لا احد يمكن أن يجادل حجم وطبيعة المكاسب التي جنتها الشعوب العربية جراء الحراك الذي هبت رياحه على كافة الأنظمة العربية ،ولا احد يمكن أن يزايد أن الربيع العربي كانت حركة من صنع الشعوب العربية ،عرفت تعابيره وحدته أبعادا مختلفة من بلد لأخر ، حيت تأرجحت أهدافه وغاياته بين السيمة التصحيحية والسيمة الثورية. وقد كان للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية وظروف القهر والاستبداد والتضييق على ممارسة الحريات الأساسية ، الوقع الأساسي في تحررا لشعوب العربية و إنتهاضها وخروجها للشارع .
ولعل من بين اهم المكاسب التي حققها المواطن المغربي جراء الحراك الذي عرفته بلادنا على طول السنة الماضية،نزع الشعور بالخوف الذي تملكه طيلة ازيد من اربعين سنة،كلما تعلق الامر بالتعبير عن مطلب من المطالب الدستورية المشروعة.فسنوات القهر والقمع وانتهاك حقوق الإنسان ،استطاعت أن تشكل في مخيلة المواطن، نوع من الشعور بالخوف في علاقته مع الحاكم في شتى تجلياته،جعلته يصاب بالخضوع والصمت.
المغرب كباقي الدول العربية نال حضه من الربيع العربي والفضل كل الفضل لشرائح الشباب المغربي من مختلف المشارب والتوجهات عبر حركة 20 فبراير الذين ساهمت إلى حد بعيد في ايقاد الهمم وتحريك العزائم لدى باقي مكونات الشعب ،وتحقيق مجموعة من الإصلاحات الدستورية والسياسية.
صحيح أن الأجهزة القيادية بعض الأحزاب الوطنية إتخذت في بداية الأمر مواقف غير واضحة وغير معلنة يغلب عليها هاجس الحسابات والترقب ،لكن بعد ذالك تغيرت الأمور في اتجاه عدم ممانعتها لمشاركة أطرها ومناضليها خاصة الشباب منهم.
منذ ذلك الوقت تغيرت عدة أمور منها من كان في اتجاه التحسن ومنها في اتجاه التردي ، وهو خلق سياقا جديدا أصبح يفرض بكل إلحاح تغير وإعادة النظر في كيفية اشتغال عدة مكونات المنظومة السياسية للبلد.
وإذا كانت شرائح عديدة من المواطنين انخرطت في مسلسل الإصلاحات الدستورية والسياسية قبل و بعد دستور فاتح يوليوز،فعلى العكس من ذالك ضلت شرائح أخرى خاصة الشباب منها تبدي عدم ثقتها ورضاها في حجم وطبيعة الإصلاحات التي عرفها المشهد السياسي المغربي.
في مقابل كل هذا ضلت الأحزاب السياسية كمكونات أساسية في المشهد السياسي ،حصينة ومنيعة أمام رياح و متطلبات الإصلاح في عقيدتها وتنظيماتها وخاصة في حكامتها ،بل أن معظمها ضلت اهتماماتها وبرامجها بعيدة عن انتظارات الشباب.
اليوم بدأنا نلاحظ أن مد حراكيا محتشما بدا يتسرب لقلعة بعض الأحزاب ،و يشحذ نوعا من تجاوب شبابها ومناضليها ضد المقاربات العتيقة في تدبير الأحزاب السياسية ،سواء في آليات تجديد نخبها وقيادتها أو في قراءة انتظارات المواطنين ،كما أن أهمية مواكبة الأحزاب الوطنية لدينامية ومنطق الإصلاحات السياسية ومتطلبات الانتقال الديمقراطي لم ترقى بعد لمستوى الأولوية في مخططاتها .
ولعل أهم مؤشر على هذه الوضعية الشاذة ،اهتمام الخطاب الملكي السامي بمناسبة الاحتفال بعيد المسيرة بظاهرة ابتعاد ممثلي الأمة وباقي المنتخبين عن المهام الموكولة لهم دستوريا ،وحثهم على التحلي بمبادئ وقيم خدمة المواطن
والاقتراب من مشاكله وانتظاراته الحقيقية .
إن كل متتبع للشأن السياسي في المغرب ومميزاته وأعرافه وخاصة في علاقة المؤسسة الملكية بمهام الأحزاب ،يدرك أن الملتمس الملكي الاخير والذي سبقه بمناسبة افتتاح البرلمان ، تجاه سيرة بعض المنتخبين يعد سابقة ومؤشر على أن الوضع أصبح لا يطاق بل وانه أصبح عائقا لوثيرة الإصلاحات المطلوبة لإنجاح مسلسل الانتقال الديمقراطي بالبلاد.
