل حال ما أثرته في الصميم واحييك علی ثباتكم علی موقفكم فقد دارت بيني وبينك ذات ليلة نقاش في نفس الوضع وكنت تدافع بشدة علی حزبك التجمع الوطني للأحرار وانا أدافع عن عدوك اللدود حينها قلت لك ان في المغرب كل الأحزاب سواسية وان مفهوم السياسة في بلدنا هي مجموعة من الأكاذيب ومصلحتي أين وها انت اليوم تعقب علی حزبك لمذا وضع يده في يد عدوك سياسة يا أخي سياسة من نوع بلدتنا حين يتحالف عدوك ويسر كل الوسائل للإطاحة بك فكل الوسائل مقبولة فأنا أرحب بهذا التحالف وأفضله علی شراء الذمم
…لماذا لم تترق لحكم حزب الاستقلال الكارثي ، ولامين حزب الحركي المخفي اين اختفى…؟
أود أن أعقب على المتتبع الذي قال بأن سعيد قدوري أكبر حقود على الطيبي،أقول لك أخي ماذا قدم الطيبي لهذه المدينة؟بل حتى الحزب الذي يمثله،ماذا قدم للمغرب والمغاربة منذ الإستقلال إلى الآن.نعم الطيبي يضرب به المثل في الكلام الديماغوجي والمعاملة الغيراللائقة بإنسان مثالي.و الوقت قد آن لرحيله.
موضوع تعمه الاخطاءوالمغالطات لم تعودنا البوابة الالكترونية على مثل هذ المهازل
اذا كنا نحاسب اشخاصا سياسيين ففي بلدتنا ينعدم الساسة واذا كنا نتحدث عن إطارات منظمة ومهيكلة تسير وفق برامج مسطرة تهدف بالاساس الى مصلحة المواطن وهذا ما يغيب عن مدينتنا فيجب ان نترك الاشخاص ، كمحايد ارى ان الكل يريد الركوب عن الحدث واستغلال كل ما يمكن استغلاله من اجل الاطاحة بالآخر حتى وان خلفت ضحايا ابرياء ، الاحزاب السياسية تتغير مبادئها باختلاف المواقف والمصالح وبذلك لا يمكن ان يقاس عليها فرئيس مجلس منتخب ينتمي للون معين يقدم اداءا رائعا وبالمقابل رئيس آخر وبنفس اللون لا يشرف بتاتا وهنا يطرح سؤال التمثيليات وسوء الاختيار سواء من طرف المسؤولين على منح التزكيات ولا الناخبين وكيفية اعطاء الاصوات ، اعتقد بانه يجب اعدادة النظر في المنظومة السياسية المغربية وعلاقة الاحزاب السياسية بالمواطن المغربي ، والزامية الاحزاب على احترام برامجها الانتخابية التي اصبحت عبارة عن برامج غير حقيقية ووهمية يراد منها تضليل الناخب المغربي ، على مستوى مدينة زايو مقرات الاحزاب مقفلة في انتظار الاستحقاقات ، فروع تخلت عن دورها التكويني والتنشيطي وتفرغت للصراعات الضيقة التي لا تخدم مصلحة المدينة ، نحن نريد تصورات تشاركية لكل التمثيليات بالمدينة في كيفية حل مشاكلنا اليومية اما صراعكم الشخصي فلا يزيدنا الا كرها فيكم وفي انحطاط مستواكم السياسي
رجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه،
ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.
من خلال كل هذه الحالات و الظواهر التي تميز المقاولة السياسية المغربية , تصبح ملامح النخبة الحزبية مفتوحة على الاعطاب التي تفقد الفعل الحزبي من محتواه التغييري وتجعله مجردا من ابعاده المواطناتية و الديموقراطية , فالنخبة الحزبية بالمغرب لديها مجموعة من القواسم المشتركة و التي نكاد نصادفها في مختلف الاحزاب و بدرجات متشابهة لا متفاوتة , فالتقدم في السن يعد من ابرز هذه القواسم , ذلك ان الغالبية العظمى من مسيري الاحزاب السياسية تتجاوز اعمارهم خمسين سنة , و اغلبهم قدم الى العمل السياسي من رحم العمل الوطني خلال مرحلة الاستعمار , و بسبب هذا المعطى يستمر التكريس التاريخي للزعمات , ويتواصل الاستثمار الجيد للذاكرة السياسية في سبيل تحصين الزعامة وتمديدها ضدا في منطق دوران النخب و تفعيل التناوب , فاغلب رؤساء الاحزاب و اغلب اعضاء المكاتب التنفيذية المتحكمة في دواليب الممارسة السياسية هم من كبار السن , اما الشباب الذين يتم التبجح دوما بضرورة ادماجهم في النسيج الحزبي فلا نكاد نجدهم الا كمؤثثات ثانوية لتلميع الصورة و شرعنة الاستمرارية .
