لا أحد ينكر ما تعيشه الأسر المغربية من حالة طوارئ كلما هل موسم الامتحانات الإشهادية الذي يحمل معه التوتر و القلق و الاضطراب و القلاقل الزوجية بتحميل كل طرف مسؤولية الفشل و التتبع للطرف الثاني ، أو برمي الكرة في ملعب المدرسة التي صودق على فشلها بالإجماع .
فهل حقا تعتبر الامتحانات في حد ذاتها هي مصدر هذا الانزعاج و القلق بطريقتها التقليدية و ما تحمله من تضخيم و تفخيم و تجعل منها شبحا ووهما في خيال متعلمينا يرعبهم و يشتت أفكارهم ، و ما تحمل بداخلها من تناقضات المنظومة التربوية و سياستها العرجاء التي لا زالت تبحث عن الاستقرار و لم تتخلص بعد من التجارب …
فما حقيقة الامتحانات ؟ وهي تطرق أبوابنا و تقتحم كل بيت و تغير مسار الاهتمامات الاسرية كبيرها و صغيرها ، و الكل ينتظر انجلاء الظلام و انقشاع النور لطرد الشبح من المخيلة و البيوت إما سلبا أو إيجابا . إنها شر لا بد منه لتتبع مسار المتعلم خلال مراحل تعلمه و تقويم مكتسباته و دعمها بدلا من جعلها سيفا مسلطا على رقاب المترشحين و هو ضحية ظروف و ملابسات لا يسع المجال للتفصيل فيها ،فهو أصلا محاصر بين البيت الذي ينتظر منه النجاح بأي شكل من الأشكال و من الرفقة التي لا تحمل نفس الهم و الاهتمام ، و بين المقرر الضخم الذي لا يساير وجدانه و اهتمامه و ما يحمله من كم معرفي يستدعي طاقة لا يستطيع تحملها ، فلا هو إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء كما قال الشاعر :
قال أصيحابي الفرار ام الردى ****قلت هما أمران أحلاهما مر
و لا يختلف اثنان فيما تخلفه الامتحانات و ضغوطاتها من آثار سلبية على شخصية المتعلم و نفسيته ،فلا الأسرة و لا المدرسة استطاعا أن يوفرا لهذا المتعلم الأجواء المناسبة لاجتياز الامتحانات و تحصيل الكم الهائل من المعارف .بل أضحت بشكلها الحاليهاجسا أمنيا و نفسيا للمتعلم و أسرته و أصبـــــحت هدفا و غاية في حد ذاتها لها طقوسها الموسمية كما الشأن للأعياد و المناسبات.
فهذه أسرة متفككة تنعدم فيها أبسط شروط العيش السليم و الأمية نسجت خيوطها في أرجائـــــــــــــــها …و مدرسة متآكلة جدرانها و مدرسين تتنازعهم مشاكلهم التربوية و المهنية و الأسرية … و نظـــــــام تعليمي مستوحى من كوكب آخر لا يراعي خصوصية المتعلم المغربي …
و الامتحانات في حد ذاتها لا تخضع لمقاييس موضوعية أثناء صياغتها ، ومعظمها تعتمد على الكــم المعرفي الذي يعتمد على الحفظ مغيبة الجوانب العقلية و المهارية و الوجدانية و كأن التلميذ آلـة تسجيل ليس إلا …أضف إلى ذلك ما يصاحب الامتحانات من مظاهر غير تربوية من انتشار و ابتكار طـــــرق الغش و النقل الذي يسهم الجميع في تفشي الظاهرة إذ كيف يعقل أن تطلب من التلميذ الحفاظ على نقــــاء قميصه الأبيض و أنت تنزله في منجم الفحم … دون أن ننسى أجواء الامتحانات و طرق مراقبتها بيــــن التمييع و التشدد تغيب خلالها تكافؤ الفرص و كذا عملية التصحيح و ما يشوبها من تسرع بعضهم لإنهاء العملية في وقت وجيز ….
إنه شبح الامتحان ، الذي أفرزته مجموعة من الظواهر السلبية في المنظومة التربوية يجني شوكها متعلمونا ,
نعم أخي يحيى كلامك على صواب.
المنظومة اتربوية جوفاء.أما الأجواءالتربوية فحدث ولا حرج.فقط أريد أن أذكر بأن المقررات وإن كانت تبدو ضخمة، فهي ليس أضخم مما كانت عليه في ذي قبل.
أعتقد أن الأمر يتعلق أكثر بموت الرغبة في التعلم لدى أغلبية الناشـئة.أما الامتحانات فعلا لا تخضع لمقاييس موضوعية إطلاقاخاصة مع ظهور الهاتف ومشتقاته, الغش غداظاهرةبل وفيروسا حتى عند بعض الكبار في امتحانات الترقية أو الجامعية…فهل تذكر أخي دحان الظروف التي درسنا فيها نحن ؟ آه ثم آه ! ( الميزيرية – البعد على العائلة-الكراء فلكراجات-التسياق-التصبان-الكوزينة والحرمان التام من حنان الأسرة…) ومع ذلك، أظن أنك تذكر كيف كانت النتائج…
موضوعك جميل بامتياز. لكن (الله إجيب الي يفهمنا……
كلامك صحيح و ما اسفي الا على هذه الاجيال الضائعه التي لا تجد من يأخذ بيدها الا من رحم ربي ممن لاقاهم الله باساتذه لهم ضمير او اخرين اعتمدو على مجهود شخصي و التعليم المغربي في عمومه يخطو خطى اكبر ثم اكبر تكبر كل سنة في اتجاه الهاويه ثم يتساءلون عن اسباب الانتحار،التشرميل،الادمان، تقليد الغرب،العنف، …..ان هذه الجيال تحتضر تحت طائل الفساد في البلاد فلا حجة لكم عليه لانكم انتم مسؤولو البلاد السبب فيما هم فيه و ما لي من حيلة الا ان ادعو ربي اللهم احفظ شباب بلادي و بلاد المسلمين جميعا