دعت صحيفة لوفيغارو الفرنسية قراءها إلى اختيار مدينة طنجة كوجهة مفضلة لقضاء عطلتهم الصيفية، منوهة إلى ما تزخر به المدينة من تنوع ثقافي وجمال طبيعي وبنية تحتية حديثة تجعلها “محطة فريدة تعاش بكل الحواس”
وفي تقرير موسع نشرته الصحيفة ضمن ركنها المخصص للسفر، استعرضت فيه تجربة ميدانية استثنائية داخل المدينة الواقعة عند نقطة التقاء البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي، أبدت لوفيغارو انبهارها بمزيج الأصالة والتجدد الذي يجعل من طنجة، حسب تعبيرها، “مدينة تمنح زائرها خلال يومين فقط خلاصة البحر والمغامرة، عبق الماضي ووهج الحاضر”.
وركز التقرير على البعد الحسي لتجربة السفر في طنجة، داعيا إلى “استكشاف المدينة بكل الحواس”، في رحلة تبدأ من الواجهة البحرية الحديثة “مارينا طنجة باي”، التي وصفت بأنها نموذج للمدينة المستقبلية، وتنتهي عند مغارة هرقل ورأس سبارطيل، حيث يستريح الزائر على مرأى من التقاء القارتين.
وقالت الصحيفة إن طنجة، التي لطالما كانت موضوع افتتان في كتابات بول بولز ومحطة عبور لجان جنيه وويليام بوروز، تملك اليوم مقومات سياحية تجعلها جديرة بأن تدرج ضمن أجمل الوجهات الصيفية في الضفة الجنوبية للمتوسط
وفي تفصيل مسارها اليومي، اقترحت الصحيفة على قراءها استهلال الرحلة من المدينة العتيقة، حيث “تنفتح عوالم من الألوان والعطور، بين دكاكين الحرفيين، وأزقة تحتضن بيوتا ناصعة”، داعية إلى “التوقف في القصبة، والتأمل في فسيفساء قصر السلطان، والانصهار في سردية بصرية توثق تقاطع الثقافات”
ولم يفت الصحيفة الفرنسية أن تذكر مقهى “الحافة”، الذي وصفته بأنه “واحد من أبرز معالم طنجة الوجدانية”، حيث يتباطأ الزمن، ويصبح التحديق في الأفق طقسا يوميا يتجاوز طابع الزيارة السياحية العابرة.
أما في اليوم الثاني، فحضت الصحيفة قراءها على الانطلاق نحو الكورنيش الجديد الذي يشكل أحد رموز مشروع “طنجة الكبرى”، مشيرة إلى أن “حي ملاباطا بات يعكس اليوم روح طنجة الجديدة: منظمة، نظيفة، مفتوحة على البحر، ومتصالحة مع طابعها المتوسطي”
وأضافت أن “الواجهة البحرية الجديدة تغري بالعطلة، بقربها من وسط المدينة، وتنوع مطاعمها ومقاهيها، وسلاسة الحركة داخلها”، لافتة إلى أن المارينا لم تفقد الطابع المحلي، بل امتزجت فيه قوارب النزهة ويخوت النخبة بمراكب الصيادين التقليديين، في انسجام يروي قصة التحول التدريجي دون انقطاع الجذور
وفي ما يشبه خريطة طريق لعطلة مثالية في شمال المغرب، قدمت الصحيفة مجموعة من التوصيات، شملت التوجه غربا عبر ممشى ساحلي وصولا إلى شاطئ سيدي قاسم، ثم التوقف في مغارة هرقل، قبل بلوغ منارة رأس سبارطيل، التي اعتبرتها “من أجمل النقاط التي يمكن للزائر أن يودع منها يومه عند الغروب”
كما لم تغفل الصحيفة البعد العائلي في العرض السياحي لطنجة، حيث أرفقت تقريرها بصور لأماكن مفتوحة، وخيارات إقامة متنوعة، ما بين رياضات داخل المدينة القديمة وفنادق على الطراز الحديث في ملاباطا، وهي عناصر قالت إنها تعزز من تنافسية المدينة مقارنة بوجهات متوسطية كلاسيكية
وختمت لوفيغارو تقريرها بالتأكيد على أن طنجة لم تعد فقط حلما أدبيا أو محطة عابرة نحو جنوب المغرب، بل صارت “مدينة قائمة بذاتها، بمقومات جذب مستقلة، تجتذب الزوار من داخل المملكة وخارجها، وتقدم مزيجا نادرا من الأمان والهدوء والإلهام”