لم تحمل قائمة أثرياء المغرب لسنة 2025، التي أصدرتها مجلة “فوربس” العالمية، تغييرات لافتة، إذ واصلت الأسماء التقليدية تصدُّر المشهد المالي، في وقت لفت فيه رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الأنظار بحضوره ضمن الثلاثة الأوائل، ما يعكس استمرار نفوذه الاقتصادي في المملكة.
عثمان بنجلون في الصدارة
حلّ رجل الأعمال عثمان بنجلون، رئيس مجموعة “فينانس كوم” وبنك “أوف أفريكا”، في المرتبة الأولى بثروة قُدّرت بـ1.6 مليار دولار. واستفاد بنجلون من استثماراته المتنوعة في قطاعات البنوك والتأمين والاتصالات، داخل المغرب وخارجه، خاصة في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
الصفريوي يحتفظ بالوصافة
في المركز الثاني، جاء أنس الصفريوي، مؤسس مجموعة “الضحى” العقارية، بثروة مماثلة بلغت 1.6 مليار دولار. ويُعزى هذا الرصيد المالي إلى استفادته من الطفرة العقارية التي عرفها المغرب خلال العقدين الأخيرين، لاسيما في مشاريع السكن الاقتصادي المدعومة حكوميًا.
أخنوش ثالثًا بثروة ضخمة
أما المرتبة الثالثة، فكانت من نصيب رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، بثروة بلغت 1.5 مليار دولار. ويُدير أخنوش مجموعة “أكوا”، التي تنشط بقوة في مجالات المحروقات والغاز والكيماويات، من خلال شركات بارزة مثل “أفريقيا غاز” و”مغرب أوكسيجين”.
المشهد العالمي: قفزة هائلة في الثروات
على المستوى الدولي، أظهرت قائمة فوربس أن ثروات كبار رجال الأعمال شهدت ارتفاعًا ملحوظًا، حيث تصدّر الأمريكي إيلون ماسك الترتيب العالمي بثروة وصلت إلى 342 مليار دولار، يليه مارك زوكربيرغ بـ216 مليار دولار، ثم جيف بيزوس بـ215 مليار دولار.
النسخة الجديدة من التصنيف سجلت رقمًا قياسيًا في عدد المليارديرات عالميًا، إذ بلغ عددهم 3028 مليارديرًا، بإجمالي ثروات يتجاوز 16.1 تريليون دولار، بزيادة قدرها نحو تريليونين مقارنة بعام 2024.
سؤال مطروح: أين الوجوه الجديدة؟
رغم النمو الاقتصادي النسبي، تطرح هذه المعطيات تساؤلات حول قدرة الاقتصاد المغربي على إفراز أسماء جديدة في عالم المال والأعمال، أو ما إذا كانت الثروة ستظل حكرًا على نفس الوجوه التقليدية، في ظل استمرار سيطرة الاستثمارات العائلية على القطاعات الحيوية في البلاد.