زايوسيتي / أسامة اليخلوفي
في مساء صيفي حار، يتجمع اللاعبون على العشب الاصطناعي لملعب زايو البلدي. أصوات صافرة المدرب تقطع سكون المكان، فيما يتعالى صراخ اللاعبين بحماس مع كل تمريرة ناجحة. على جنبات الملعب، يقف بعض المشجعين يتابعون التداريب بفضول، يحملون قنينات الماء ويتبادلون التعليقات حول مستوى العناصر الجديدة.
نهضة زايو لكرة القدم، الفريق الذي ينشط في القسم الوطني الثاني هواة، دخل رسميا أجواء الاستعدادات للموسم الكروي المقبل. تدريبات مكثفة تتوزع بين تمارين بدنية وأخرى تقنية، والكل هنا يسعى لإقناع الطاقم الفني بأحقيته في حمل قميص النهضة.
الإدارة التقنية لم تكتف بالعناصر القديمة، بل شرعت في تجريب عدد من اللاعبين الجدد، بعضهم من أبناء المنطقة ممن يحلمون بفرصة البروز، وآخرون قادمون من فرق مختلفة بحثا عن تجربة جديدة.
وعلى هامش الحصة التدريبية، أكد المدرب علي الجعفري في تصريح خص به زايوسيتي: “الفريق عازم على تكوين مجموعة تنافسية قادرة على مقارعة كبار القسم، واللعب على ورقة الصعود. نحن نشتغل بجدية منذ الآن لوضع الأسس الصحيحة لموسم متميز”.
من المدرجات، يصدح صوت أحد المشجعين: “هاذ العام خاصنا نصعدوا”، فيرد آخر بابتسامة: “إيوا خاص الإدارة تعطيهم الدعم”. هذه الحوارات البسيطة تعكس حجم الترقب والأمل المعلق على كاهل اللاعبين.
الأجواء تسودها روح جماعية ممزوجة بالتحدي. عرق يتصبب من جباه اللاعبين، والابتسامة لا تفارق محياهم رغم الإرهاق، فيما يتنقل الجعفري بين المجموعات ملوحا بيديه ومصححا الأخطاء بحزم وخبرة.
المهمة لن تكون سهلة، فالقسم الوطني الثاني هواة مليء بالأندية المجربة، لكن نهضة زايو تدخل الموسم الجديد بطاقة متجددة، وبطموح مشروع في كتابة صفحة مشرقة من تاريخها الكروي.
وبين صرخات المدرب، وتصفيق الجماهير الصغيرة على المدرجات، يلوح في الأفق حلم كبير: أن تعود النهضة إلى الواجهة، وتحقق الصعود الذي تنتظره مدينة زايو بشغف منذ سنوات.



































