في كتابه الجديد “يوميات سجين” الصادر شهر دجنبر الجاري، كشف نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي الأسبق، أن الملك محمد السادس كان في طليعة القادة الذين بادروا إلى التواصل معه بعد صدور حكم قضائي في حقه يدينه بالحبس لمدة عام، نصفها مع وقف التنفيذ.
وهو يروي مضمون التواصل الهاتفي بينه وبين الملك محمد السادس، أكد ساركوزي أن الاتصال كان مفعما بمشاعر التعاطف والدعم الإنساني، موضحا أن العاهل المغربي اتصل به بمجرد انتشار خبر تنفيذ الحكم في حقه.
ونقل ساركوزي جزء مما تخللته المكالمة الهاتفية، قائلا: “كان يتحدث بصوت متأثر، وقد عبّر لي بصدق عن حزنه وصدمته مما حدث. لمست في نبرته اهتماما صادقا ومشاعر تعاطف مما تأثرت له كثيرا، خاصة وأنني أبادله التقدير نفسه منذ سنوات طويلة”.
وحرص ساركوزي على توثيق تجربته الحبسية القصيرة في سجن “لا سانتي”، والتي لم تتعد 23 يوما، في كتاب يقول نص مقتبس من غلافه: “في السجن، لا يوجد ما يُرى، ولا ما يُفعل. أنسى الصمت الذي لا وجود له في سجن لا سانتيه، حيث يوجد الكثير مما يُسمَع. فالضجيج هناك دائم، ولكن، كما هو على غرار الصحراء، تتقوّى الحياة الداخلية في السجن”.
وصدر بحق ساركوز حكم بالسجن خمس سنوات مع تنفيذ فوري، إضافة إلى غرامة قدرها 100 ألف يورو، وكانت هذه الإدانة تاريخية، إذ لم يسبق لرئيس فرنسي سابق أن دخل السجن فعليا. وقد أثار ذلك جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية.
وفي يوم الـ10 نوفمبر الجاري، قررت محكمة الاستئناف الإفراج عنه ووضعه تحت الرقابة القضائية، معتبرة أنه لا يشكل خطراً بالفرار. ومن المقرر أن تُعاد محاكمته بين الـ16 مارس المقبل.







