تتواصل مآسي الهجرة غير النظامية عبر البحر بين السواحل المغربية ومدينة سبتة المحتلة، حيث أعلنت عائلتان عن اختفاء شابين – أحدهما مغربي والآخر جزائري – بعد محاولتهما العبور سباحة خلال الأيام الأخيرة. وفي الوقت نفسه، كشفت السلطات المغربية عن تفكيك شبكة تنشط في التحريض الإلكتروني على الهجرة الجماعية عبر تطبيقات التواصل.
عائلات تتشبث بالأمل
الشاب الجزائري ناصر شين، البالغ من العمر 23 سنة، فُقد أثره منذ 22 غشت الجاري بعد أن أقام بمدينة الفنيدق (كاستييخوس) قبل أن يقرر خوض غمار السباحة نحو سبتة في يوم اتسم بالضباب الكثيف ومحاولات عبور متكررة عبر معبر “التراخال”. رفاقه تمكنوا من الوصول، لكن ناصر لم يظهر له أثر، لتطلق عائلته نداء استغاثة وتضع رقماً هاتفياً للتواصل من الجزائر.
أما الشاب المغربي مراد بوكاسا، فقد اختفى قبل أسبوع، تاركاً وراءه أسرة تعيش مأساة نفسية، إذ تدهورت صحة والديه بشكل مقلق بسبب القلق المستمر. أفراد عائلته يناشدون كل من يملك معلومة عن مكانه أن يتواصل معهم، متمسكين بخيط الأمل في أن يعود سالماً.
تصاعد البلاغات والمآسي
حوادث الاختفاء والوفيات على هذا المسار البحري لم تعد نادرة، إذ تتوالى البلاغات عن مفقودين، في موازاة مع نشر قصص مؤلمة عن جثث يُعثر عليها في البحر. هذه الطريق البحرية تحولت إلى مقبرة صامتة يبتلعها البحر في كل محاولة فاشلة.
تفكيك شبكة للتحريض على الهجرة
في سياق متصل، تمكنت الفرقة القضائية التابعة للدرك الملكي بالفنيدق من توقيف شخص ينحدر من مدينة طاطا، بتهمة إنشاء مجموعة على تطبيق “واتساب” هدفها التحريض على تنظيم عمليات عبور جماعية نحو سبتة. العملية تمت تحت إشراف النيابة العامة في تطوان، وتندرج في إطار جهود متواصلة لتعقب مثل هذه الشبكات.
التحقيقات الأولية كشفت عن محادثات كانت تشجع على اختيار تواريخ محددة خلال شهر شتنبر المقبل لتنفيذ محاولات عبور جماعية. وهو ما دفع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية إلى رفع درجة اليقظة وتعزيز المراقبة على طول الساحل الشمالي.
خطة أمنية استباقية
التحقيقات لا تقتصر على الموقوف وحده، بل تمتد لتشمل شركاء محتملين في مدن أخرى. ويأتي ذلك بعد أسابيع من عمليات مشابهة أفضت إلى اعتقال عناصر يُشتبه في إدارتهم لمجموعات إلكترونية تستقطب شباباً من شمال وجنوب المغرب.








