زايوسيتي / أسامة اليخلوفي
تعيش مدينة السعيدية، الجوهرة الزرقاء للجهة الشرقية، على وقع أزمة غير مسبوقة منذ نهاية شتنبر الماضي، بعدما غزا البعوض شوارعها وأحياءها السياحية، محولا إقامة الزوار إلى معاناة يومية. هذا الانتشار الكثيف للحشرات أثار غضب السياح والمقيمين، وبدأت شكاوى عديدة تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في مشهد يهدد الجهود المبذولة لتطوير السياحة بالمنطقة وإطالة الموسم السياحي إلى ما بعد الصيف.
مصادر محلية أكدت أن سبب تفاقم الوضع يعود إلى التوقف المفاجئ لعمليات المكافحة منذ 30 شتنبر، بعد أشهر من التدخلات المكثفة التي شملت مصب نهر ملوية، المنطقة المعروفة بتكاثر البعوض، حيث جرى خلال الصيف تنفيذ خطة واسعة بمشاركة عدة مؤسسات، تضمنت استعمال طائرات مسيرة وشاحنات رش مزودة بمدافع مبيدات، استهدفت المياه الراكدة والمناطق الرطبة والأحياء السكنية والفنادق وملاعب الغولف. هذه التدخلات كانت قد أعطت نتائج إيجابية وقللت من انتشار البعوض بشكل واضح، قبل أن يتوقف كل شيء مع انتهاء مدة الاتفاقية التي جمعت مختلف المتدخلين.
توقف هذه الحملة جعل المدينة تعيش اليوم وضعا مقلقا، إذ تلقت الفنادق والمؤسسات السياحية شكاوى متزايدة من زوار مغاربة وأجانب، ضمنهم بريطانيون وإسبان وفرنسيون، شاركوا في تظاهرات وندوات وراليات رياضية. بعضهم عبر عن ندمه لزيارة المدينة في هذه الفترة، فيما اضطر آخرون إلى مراجعة الأطباء بسبب لسعات متكررة. ويخشى مهنيون في القطاع من تأثير ذلك على سمعة السعيدية، خصوصا مع اقتراب موسم فعاليات سياحية واقتصادية مهمة، من بينها استقبال مجموعات من لاعبي الغولف الأوروبيين الذين حجزوا عشرات الغرف منتصف نونبر، إلى جانب أنشطة من نوع MIC” تشمل مؤتمرات ومعارض.
الاتفاقية التي كانت تجمع السلطات الإقليمية والمجلس الإقليمي لبركان وجماعة السعيدية وشركة تنمية السعيدية والشركة المحلية للتنمية “مرافق بركان”، كانت قد مكنت من تحقيق نتائج إيجابية خلال الصيف بفضل تنسيق الجهود البشرية والتقنية والمالية، وهو ما ساهم في تحسين جودة البيئة والرفع من رضا الزوار. غير أن انتهاء هذه الشراكة عند نهاية شتنبر كشف عن غياب رؤية مستدامة لمكافحة الحشرات خارج فترة الذروة السياحية، رغم أن السعيدية تظل مقصدا مفضلا للزوار طيلة السنة.
اليوم، ومع استمرار شكاوى المواطنين والسياح، يتساءل الرأي العام المحلي عن سبب غياب تدخل عاجل لإعادة إطلاق عمليات المكافحة، حتى لا تضيع مكاسب بيئية وسياحية تحققت بصعوبة. فمدينة السعيدية التي عرفت بجمالها وهدوئها، تجد نفسها مهددة بفقدان بريقها بسبب تقصير في التتبع، بينما تبقى الحشرة الصغيرة قادرة على إرباك موسم بأكمله إن لم تتخذ إجراءات فورية.








