زايوسيتي/ إلياس العمراوي
في تطور متسارع لقضية الزورق السريع المعروف بـ”فانتوم” الذي أثار ضجة واسعة بشاطئ السعيدية، تمكنت عناصر الدرك الملكي من توقيف خمسة شبان كانوا مرشحين للهجرة السرية، بينما نجح آخرون في الفرار على متن القارب صوب السواحل الأوروبية.
الحادث الذي وصف بـ”الغريب وغير المسبوق” وقع نهار اليوم الأحد، حين فوجئ المصطافون بشاطئ السعيدية بتوقف مفاجئ لقارب سريع من نوع “فانتوم” بالقرب من مجموعة من الشباب الذين كانوا يستعملون الدراجات المائية “بيدالو”. ووفق شهود عيان، فقد اقترب سائق القارب بشكل مثير للريبة من راكبي الدواسات المائية، وقام بنقل عدد منهم بسرعة إلى القارب قبل أن ينطلق بهم نحو عرض البحر في مشهد صادم ووسط ذهول المصطافين.
التحقيقات الأولية التي باشرتها عناصر الدرك الملكي كشفت أن القارب قدم من السواحل الإسبانية بعد تنسيق محكم مع شركاء مفترضين داخل المغرب، وضعت له خطة مدروسة لاستقبال المرشحين للهجرة السرية دون إثارة الشبهات. المرشحون الذين جرى اعتقالهم، وعددهم خمسة، كانوا قد تسللوا إلى الشاطئ بشكل طبيعي ولم يظهروا أي سلوك يثير الريبة، ما يؤكد احترافية الجهة المنظمة.
وتعمل فرق التحقيق حاليا على تعميق التحريات لتفكيك خيوط هذه العملية غير المألوفة، حيث ترجح المصادر أن يكون المدبر الرئيسي للعملية متواجدا بإسبانيا، مع إمكانية تورط سماسرة مغاربة في تنسيق عملية تهريب البشر عبر البحر الأبيض المتوسط.
الفرضيات المتداولة حول الطريقة التي تم بها تحميل القارب بالمرشحين للهجرة أثارت أيضا جدلا، حيث رجح بعض المطلعين أن يكون الهدف من نقل هؤلاء هو ضمان توازن القارب أثناء الإبحار بسرعة، وهي تقنية تستخدم لتفادي انقلابه.
وتجدر الإشارة إلى أن شاطئ السعيدية يعد من أكثر الوجهات السياحية شعبية بالمغرب، الأمر الذي زاد من وقع الصدمة لدى زواره، خصوصا مع انتشار فيديوهات الحادث بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الجارية، تبقى العديد من الأسئلة عالقة حول مدى اتساع شبكة الاتجار بالبشر التي تقف وراء هذه العملية الخطيرة، والتي كشفت مرة أخرى عن تطور أساليب الهجرة غير الشرعية وخطورتها المتزايدة على الشواطئ المغربية.








