زايو سيتي : وفاء احجيرات/ تصوير : أسامة اليخلوفي
في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان والتلاحم، احتضن مسجد الحسن الثاني بمدينة زايو، يوم أمس، حفلاً دينياً مميزاً بمناسبة إعطاء الانطلاقة الرسمية للبرنامج الذي أعده المجلس العلمي المحلي للناظور، احتفاءً بعودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وذلك تزامناً مع حلول السنة الهجرية الجديدة وأيام عاشوراء المباركة.
واستهل الحفل بتلاوة جماعية لآيات من الذكر الحكيم على الطريقة المغربية العريقة، أضفت على المكان سكينة وخشوعاً، أعقبتها وصلات من المديح والسماع النبوي، في تقليد ديني وثقافي يختزل تشبث المغاربة بهويتهم الروحية.
وفي كلمة توجيهية ألقاها رئيس المجلس العلمي المحلي بالناظور، ميمون بريسول، نوّه فيها بأهمية مثل هذه الأنشطة، التي تأتي تثمينا لعودة أفراد الجالية، مؤكداً على ضرورة مواكبتهم روحياً وثقافياً، وتوفير كافة السبل الكفيلة بربطهم بثوابت الأمة وموروثاتها الدينية والوطنية. كما شدّد على الدور المحوري للمسجد في هذا الإطار، باعتباره منارة للتوجيه والتواصل مع مختلف فئات المجتمع.
وتزامناً مع حلول السنة الهجرية الجديدة، تطرّق رئيس المجلس العلمي المحلي بالناظور ، إلى دلالات هذه المناسبة، مستعرضاً ما تحمله من معان دينية وتاريخية عظيمة، ليعرج بعدها على مناسبة عاشوراء، حيث ركّز على أهمية الزكاة كركن من أركان الإسلام، موضحا أثرها في تفريج الكرب عن الفئات الهشة والمعوزة بالمجتمع، كما ذكّر الحضور، بأن إخراج الزكاة خلال عاشوراء من العادات المتجذرة في الثقافة الدينية المغربية، لما تحمله من قيم التضامن والتكافل.
وسيشمل البرنامج السنوي الذي أطلق بهذه المناسبة، عددا من الأنشطة الموجهة لفائدة أبناء الجالية، من ندوات فكرية، ودروس دينية، وحلقات لتحفيظ القرآن الكريم، إلى جانب ورشات تربوية وتوعوية تستهدف مختلف الفئات العمرية: أطفالاً وشبابا، نساءً ورجالا.
وقد عرف الحفل حضوراً وازناً لساكنة مدينة زايو، ورواد مسجد الحسن الثاني، الذين تفاعلوا بشكل كبير مع فقرات البرنامج، ما عكس عمق الارتباط الذي يجمع المغاربة بمناسباتهم الدينية، وحرصهم على صون هوية أبنائهم سواء في الداخل أو في المهجر.
واختُتم الحفل بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، ولأفراد الجالية المغربية عبر العالم، في أجواء مفعمة بالإيمان والتآزر والتكافل المجتمعي.