زايو سيتي: وفاء احجيرات / تصوير/ أسامة يخلوفي
في مدينة زايو، بينما المدينة لا تزال نائمة على وقع السكون، ينهض بوزيدي مولود، الرجل السبعيني، ليبدأ يومه كعادته منذ عام 2010، يحمل أدواته البسيطة ويخرج بخطوات هادئة، ليصنع أثرا واضحا في أزقة وشوارع المدينة، لا يكترث لبرد الشتاء ولا حرارة الصيف اللاهبة، فهدفه واحد: أن يقوم بعمله بإتقان.
يبدأ جولته اليومية المعتادة، يجمع النفايات، ينظف الأرصفة، ويرتب بعض الأماكن العامة، كل حركة يقوم بها تحمل هدوءا وصمتا، ويظهر أثرها جليًا: شوارع مرتبة، أرصفة نظيفة، وأحياء تبدو وكأنها تستنشق الحياة من جديد، السكان يراقبونه بإعجاب، بعضهم يلوّح له تحية، وآخرون يبتسمون له في صمت، وكأن المدينة كلها تعرف أن الخير الصامت موجود هنا.
أصبح بوزيدي مولود مثالًا حيا على أن العمل الصغير من القلب له وقع كبير، قصته تُلهم الأطفال، وتقدّر من قبل الكبار، وتذكّر الجميع بأن كل خطوة صادقة يمكن أن تغيّر المشهد من حولنا، وكل صباح يثبت أن الالتزام والنية الصادقة أقوى من الظروف الصعبة.
احتفاءً بمجهوداته المستمرة لأكثر من 15 عاما، قامت جريدة “زايو سيتي” الإلكترونية بتكريمه، لتسلط الضوء على قصته كنموذج حي للإنسانية والعطاء الصامت، هذا التكريم ليس مجرد شكر، بل رسالة لكل سكان المدينة: أن العمل الصادق والمستمر، مهما بدا بسيطا، يصنع فرقا كبيرا في المجتمع.
قصة بوزيدي مولود رسالة للجميع، أن حب المدينة يظهر بالأفعال اليومية، وأن الخير الصامت له أثر أعمق من الكلام، وأن كل شخص قادر على ترك بصمة، حتى بأبسط الخطوات، تماما كما يفعل هذا الرجل السبعيني منذ أزيد من عقد من الزمن، يزرع الأمل بصمت في كل زاوية من شوارع مدينته.




















