زايو سيتي
تتواصل تداعيات حادثة “زجاج الحلوى” التي هزت مدينة زايو، وسط حالة من القلق، بعد تسجيل مضاعفات صحية خطيرة لدى عدد من المصابين، في وقت تتسع فيه دائرة التساؤلات والتأويلات حول مصدر الزجاج وكيفية تسلله إلى الحلوى التي تم تقديمها خلال حفل عيد ميلاد.
وفي آخر التطورات، علم موقع زايوسيتي أن أربع حالات جديدة تم نقلها صوب المستشفى الإقليمي الحسني بالناظور، هذا اليوم، بعد تدهور وضعهم الصحي. أعمارهم المصابين الجدد بين 6 و11 و13 و20 سنة، ما زاد من خطورة الوضع الصحي العام للمصابين، وأعاد الحادثة إلى واجهة النقاشات العمومية محليا ووطنيا.
من جهة أخرى، وفي تطور صحي خطير، استقبل مستشفى القرب بزايو يومه الإثنين طفلين (ولد وبنت) بعد ظهور أعراض نزيف دموي من منطقة الشرج، ما يعزز الشكوك بوجود مواد حادة أو قطع زجاجية داخل أجسامهم، مما استدعى تدخلا طبيا عاجلا ومراقبة دقيقة لحالتهم.
بالموازاة مع هذه التطورات، خرج صاحب محل الحلوى المتهم بتزويد الحلوى المشبوهة عن صمته، نافيا بشكل قاطع مسؤوليته عن الواقعة. وفي تصريح خص به زايوسيتي، أوضح أن من غير المنطقي أن تحتوي حبة واحدة فقط على الزجاج، في حين أن الحلوى تحضّر دفعة واحدة بنفس الأدوات والمكونات، مؤكدا أن عمله المهني الممتد لأزيد من 25 سنة لم يشهد أي حادث مشابه.
وأضاف المتحدث أن هذه المهنة توارثها عن والده الذي زاولها لأكثر من خمسين سنة، وأنه لطالما التزم بشروط السلامة الصحية والضوابط القانونية التي تنظم القطاع، مطالبا بإجراء تحقيق دقيق وشامل لكشف ملابسات هذه القضية الغامضة.
وتعود فصول هذه الحادثة إلى يوم الأحد، حين تم تسجيل نقل أزيد من 13 شخصا إلى مستشفى القرب بزايو، إثر إصابتهم بآلام داخلية حادة مباشرة بعد تناولهم الحلوى خلال حفل عيد ميلاد عائلي، حيث تم توجيه ثلاث حالات نحو المستشفى الإقليمي بالناظور نظرا لخطورة وضعهم الصحي.
وأكدت مصادر طبية أن الكشف عن الزجاج داخل الجسم يعد أمرا معقدا تقنيا، إذ لا يمكن رصده بسهولة عبر الأشعة أو التصوير بالسكانير، مما يُحتّم متابعة سريرية صارمة خصوصًا للأطفال، تفاديا لأي تطورات صحية خطيرة.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الحادثة قد تكون غير جنائية في طبيعتها، إلا أن الغموض ما زال يكتنف تفاصيلها، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الجارية التي تشرف عليها الجهات المختصة.
وفي سياق متصل، نشر موقع زايوسيتي حوارا حصريا مع والد الطفل الذي احتفل بعيد ميلاده، حيث روى تفاصيل ما وقع لحظة بلحظة، مشددا على ضرورة كشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين إن ثبت وجود تقصير أو إهمال.
وبين تضارب الروايات وغياب نتائج التحقيق الرسمي، تبقى الأسئلة الكبرى معلقة: من أين أتى الزجاج؟ كيف وصل إلى الحلوى؟ وهل ما جرى حادث عرضي أم نتيجة إهمال جسيم؟