زايو سيتي
في زمن أصبحت فيه الرياضة مرهونة بالإمكانيات والدعم المالي، يطل علينا فريق نهضة زايو لكرة اليد كقصة نجاح ملهمة، يخط سطورها بمداد العزيمة والإصرار. فقد استطاع هذا الفريق المحلي أن يحقق إنجازا باهرا هذا الموسم، بصعوده إلى القسم الوطني الأول عن جدارة واستحقاق، بعد تحقيقه للعلامة الكاملة، بانتصارات متتالية في جميع مباريات الموسم، وكذا مباريات السد (البلاي أوف)، دون هزيمة واحدة تذكر.
لكن الأجمل في هذا الإنجاز ليس فقط الأرقام، بل الروح القتالية والانتماء العميق الذي جسده لاعبو الفريق، الذين ينحدرون كلهم من مدينة زايو، ويحملون اسمها في قلوبهم قبل قمصانهم. هؤلاء الأبطال، تحت قيادة الإطار المحلي عبد الرحيم عبقادري، ابن المدينة، أثبتوا أن الإرادة تصنع في الأحياء الشعبية، لا في المعسكرات الفخمة.
وراء هذا الفريق، مكتب مسير شاب يقوده بكل حنكة وهدوء الشاب إبراهيم الماحي، الذي قاد المشروع الرياضي بتفان رغم شح الموارد وقلة الإمكانيات. فرغم المعاناة المستمرة بسبب إحجام عدد من المؤسسات المانحة عن تقديم الدعم، لم يركن هذا الطاقم إلى الأعذار، بل اختاروا الطريق الصعب، طريق التضحية والعمل المستمر، وكان لهم ما أرادوا.
نهضة زايو لكرة اليد ليست فقط فريقا رياضيا، بل رمزا للأمل والانبعاث، فمدينة زايو اليوم تفخر بهذا الإنجاز، وتفخر بأبنائها الذين أعادوا الروح لكرة اليد المحلية، وذكروا الجميع بأن زايو سبق لها أن أنجبت فريقا لامعا تألق في القسم الممتاز، وأن هذا الماضي الجميل يمكن أن يعود بقوة أكبر.
إن الجماهير النهضاوية، التي رافقت الفريق في حله وترحاله، تطمح اليوم إلى صعود جديد إلى قسم الكبار، القسم الممتاز، وتؤمن أن هذا الحلم ممكن إذا ما تظافرت الجهود، ومدت المؤسسات يد العون والدعم لهذا الفريق المكافح.
فلنرفع القبعة احتراما لفريق نهضة زايو لكرة اليد.. رجال صنعوا المجد بعزيمة لا تلين، وكتبوا فصلا جديدا في تاريخ الرياضة المحلية، عنوانه: زايو لا تُهزم حين تحلم.
Continue on est avec vous