بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقى المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور نبأ وفاة فضيلة الأستاذ العالم العلامة أحمد بن عمرو اعنونو الكبداني، الذي أسلم الروح إلى بارئها يوم الأربعاء 19 صفر الخير 1447هـ الموافق لـ 13 غشت 2025م، بدار إقامته بمدينة بركان.
وقد شيع جثمان الفقيد في موكب مهيب إلى مسقط رأسه بدوار سيدي إبراهيم – البركانيين، حيث أُقيمت صلاة الجنازة بمسجد أولاد إبراهيم بكبدانة بعد صلاة الظهر، ووري جثمانه الثرى بمقبرة الدوار.
لقد فقدت الساحة العلمية والدعوية برحيله أحد رجالات العلم والفكر الذين نذروا حياتهم لخدمة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأُحسبه ممن شملهم قول الحق سبحانه: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [النحل: 99].
كان الفقيد –رحمه الله– عالما موسوعي المعرفة، جمع بين التكوين الأصيل بجامعة القرويين بفاس حيث نال شهادة العالمية سنة 1959م، والتكوين القانوني الذي أهّله لخوض تجربة مهنية في سلك القضاء ثم المحاماة. ومع ذلك ظل قلبه معلقا بمحراب العلم والدعوة، متنقلا بين المساجد والمنابر، داخل الوطن وخارجه، داعيا إلى الوسطية والاعتدال، ومرسخا لثوابت الأمة المغربية.
ترك رحمه الله آثارا علمية نافعة، من أبرزها كتابه الذي جمع فيه مجموعة من الخطب الوعظية، التزم فيها وحدة الموضوع، وأيدها بالأدلة من الكتاب والسنة، كما ألّف مؤلفات أخرى في إصلاح الأخلاق والأسرة، مستندا إلى تجربته الطويلة في القضاء والإرشاد. وكان من بركاته أن اهتدى عدد من غير المسلمين إلى الإسلام على يديه، لما أوتي من حكمة وبيان.
لقد ظل الفقيد، حتى أيامه الأخيرة، قريبا من الناس، ملازما للوعظ والإرشاد، يزور مساجد منطقته، ويتواصل مع أهله وعشيرته، ليختم حياته مجتهدا في الدعوة إلى الله وهو في عقده التاسع.
وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم المجلس العلمي المحلي بالناظور بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى أسرة الفقيد، وأهله وذويه، وتلامذته ومحبيه، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويجزيه خير الجزاء على ما قدم من خدمة للعلم والدين والوطن.









إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اغفر له وارحمه وارزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان