زايو سيتي
كشفت التساقطات المطرية الأخيرة عن عيوب جسيمة في أشغال تأهيل المستوصف الصحي المركزي بمدينة زايو، وذلك بعد مرور أربعة أشهر فقط على تسليمه عقب تجديد شامل كلف ما يقارب مليارا ونصف المليار سنتيم، في مشروع كان يفترض أن يرفع من جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
ومع أولى قطرات فصل الشتاء، تفاجأ المرتفقون والعاملون بالمرفق بتقاطر المياه من سقف المستوصف، ما خلف بركا مائية داخل عدد من المرافق الداخلية، في مشهد يطرح أكثر من علامة استفهام حول جودة الأشغال واحترام دفتر التحملات.
ولم تتوقف الاختلالات عند هذا الحد، إذ سجل اقتلاع فراش لاصق عبارة عن “زربية” رقيقة على الأرضية، إلى جانب أبواب بات إغلاقها يتم بصعوبة أو لا تغلق أصلا، فضلا عن أعطاب متكررة في شبكة الكهرباء، الأمر الذي يزيد من معاناة المرتفقين ويهدد سلامتهم داخل مرفق صحي يفترض أن يستجيب لأعلى معايير السلامة والجودة.
هذه الوضعية وصفت من طرف متتبعين للشأن المحلي بـ”الفضيحة الحقيقية”، خاصة وأن المشروع حديث العهد، ما يستوجب ـ حسبهم ـ تدخلا عاجلا من الجهات المعنية لفتح تحقيق في ظروف إنجاز الأشغال وترتيب المسؤوليات.
وفي هذا السياق، تتجه الأنظار إلى المقاول المكلف بالمشروع، للمبادرة فورا إلى إصلاح الأعطاب المسجلة، خصوصا وأن فترة الضمان لا تزال سارية. كما يطرح الرأي العام المحلي تساؤلات مشروعة حول ما إذا كان التأخر في التدخل يهدف إلى انتظار مرور سنة على تسليم المرفق، بما يسمح بالإفلات من الالتزامات القانونية المرتبطة بإصلاح العيوب، وبالتالي تسلم ما تبقى من مستحقاته المالية، التي قدرتها مصادر مطلعة بنحو مائتي مليون سنتيم.
ويبقى الأمل معقودا على تحرك عاجل يعيد الاعتبار لهذا المرفق الصحي الحيوي، ويضمن صرف المال العام في ما يخدم مصلحة المواطنين، بعيدا عن منطق الغش والاستهتار بجودة المشاريع العمومية.











