رغم أن المغرب يعيش لسنوات تحت وطأة موجة جفاف، أدت إلى تقليص المساحات المزروعة، ودق ناقوس خطر عجز مائي غير مسبوق، إلا أن صادرات المغرب من المنتجات الفلاحية لازالت تشهد ارتفاعا رغم هذه الظروف المناخية الصعبة للبلاد.
ويرى متتبعون أن ارتفاع تصدير أطنان من أنواع مختلفة من الفواكه والخضر صوب دول أوروبية، مقابل أزمة الجفاف الحاد لسنوات متتالية بالمغرب، يعد بمثابة “تصدير الماء” عبر المنتجات الفلاحية، مما يزيد في إنهاك المخزون المائي ويكرس التبعية الاقتصادية.
كما أن مواصلة “تصدير الماء” يُضيق الخناق على معيشة المواطنين البسطاء، سواء فيما يتعلق بانقطاع الماء الصالح للشرب في فترات محددة في بعض المدن، وأيضا ما يتعلق بإلزام الحمامات التقليدية ومحلات غسل السيارات بالإغلاق أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع، حين يتفاقم العجز المائي، ناهيك عن ما يسببه من ارتفاع أسعار المنتجات الفلاحية التي يتم تصديرها، على مستوى السوق الوطنية.
وفي هذا الصدد، كشفت بيانات جديدة، صادرة عن كل من وكالة التجارة الخارجية (ICEX) وإدارة الضرائب الإسبانيتين، بتحقيق صادرات المغرب من الطماطم إلى إسبانيا “قفزة ملحوظة” خلال الفترة الممتدة من يونيو 2024 إلى ماي 2025، إذ ارتفعت بنسبة 40,33 في المائة مقارنة مع الفترة عينها من العام السابق.
وأكدت البيانات التي استُقِيت على امتداد حوالي سنة كاملة، خلال الأشهر الممتدة من يونيو 2024 إلى ماي 2025، “ارتفاع الحجم بنسبة 40,33 في المائة خلال الأشهر المذكورة مقارنة بالفترة 2023/2024”.
وبينما سُجل أعلى سعر في شهر ماي الماضي، إذ بلغ 2 يورو للكيلوغرام الواحد، فإن السعر في ألميريا وصل إلى 0,51 يورو للكيلوغرام. ووفقا للبيانات الرسمية الإسبانية فقد بلغت الكمية المستوردة من الطماطم المغربية نحو 80,29 مليون كيلوغرام.