زايوسيتي / أسامة اليخلوفي
تتموقع مدينة زايو في قلب الجهة الشرقية للمملكة، وتشكل حلقة وصل استراتيجية بين قطبيها الرئيسيين: وجدة والناظور. هذه المدينة، التي طالما اعتبرت محطة عبور، تختزن مؤهلات طبيعية وجغرافية هائلة تجعل منها موقعا استثنائيا يستحق اهتماما أكبر وتخطيطا تنمويا يثمن مقدراتها.
زايو ليست فقط نقطة وسطى بين مدينتين كبيرتين، بل تقع أيضا بين مطارين دوليين، مطار وجدة أنجاد ومطار العروي الناظور، ما يمنحها امتيازا لوجيستيا يجعلها مرشحة بقوة لتكون محورا للتنمية السياحية والاقتصادية.
وعلى بعد 35 كيلومترا فقط عن الساحل عبر الطريق، وقرابة 10 كيلومترات فقط وفق خط تحليق الطائر، تزداد قيمة زايو الاستراتيجية، لاسيما مع قربها من شواطئ مصنفة ضمن الأفضل وطنيا مثل السعيدية، رأس الماء، وقرية أركمان. كما لا تبعد سوى 50 كيلومترا عن ميناء بني أنصار و64 كيلومترا عن ميناء الناظور غرب المتوسط، ما يفتح أمامها آفاقا للاستثمار في مجالات النقل، التجارة، والسياحة البحرية.
تحيط بزايو جبال شامخة تمنحها مناظر طبيعية أخاذة، إلى جانب عيون مائية غزيرة أشهرها عيون سيدي عثمان، والتي تضيف إلى المدينة طابعا بيئيا وسياحيا مميزا. ويحتضنها سهل صبرة، الذي يتميز بغطائه النباتي الغني، ويشكّل رئة خضراء طبيعية ذات أهمية إيكولوجية كبيرة.
ولمن يبحث عن السياحة الجبلية والمنتجعات الطبيعية، فزايو لا تبعد كثيرا عن منتجعات زݣزل وتافوغالت المعروفة بجمالها واعتدال مناخها، كما تمر بمحاذاتها مياه واد ملوية، أحد أكبر الأنهار في البلاد، بما يحمله من إمكانيات سياحية وزراعية.
زايو إذن، ليست مجرد نقطة على الخريطة، بل جوهرة طبيعية واستراتيجية تنتظر من يعيد اكتشافها ويمنحها ما تستحق من مشاريع تثمين وتنمية.