ومن جهة ثانية يمكن القول بان النخب الحزبية و في جانب مهم منها لا تعبر عن الالتزام الايديولوجي و تكشف تحركاتها نوعا من الفقر السياسي و الافتقار الى المبادرة و الابداع الحزبي , فالحدود الايديولوجية تظل غير ذات معنى في الساحة السياسية ,والانتقال من حزب الى اخر لا يمكن ان تنجم اية ازمة سياسية , الشيئ الذي يجعل من الترحال الحزبي عند كل دخول سياسي الحدث الابرز , و الواقع ان غياب او هشاشة الالتزام الايديولوجي للنخب يعود بالاساس الى غياب الخط الاديولوجي الواضح للاحزاب ذاتها , الشئ الذي يؤدي فعلا الى اضعافها و تحجيم ادوارها المجتمعية , ويفقد ايضا فعالية نخبها وتجريدها من المصداقية و الجراة في مواجهة اسئلة المواطن املحة.
اذن هي نهايات او بدايات كارثية تجسدها دكاكين سياسية موصدة الى حين انطلاق حروب انتخابية جديدة , وقيادات سياسية بدون قواعد جماهيرية , ومسافات ضوئية بين الخطاب و الممارسة , و موت كارثي للاختيارات الايديولوجية , انها مؤشرات الافلاس السياسي الذي داهم المشهد الحزبي , لكن بالرغم من ذلك يظل سؤال الافق في شقه الايجابي مفتوحا على الزمن المختلف الذي يستعيد فيه المشهد الحزبي عافيته و فعاليته السياسية .
تساهم الأحزاب السياسية في توعية المواطنين وتمثيلهم، بهدف تحديد توجهات السياسة الوطنية، وتعميق الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي لدى المواطنين.ولكن فاش نتقوا دب زايو مبقاش ككان
ان هذه الفئة من السياسيين والمثقفين تتصف بالجبن والكذب، فهم لا يملكون الجرأة في التأشير والاعتراف بممارساتهم السياسية الخاطئة، لأنهم يخشون من ان يفقدوا المواقع التي احتلوها بمنة من المواطنين، وهم في الغالب من غير المؤهلين علميا ومسلكيا، أما صفة الكذب فأنها ناجمة عن عدم قدرة هذه الفئة من أداء دور مستقل، فكل فرد فيها يعلم أن صناعة القرار لديه مرهونة بيد أطراف أخرى، لها دور في استمرارية وجوده في هذا الموقع او ذاك.
مجهود يذكر و يشكر، نتمنى من زايوسيتي.نت السير على هذا النهج المتمثل في جودة المواضيع التي تعطي قيمة إعلامية للموقع..
المشهد السياسي بمدينة زايو لا أعتقد أنه يرقى لأن يحلل علميا لأنه لا يرتبط إطلاقا بالممارسة السياسية السليمة، بل يرتبط فقط بالاستحقاقات.. لذلك لايمكن أن نوظف التحليا العلمي كما فعل الكاتن.. أعتقد أنه يعطي قيمة أكثر لأناس لا يستحقونها..
على العموم، نثمن هذا المقال وبالتوفيق لزايوسيتي..
ايها البريء من السياسة ،كيف لك ان تدعي البراءة من السياسة وردك بكل حمولته السياسيةالواقعية و تحليلك المنطقي ، لا يمكن أن يصدر الا من رحم سياسي محنك . فعلا هذه هي حقيقة واقعنا السياسي في مدينتنا ،مصالح ومصالح و مصالح ،نبذ للتكوين و التأطير الحزبي تكريس للجهل وتغييب لأهداف الاستحقاقات الانتخابية اذكاء لنار الصعبية تهييج للحقدو عدم الاعتراف بالآخر صراعات شخصية بغطاء سياسي انه الافلاس السياسي الحقيقي بمدينتها وهذا يزيد من كرهنا لكم يا ساسة مدينتنا .
Trop de bla bla les gars, vous vous fatiguez pour des sujets qui ne méritent pas trop d’usure.
نتمنا التوفيق للاستاذ سعيد قدوري في مشواره الاعلامي والسياسي و نود منه ان يدخل غمار الانتخابات ليكون مدافعا عن هموم الساكنة من داخل المجلس البلدي