زايوسيتي / أسامة اليخلوفي
شهدت مدينة طنجة يومي 29 و30 أكتوبر انعقاد الدورة السادسة من الأيام المتوسطية للهندسة الساحلية والمينائية (PIANC MedDays 2025)، في أول تظاهرة من نوعها تنظم بالمغرب وإفريقيا، بمشاركة واسعة من خبراء ومهندسين وصناع القرار في مجال تدبير السواحل والموانئ.
ومن بين المشاركات التي لفتت الأنظار خلال هذا الحدث، وكالة مارشيكا وذراعها التنموي مارشيكا ميد، اللتان عرضتا تجربتهما في تأهيل الشريط الساحلي لبحيرة مارشيكا بالناظور، باعتبارها نموذجا مغربيا ناجحا يجمع بين التنمية الاقتصادية والسياحية والحفاظ على البيئة.
قدمت مارشيكا خلال الملتقى عرضاً حول ميناء أطاليون الترفيهي، الذي يعد من أبرز منجزات مشروعها البيئي والعمراني. ويقع الميناء في قلب بحيرة مارشيكا، ويضم مرافق عصرية مخصصة لليخوت وقوارب النزهة، إلى جانب فضاءات تجارية وسكنية، مما يجعله قاطرة لتنمية السياحة البحرية بالمنطقة.
ومن بين أبرز المشاريع المهيكلة المرتبطة به، القناة البحرية الجديدة التي تربط البحيرة مباشرة بالبحر الأبيض المتوسط، ما مكن من تسهيل حركة القوارب وتعزيز انفتاح الموقع على الواجهة البحرية.
هذا الربط البحري الاستراتيجي منح مارشيكا بعدا سياحيا إضافيا، وجعلها وجهة مفضلة لعشاق الرياضات البحرية والأنشطة الترفيهية.
كما أبرزت الوكالة خلال اللقاء توجهها نحو الرقمنة والابتكار، من خلال إطلاق منصة SmartMarina التي طورتها شركة PORTNET لإدارة الموانئ الترفيهية بشكل ذكي ومتكامل.
وفي خطوة تنظيمية مهمة، حصلت المنشآت البحرية لبحيرة مارشيكا وميناء أطاليون مؤخرا على رخصة الاستغلال الرسمية، مما أنهى مرحلة طويلة من التدبير غير المنتظم، وفتح الباب أمام تسيير احترافي وهيكلي لهذه البنى المينائية.
هذا التطور جاء نتيجة تنسيق وثيق بين وكالة مارشيكا ومارشيكا ميد والسلطات المحلية، بتعاون مع وزارة التجهيز والماء والوكالة الوطنية للموانئ ومديرية الموانئ والملك العمومي البحري.
وبفضل هذه الجهود، تم إدراج ميناء أطاليون رسميا ضمن خريطة الملاحة الوطنية والدولية، ما يعزز موقع مارشيكا كمشروع استراتيجي في قلب البحر الأبيض المتوسط.
تؤكد تجربة مارشيكا أن المغرب يتجه بخطى ثابتة نحو تحديث واجهاته البحرية، وفق رؤية تقوم على الاستدامة والابتكار وجاذبية الاستثمار.
فمشروع مارشيكا اليوم لا يمثل فقط نموذجا عمرانيا ناجحا، بل رمزا لحضور المملكة المتنامي في الفضاء المتوسطي، وقدرتها على الجمع بين حماية البيئة والتنمية الاقتصادية في تناغم فريد.








