تستمر المخاوف من حدوث ارتفاع صاروخي قريب لأسعار النفط في المغرب، في التفاقم، بسبب استمرار الصراع العسكري بين إيران وإسرائيل، وهي المخاوف التي عبرت عنها فدرالية اليسار الديمقراطي عبر مجلس النواب، متسائلة عن مصير مصفاة “لاسامير” في ظل هذه الظروف.
ونبهت النائبة البرلمانية عن الحزب، فاطمة التامني، إلى أن الأسواق الدولية شهدت ارتفاعا ملحوظا في أسعار النفط، حيث تجاوزت نسبة الزيادة في بعض المؤشرات 12 في المائة، متأثرة بالتصعيد المتواصل في منطقة الشرق الأوسط والتوترات الجيوسياسية المتزايدة.
وأشارت التامني، في سؤال كتابي موجه لوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بن علي، أن مثل هذه التحولات في الأسواق العالمية غالبا ما تنعكس بشكل مباشر على أسعار المحروقات في السوق الوطنية، مبرزة أن ذلك “يثقل كاهل المواطنين، سواء من حيث الزيادة في أسعار المحروقات وأيضا ما ينعكس على ذلك في زيادات في عدد من المواد الأساسية الأخرى”.
وفي الوثيقة التي استقبلها مكتب مجلس النواب بتاريخ 16 يونيو الجاري، أوردت النائبة البرلمانية اليسارية أن “ما يثير استغراب الرأي العام، هو أن الأسعار الوطنية ترتفع بسرعة موازية لأي زيادة دولية، بينما لا نشهد نفس الدينامية في حالة تراجع الأسعار على المستوى العالمي، مما يطرح علامات استفهام حول آليات التسعير والمراقبة للمحروقات بالمغرب”.
وتابعت أنه، في هذا السياق، يطفو مجددا على السطح ملف مصفاة “لاسامير” والدعوات “السابقة والمتجددة والمستمرة” لإعادة تشغيلها، بحيث تمثل “بنية تحتية استراتيجية مهدورة”، والتي كان من شأنها أن تؤمن جزءا كبيرا من الحاجيات الوطنية من التكرير، وتقلل من هشاشة السوق الداخلية أمام تقلبات الأسواق الدولية، وفق الوثيقة.
وتسائلت التامني عن التدابير الاستباقية التي تعتزم الوزارة المكلفة بالقطاع الطاقي اتخاذها للحد من تأثير تقلبات أسعار النفط دوليا على السوق الوطنية، وأسباب عدم تفعيل آلية مرنة تضمن عكس انخفاض الأسعار الدولية على السوق المحلية بنفس السرعة والفعالية التي يتم بها عكس الزيادات.
الوثيقة استفسرت طلبت أيضا إيضاح موقف الحكومة من إعادة تشغيل مصفاة “لاسامير” في ظل الظرفية الحالية التي “تؤكد الحاجة الملحة لبنية تكريرية وطنية تحفظ سيادتنا الطاقية وتحد من الارتهان للخارج، وهي دعوة مستمرة ومتجددة تجاه هذا المطلب”، وفق التامني.
يشار إلى أن أسعار النفط سجلت ارتفاعاً حاداً تجاوز 12 في المائة يوم 13 يونيو 2025، مباشرة بعد إعلان إسرائيل تنفيذ ضربات جوية على أهداف عدة داخل إيران، وهو ما ردت عليه طهران برشقات صاروخية، ما زاد من المخاوف بشأن اندلاع حرب في منطقة الشرق الأوسط، الغنية بمصادر الطاقة.
وقفز سعر خام برنت متخطياً عتبة 78 دولاراً للبرميل، محققا بذلك أكبر زيادة يومية له منذ مارس 2022، تاريخ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 12,6 في المائة ليصل إلى 76,61 دولاراً للبرميل.
البرلمانيون ؟. لماذا هذا الخوف ؟. لهم بطاقة: عمر دير لبلان. بسلامة.