أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية عن فتح تحقيق رسمي عقب انتشار مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر فيه يوتيوبر مغربي معروف بلقب “BS NSNS” وهو يتجول في إحدى الجزر الجعفرية الواقعة قبالة السواحل المغربية والخاضعة للسيادة الإسبانية.
وأكد اليوتيوبر أنه وصل إلى الجزيرة سباحة انطلاقا من الساحل، متجاوزا أنظمة المراقبة العسكرية. وظهر في الفيديو وهو يستعرض مباني مهجورة وبقايا بنى تحتية عسكرية دون أن يتم اعتراضه من أي عنصر أمني، وهو ما أثار قلقا واسعا في الأوساط العسكرية الإسبانية بشأن احتمال وجود ثغرة في بروتوكولات الأمن.
مصادر عسكرية إسبانية أوضحت لجريدة “إلفارو دي مليلية” أن التحقيق يهدف إلى تحديد ما إذا كان الأمر يتعلق “بخلل عرضي في المراقبة أو تقصير عملياتي، مؤكدة أن المنطقة محظور دخولها على المدنيين بشكل مطلق”، وأن الحادثة تعتبر “خطيرة” لوقوعها في موقع حساس يخضع لإشراف مباشر من الجيش الإسباني بحسب مصادر الجريدة.
تحرك استفزازي لنائب إسباني في جزر الحسيمة
ويأتي هذا التطور بعدما أثار النائب الإسباني اليميني المتطرف ألفيس بيريز جدلا واسعا بعد نشره مقطعا مصورا بداية غشت الجاري، يقول فيه إنه رفع علم إسبانيا بطول أربعة أمتار فوق إحدى الجزر الصخرية المقابلة لسواحل الحسيمة.
وروج بيريز لتحركه باعتباره “إثباتا للسيادة الإسبانية” في مواجهة المغرب، غير أن وزارة الدفاع الإسبانية أوضحت لاحقا أن ما ظهر في التسجيل لم يكن علما جديدا، بل هيكل معدني قديم مطلي بألوان العلم الإسباني ظل موجودا في المكان منذ أكثر من عشرين عاما.
واعتبرت أوساط مغربية الخطوة بمثابة حركة استفزازية، خصوصا وأنها جاءت في توقيت حساس يتزامن مع اقتراب الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة عام 1925، وهي مناسبة ذات رمزية كبيرة في الذاكرة العسكرية الإسبانية. ويرى مراقبون أن النائب سعى من خلال هذه الحركة إلى استثمار الملف سياسيا واعلاميا داخل إسبانيا، على حساب زيادة التوتر في العلاقات مع المغرب.








