أثار التصميم الجديد لمقر جماعة زايو، الذي جرى تداوله مؤخرا، العديد من الملاحظات والنقاشات حول مدى ملاءمته لطبيعة المرحلة وتطلعات الساكنة، خصوصا في ظل ما تشهده المدن المغربية من تحول معماري نحو الحداثة والوظيفية.
وفي هذا السياق، تسجل زايوسيتي مجموعة من الملاحظات التقنية والجمالية على هذا التصميم، من خلال الصور التي توصلت بها، الذي بدا، وفق مهندسين استشرناهم، تقليديا ومفتقدا للهوية البصرية التي يفترض أن تميز مؤسسة عمومية بحجم جماعة زايو.
فالتصميم المقترح يغلب عليه الطابع التقليدي، دون أي لمسة عصرية تعكس روح التجديد أو التطور المعماري الذي يميز المباني الإدارية الحديثة. فالواجهة الأمامية، على سبيل المثال، تبدو بسيطة إلى درجة الإخلال بالجمالية، إذ تخلو من العناصر المعمارية التي تعبر عن هوية زايو المحلية أو المعاصرة، ما يجعل المبنى أقرب إلى بناية سكنية أو إدارية قديمة أكثر من كونه مقرا لجماعة حضرية.
كما يفتقر التصميم إلى وضوح في توزيع الكتل المعمارية، إذ يصعب التمييز بين المدخل الرئيسي والمداخل الثانوية، وهو ما يؤثر على انسيابية الحركة داخل الفضاء ويضعف الجانب الوظيفي للمبنى.

ومن الملاحظات التي أبداها المهندسون في تعليقهم لزايوسيتي أن التصميم يخلو من أي رمزية معمارية تعبر عن مكانة المؤسسة كمرفق يمثل “بيت المواطن” ورمزا للسلطة المحلية. فلا وجود لقبة أو ساحة عمومية مغطاة أو عنصر بصري مميز يمنح للمبنى هوية واضحة.
المدخل الرئيسي يبدو بدوره غير مرحب ولا يتناسب مع حجم المرتفقين اليومي، خصوصا في أوقات الذروة. كما أن التصميم لا يظهر أي مراعاة لمعايير الولوج للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، من منحدرات وأبواب عريضة ومرافق مجهزة.
أما النوافذ الصغيرة والمتكررة بشكل ميكانيكي، فتعكس غياب تصور واضح للإضاءة الطبيعية والتهوية الداخلية، ما قد يؤثر على راحة المستخدمين والموظفين داخل المكاتب.
ويغيب عن التصميم أي توجه نحو الاستدامة أو احترام البيئة. فلا إشارات إلى استخدام الطاقة الشمسية أو أنظمة عزل حراري أو مساحات خضراء مدمجة تساهم في ترشيد الطاقة وتحسين جودة الهواء.
كما لم تخصص مساحات واضحة لخدمات ضرورية كمواقف سيارات منظمة، أو قاعة متعددة الاختصاصات، أو فضاءات انتظار مريحة للمواطنين.
أما من حيث الأمن والسلامة، فإن غياب تصور متكامل للأنظمة الوقائية (مراقبة، إنذار، إطفاء) يثير تساؤلات حول جاهزية المبنى لمواجهة الحالات الطارئة.
التصميم يبدو أنه يفتقر إلى رؤية معمارية متكاملة، إذ يوحي بالاعتماد على نموذج نمطي أو مكرر دون خصوصية جمالية. أما من حيث التناسق مع المحيط العمراني، فلا يبدو أن التصميم أخذ بعين الاعتبار موقع المقر ضمن النسيج الحضري لزايو.
من خلال هذه الملاحظات، يتضح أن التصميم الحالي لمقر جماعة زايو لا يرقى إلى طموحات المدينة وساكنتها، ولا يجسد المعايير العصرية التي ينبغي أن تتوفر في مبان عمومية تمثل واجهة المؤسسات المحلية.
ولذلك، تدعو زايوسيتي إلى إعادة النظر في المشروع من أساسه، مع إشراك مهندسين معماريين مختصين في تصميم المرافق الإدارية، من أجل بلورة رؤية حديثة تجمع بين الجمالية والوظيفية والاستدامة، وتعكس في الآن ذاته هوية زايو كمدينة يجب أن تتطور وتنفتح.