ولعل من بين مظاهر التردي في أداء النخب السياسية الحزبية ،منطلقات الفكر السياسي المعارض المؤطر لممارسة المعارضة السياسية في البلاد الصورة السلبية التي أضحت تلتصق بأداء البرلمانيين،فالأحزاب التي مارست المعارضة في السابق والتي تمارسها حاليا تشترك كلها في مبادئ وممارسات غالبا ما تكون الغاية منها بعيدة عن مصلحة البلاد ومتطلبات التنمية. يمكننا على سبيل المثال لا الحصر إبداء بعد سيمات هذه الممارسات
قصر بعد النظر السياسي
الغريب، أن كثير من الأحزاب السياسية أنشأت وترعرعت وشاخت في ممارسة السلطة التنفيذية لمدد طويلة وكان لاختياراتها وقع كبير على رهن مجريات مجموعة من القطاعات على مدى يصل إلى عدة أجيال ،بمجرد أن تقدم على ممارسة المعارضة داخل قبة البرلمان ، تقوم بنوع من” الفومطاج” للذاكرة السياسية لتنخرط في توجه نفي كل مسؤوليتها السابقة وبذل مجهود جبار في إنتاج حزمة من التبريرات في بعض الأحيان قبل أن يجف مداد توقيعاتها.
مبدأ انزل باش نطلع
غير ما مرة ،من خلال متابعة ما يحدث داخل قبة البرلمان ،نشعر بان حرارة وحماس طرح بعض النواب لتوجهات أحزابهم لا يواكبها حجم مقبول من الصدق بل في بعض الأحيان عندما نقيس واقعية المقترح مقارنة مع مقترح الأغلبية ،نشعر بتحكم خلفية “البرسينغ “لإرباك الحكومة وإبعادها عن تحقيق برنامجها بغاية تسريع وثيرة الرجوع إلى ضلال الحكم
بؤر المقاومة تتحول إلى عفاريت
قد تختلف الأسماء والقصد واحد ،فالمغرب معروف وحتى بعد دستور فاتح يوليوز بان من يتحكم في مقاليد الأمور، جهات غير معروفة تختلف تمظهراتها حسب السياق ومتطلبات توجيه الأمور،وهو ما يجل البعض يصفها بوصف بؤر المقاومة والبعض الأخر بالعفاريت وربما من سيأتي سيصفها بنعوت الاشباح
وفي الأخير ،أتمنى أن يدرك الجميع أن تحديات اليوم والغد تتطلب انخراط جميع مكونات المجتمع في إنجاح الإصلاحات الكبرى لتيسير الانتقال الديمقراطي والإسهام في بلورة أفكار أخرى وجعل الهدف من العمل السياسي ليس منطلقا للترقي الاجتماعي بل منطلقا لخدمة الوطن والمواطنين .
كما أريد أن أشير أن الغاية من الأفكار الواردة في عمود الرقم الأخضر ليس الغاية منه إثارة الاختلافات السياسية الجانبية بل هو اطار للتفاعل مع شرائح عديدة من متصفحي موقع زايو سيتي مع هذه الأفكار واغتنائها وتصحيحها بغية الرفع من مستوى النقاش والإسهام في ثقافة محلية لتصحيح بعض الاعتقادات الخاطئة
التدلاوي محمد
المواضيع السابقة
استاذي العزيز عمودك كنت اواضب على قرائته وأعجبت به لكن هذا الموضوع سيضع الحد بيني وبين أفكارك ومواضيعك حتى وإن كان فيها ما هو مهم لكن أن تكون مخيلتك وتفكيرك خال من المشاعر الإنسانية وأن تجرح كرامة الشعوب الغير العربية التي كانت لها الكلمة وكانت ذات أهمية كبيرة وساهمت في التغيرات المهمة ومنها الشعب الليبي والشعب التونسي والشعب المغربي الذي هو خليط من عرب وأمازيغ أما سوريا يا أستاذي إبحث جيدا ستجد أنها وطن للأكراد والعرب والتركمان ووو يعني أن هذا الربيع يا أستاذي ليس مركة مسجلة للعرب ولا يحق لك أن تنسبها للعرب وحدهم وخصواصا ماهو معروف منك من تفهم وذكاء وبعد النضر ومقتك للعنصرية وأنت شخصيا عانيت من العنصرية لكن لن ألومك كثيرا لأنك ضحية من ضحايا العرب دماغك مغسول بجافيل والتيد والما الكاطع ومحاو الهوية ديالك رغم أنك أمازيغي قح وخصوصا إن كنت فعلا تحمل إسم منطقتك تادلة ولونك لأسمر يوحي بصحراويتك وأبناء الصحراء في شمال إفريقيا غالبيتهم أمازيغ
لكن يمكن لك ن تتدارك الموقف وتعتذر عن هذا الجرح الغائر من أستاذ وقدوة محترم وتصحح ما ورد فيه ويمكنك إستبدال الربيع العربي بالربيع لإنسانس أو الديمقراطي أو ربيع القرن الجديد و ربيع الشعوب المضطهدة أو أو أو
أنشر زايو سيتس للأمانة
فعلا اتقدم ياعتذاري العلني لكل من احس بنفس الاحساس مثلك فالامر لم يعدو ان يكون استعمال الفاظ تحت تاتير اعلامي
التدلاوي محمد
أسي التدلاوي راك بديتي كتزيغ خليك في النسق لأول وخلينا بالسياسة حنا ما بغينا أحزاب مبغينا تحاليل خاوية كتب على هموم الناس والمشاكل اديالهم أما لأحزاب والربيع ما عندنا مانديرو بيه ولإعتذار ديالك طبق على الواقع وحذف المفلدات الجارحة راك خضرتي هاذ الموضوع بالعرية والعنصرية
السيد حميد التدلاوي انت معرمف عند عامة الناس بتفانيك في عملك ،وحبك له. لا تدع من لا يفهمون ما تحت السطور يضعفون عزيمتك. والله ولي التوفيق