زايوسيتي
في الوقت الذي يرتبط فيه اسم “العيطة” في الذاكرة الشعبية المغربية بفن تراثي غنائي عريق، يحمل هذا المصطلح بمدينة زايو معنى مختلفا تماما، إذ أصبح يطلق محليا على نوع من القمار يعتمد على أوراق اللعب أو ما يعرف بـ”الكارتا”، يمارس بشكل علني في بعض الأحياء وبعض المقاهي وأمام مرأى الجميع، بل وأحيانا بالقرب من أماكن يفترض أن يسودها القانون.
هذا النوع من القمار لا يتم في الخفاء كما هو الحال في مدن أخرى، بل يمارس في واضحة النهار، وعلى قارعة الطريق أحيانا، دون خوف أو اعتبار لوجود السلطات الأمنية. المشاهد تتكرر يوميا، حيث يتحلق أشخاص من مختلف الأعمار حول طاولة بسيطة، وأوراق اللعب أمامهم، والمراهنات بالأموال تجري في العلن، في تحد واضح للقوانين المنظمة.
ورغم أن هذه الظاهرة باتت حديث الشارع المحلي، إلا أن ما يثير الاستغراب هو غياب أي تدخل جدي من قبل السلطات الأمنية لوضع حد لها، ما شجع ممارسيها على التمادي أكثر، وتحويل “العيطة” إلى عادة شبه يومية، وسط محيط يعرفه الجميع.
سكان المدينة، وخاصة أولياء الأمور، يعبرون عن استيائهم مما يجري، معتبرين أن هذه الممارسات تشكل خطرا على فئة الشباب، وتدفعهم نحو الإدمان على القمار، بل وقد تكون بوابة للانحرافات الأخطر.
وفي ظل تنامي هذه الظاهرة، يطالب الشارع المحلي بزايو بضرورة تدخل السلطات بشكل حازم، لفرض الرقابة على هذه الأنشطة، وتفعيل القوانين الجاري بها العمل لمحاربة القمار، حماية للنسيج المجتمعي من هذه الآفات التي تنخر القيم والأخلاق وتفتح الباب أمام سلوكات غير قانونية أخرى.