زايو سيتي: إلياس عمراوي
استبشرت ساكنة مدينة زايو خيرا بانطلاق أشغال تأهيل مجموعة من الفضاءات والمشاريع الحيوية بالمدينة، في خطوة رآها كثيرون بوابةً نحو تعزيز جاذبية المدينة وتحسين مشهدها الحضري. وتشمل هذه المشاريع إعادة تأهيل ساحة البريد في قلب المدينة، وترميم معلمة برج الحمام التاريخية، فضلاً عن تجديد مقهى قديمة وسط مدارة طرقية، وإحداث مساحة خضراء جديدة على الطريق الرئيسية.
هذه الأوراش، التي أنعشت آمال السكان برؤية زايو في حلة جديدة، سرعان ما اصطدمت ببعض الملاحظات التي سجلها متتبعو الشأن المحلي، والتي تستدعي حسب تعبيرهم “الالتفات الجاد قبل فوات الأوان”.
من أبرز النقط التي أثارت الانتباه، النافورة المتواجدة بحديقة “الباركي الصغير”، والتي تسير أشغالها بوتيرة بطيئة، رغم أهميتها الجمالية والبيئية، خاصة في فصل الصيف، ما يفقدها وظيفتها الحيوية كعنصر تبريد وجذب بصري.
المكان، برمته، يستحق دفعة بسيطة لتكتمل صورته، وتعود له الحياة، كما أراده سكان الحي والمارة الذين يمرون من هناك.
أما ساحة البريد، التي يفترض أن تكون واجهة حضرية للمدينة، فقد أثارت تساؤلات عديدة حول جودة الأشغال، لا سيما طريقة تركيب الزليج الإسمنتي الذي تظهر عليه شوائب واضحة تؤثر على جمالية المكان. كما طُرحت مطالب بسقي العشب بانتظام والحرص على نظافة الساحة وصيانتها الدورية، خاصةً أنها تقع في موقع استراتيجي وسط المدينة.
ليس بعيداً عن الساحة، يقف برج الحمام شامخا، شاهداً على ذاكرة زايو ورمزاً من رموزها التاريخية. ورغم التهيئة التي طالت هذا الفضاء، غير أن بعض المتابعين دعوا إلى تعميم الإنارة ذات الألوان المتناسقة على البرج وسوره لإضفاء طابع فني وجمالي، فضلاً عن ضرورة الاهتمام بالعشب المحيط وسقيه بشكل منتظم.
وفي الجهة المقابلة، أشاد كثيرون بجمالية حديقة الأمل التي أُنجزت عند مدخل المدينة، معتبرين إياها مبادرة موفقة من حيث التصميم والموقع. لكنّ أصواتاً تعالت كذلك مطالبة بعدم إهمال سقي العشب والأشجار الجديدة، لضمان استمرار رونق الحديقة وعدم تكرار سيناريو الإهمال الذي طال مشاريع سابقة.
بين واقع الإنجاز وطموح الساكنة، تبقى مشاريع تأهيل الفضاءات العمومية بمدينة زايو خطوة محمودة نحو بيئة عمرانية أكثر جمالاً وتنظيمًا. إلا أن النجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بإطلاق الأوراش، بل بمدى الاهتمام بجودة التنفيذ، واستدامة العناية بها بعد اكتمالها. هي دعوة مفتوحة للمسؤولين المحليين، حتى تظل زايو مدينة تليق بأهلها وتستحق ما هو أجمل.