زايو سيتي
اشتهرت مدينة زايو خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي بإنجابها للعديد من النجوم الرياضيين في مجال ألعاب القوى، حيث كانت هناك وفرة في عدد الممارسين لهذه الرياضة التي تعتبر ثاني أكثر رياضة شعبية في العالم بعد كرة القدم.
فالبطل العالمي هشام الكروج كان في بداية مشواره يتردد بكثرة على مدينة زايو من أجل المشاركة في مسابقات للعدو الريفي، ولم يكن الكروج يحتل المرتبة الأولى بزايو إطلاقا لأن هذا المركز كان محجوزا لأبطال مثل؛ نور الدين مختاري ومحمد قدوري وآخرين.
لم يكن تألق أبناء زايو في رياضة ألعاب القوى يرجع إلى وجود منشآت رياضية تحتضن أم الألعاب، بل إلى كثرة المهتمين والأنشطة التي تعنى بهذا الصنف الرياضي، فكان أن تفجرت مواهب أبناء المدينة، فبالإضافة إلى الاسمين المذكورين، نذكر أحمد عواج وإدريس لمريض وغيرهما كثير.
الرياضة اليوم ليس كما السابق، حيث لم يعد الاعتماد على الأنشطة الرياضية مهماً بقدر الاعتماد على وجود المنشآت الرياضية التي يمكن من خلالها صقل المواهب، وهذا ما يفسر تراجع إنجاب زايو لرياضيين في ألعاب القوى.
فالملاحظ أن المدينة تفتقر إلى ملعب يحتوي على مضمار لألعاب القوى، حيث أن الملعب الوحيد مخصص فقط لكرة القدم، لتبقى الأنشطة القليلة في مجال أم الألعاب تقتصر على بعض الاجتهادات من قبل جمعيات تحمل على عاتقها تنظيم ملتقيات للعدو الريفي.
وجود مضمار سباق حلم العديد من شباب زايو حتى ينتشلهم من المقاهي والانزلاق في الانحراف واستهلاك المواد المخدرة، ومطلب الكثير من الأسر في ظل غياب فضاء رياضي يضم مواهب العدو المحلية ويملأ أوقات الفراغ.
جماعة زايو أدرجت ضمن برنامج عمل الجماعة السابق مسألة بناء ملعب كبير بالمدينة، لكن الواقع أن مشكل العقار بزايو يظل العائق الكبير في وجه هذه المنشأة التي نتمنى إن أحدثت أن تتوفر على مضمار لألعاب القوى يحتوي أبناء المدينة ممن لهم مواهب في هذه الرياضة.