قدم موسى العريف، عضو مجلس مدينة الرباط، اليوم الثلاثاء، استقالته من عضوية المجلس الجماعي، في خطوة وصفها بـ”الصرخة الرمزية” تعبيرا عن تضامنه مع الاحتجاجات التي يقودها شباب “جيل Z” في مختلف المدن.
وأوضح العريف في رسالة الاستقالة الموجهة إلى عمدة مدينة الرباط، أن هذا القرار “لم يكن سهلا”، لكنه جاء نتيجة اقتناعه العميق بأن صرخة الشباب في الشوارع تعكس “معاناة حقيقية مع البطالة، وغلاء المعيشة، وضعف الخدمات العمومية من صحة وتعليم”، معتبرا أنها “قضايا جوهرية لا يمكن التغاضي عنها”.
وأضاف أن “موقع المنتخبين يفرض عليهم الإنصات للمواطنين، خصوصا حين يرفعون أصواتهم بالطرق السلمية للمطالبة بالكرامة والعدالة الاجتماعية”، مشددا على أن “التضامن العملي مع هؤلاء الشباب أسمى من الاكتفاء بالمراقبة أو الصمت”.
وفي نص استقالته، دعا موسى العريف إلى “فتح حوار وطني جاد ومسؤول يضع أولويات المواطنين في قلب السياسات العمومية، ويعيد الثقة المفقودة بين الشباب ومؤسساتهم”، مؤكدا أن استقالته “ليست انسحاباً من العمل العام، بل اختيارا لمواصلة الالتزام بخدمة الوطن والمواطنين من خارج المجلس عبر كل السبل المدنية الممكنة”.
وبهذه الاستقالة، يتقاطع الموقف الفردي لعضو مجلس مدينة الرباط مع الدينامية الجماعية لاحتجاجات “جيل Z”، في مشهد يسلط الضوء على الحاجة الملحة لفتح أفق جديد من الحوار والإصلاحات، يضع صوت الشباب في صلب السياسات العمومية المقبلة.
وتأتي هذه الاستقالة، في سياق موجة احتجاجات متواصلة يقودها الشباب في عدد من المدن، منذ السبت الماضي، إلا أن السلطات الأمنية واجهتها بالمنع وتوقيف المحتجين، ما أثار موجة استنكار من قبل منظمات حقوقية وفعاليات مدنية، اعتبرت أن صوت الشباب يجب أن يكون منطلقا لحوار وطني جاد بدل المقاربة الأمنية وحدها.